موقع يهتم بالمرأة العربية وعواطفها وتحدياتها وأحلامها وشريك حياتها

الوفاء بالعقود: مفهومه وكيفية تحقيقه في الحياة اليومية

Hands overlapped-showing unity
494

التعاون على البر والتقوى ضرب من الوفاء بالعقود. إن الوفاء بالعقود والمواثيق مأمور به في القرآن بشكل حاسم وملزم في عدة مواضع.

يقول تعالى في سورة المائدة “يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا أَوْفُوا بِالْعُقُودِ” وفي قوله الكريم “وَاذْكُرُوا نِعْمَةَ اللَّهِ عَلَيْكُمْ وَمِيثَاقَهُ الَّذِي وَاثَقَكُمْ بِهِ”، والعقد والميثاق لهما نفس المعنى.

والعقود والمواثيق تشمل أنواعًا مختلفة، بما في ذلك العقود المتعلقة بالعباد، وتلك المتعلقة بالخالق فيما يتعلق بعلاقتك مع الله. فكل علاقة لها حقوق وواجبات، وقد عرض الشرع الحنيف هذه الحقوق والواجبات في صورة أوامر ونواهي.

وهناك أيضًا العقود المتعلقة بالإنسان نفسه، فللإنسان حقوق على نفسه، وبالتالي هناك علاقة وثيقة بين الشخص ونفسه يجب أن تؤدى بكمالها، لأنها هي الرابطة بينه وبين الآخرين وبينه وبين الله.

ويقول علماء النفس إن الشخص يعامل الآخرين دائمًا بنفس الطريقة التي يعامل بها نفسه، فكل إناء ينضح بما فيه.

وبالنسبة لارتباط علاقة الشخص بنفسه وعلاقته بربه، فإن بعض السلف كانوا يقولون في دعائهم “اللهم تب علينا كي نتوب على أنفسنا”. وهناك بعض نصوص العلماء التي تشير إلى أن الله إذا غضب على عبد من عباده، يبعده عن نفسه.

الوفاء بالعقود

إن الوفاء بالعقود والمواثيق يحتاج إلى تكاتف الأيدي وتعاون القلوب على طاعة الله ورضوانه. ولكن قبل الإجابة على ذلك، ما معنى العهود والمواثيق؟

العهد هو الميثاق، وكلاهما يحمل معنى الأمانة والمسئولية، وهما معًا يعني الأوامر التي أمر الله بها والنواهي التي نهى عنها في كل جانب من جوانب علاقتنا الثلاثة.

لذا، نأتي إلى الإجابة على السؤال الأخير: كيف يمكن تحقيق الوفاء بالعقود والمواثيق؟

– الالتزام بالوعود: يجب أن يكون الشخص ملتزمًا بالوعود التي قطعها، سواء كانت وعودًا تتعلق بالآخرين أو بنفسه أو بالله. يجب أن يكون الشخص صادقًا وموثوقًا في تنفيذ ما وعد به.

– الاحترام والعدل: يجب أن يتعامل الشخص بالاحترام مع الآخرين وأن يكون عادلًا في معاملته. يجب أن يحترم حقوق الآخرين وأن يكون عادلًا في القضايا المتعلقة بالعقود والمواثيق.

– التواصل الجيد: يجب أن يكون هناك تواصل جيد وواضح بين الأطراف المتعاقدة. يجب أن يتم فهم الشروط والتفاصيل بشكل صحيح وأن يتم مناقشة أي انتهاكات محتملة في العقد.

– الاستشارة القانونية: في حالة وجود عقود قانونية معقدة أو مشكلات قانونية، يمكن أن يكون من الأفضل استشارة محامٍ للحصول على مشورة قانونية. سيساعد المحامي في فهم الحقوق والواجبات وفي حماية المصالح القانونية للأطراف المتعاقدة.

– التسوية الودية: في حالة وجود خلافات أو مشاكل في تنفيذ العقد، يمكن أن تكون التسوية الودية خيارًا أفضل من اللجوء إلى القضاء. يمكن للأطراف المتعاقدة التفاوض والبحث عن حلول متفق عليها يرضي الطرفين.

– العمل بالنية الحسنة: يجب أن يكون الشخص على استعداد للعمل بنية حسنة وحسن النية في تنفيذ العقود والمواثيق. يجب أن يكون هناك الرغبة الصادقة في الوفاء بالتزاماته وتحقيق المصالح المشتركة.

باختصار، الوفاء بالعقود والمواثيق يتطلب الالتزام بالوعود، الاحترام والعدل، التواصل الجيد، الاستشارة القانونية، التسوية الودية، والعمل بالنية الحسنة.

الأثر الناجم عن الإخلال بالعقود والمواثيق

تعد العهود والمواثيق هى غاية الرسالة المبعوثة على يد الأنبياء والمرسلين،من حيث الوفاء بها، والدين شديد المواثيق، فإذا صرنا أحزابا فيه فماذا بعد التفرق! وماذا بعد الحق الا الضلال.

ان التفرق في الدين يعد انتكاسة عظيمة لمجتمعنا العربي والإسلامي، فماذا بعد التفرق من ظهور الجماعات الإسلامية المتفرقة الشاذة، التى تنادي بمعتقدات باطلة تحت مسمى الدين وتعاليمه، فالتفرق في تنفيذ تعاليم الدين جزء لا يتجزأ من الشذوذ الفكري والانحراف عن الوسطية.

لماذا تنادي الشريعه الاسلامية بالتعاون في تنفيذ العقود والمواثيق؟

لأن التعاون على البر والتقوى هو من أنجع وأسمى طرق النجاة من أي شتات فكري أو عبث غربي أو إنجراف وراء اي آفات مرذية تحت هيمنة وكيد الشيطان، حيث يكمن السعي وراء التفرقة وفك رابطة الإجتماع والإتحاد، وياحبذا لو كان الاتحاد في الدين الذي هو عدوه الأكبر وهدفه الوحيد الذي يتمنى تدميره.

العدل إحدى سمات تنفيذ تعاليم الدين

جاء العدل مشارا اليه هنا لانه مكملا لصورة التقوى فلا تقوى بلا عدل ولا عدل بدون تقوى، وهنا جاء القرآن ;”كونوا قوامين بالقسط شهداء لله”

حيث قرن بين العدل وبين القيام بالاوامر وزجر النواهي بقوله “قوامين – القسط  “

ولما كان العدل أمر قد يصعب على الكثير الالتزام به خشية ذي سلطان، فيأتي الشرع والقرآن للتقليل من هذا المبدأ السائد الذي ضاع من وراءه الكثير والكثير.

قال تعالى “يأيها الذين آمنوا اذكروا نعمة الله عليكم إذ هم قوم ان يبسطوا إليكم أيديكم فكف ايديهم عنكم واتقوا الله “

حيث دعا في مثل هذا الامر إلى التوكل على الله وعدم الخوف من ذي سلطان، فمن توكل على الله كفاه، حيث جاء في نص الآية “فكف ايديهم عنكم

ثم عبر بأن هذا هو غاية التقوى التى لو نالها المرء منا لهانت عليه الدنيا بكل منغصاتها وعثراتها.

اقرأ أيضا: اماكن سياحية في مصر

التعليقات مغلقة.