موقع يهتم بالمرأة العربية وعواطفها وتحدياتها وأحلامها وشريك حياتها

تربية الأبناء: كيف تتعامل مع غضب أبنائك بطريقة فعالة ومثمرة؟

2 925

تربية الأبناء

إنَّ الفجوة بين الأجيال، كثيرًا ما تسبب خلافاتٍ هائلة بين الآباء والأبناء، قد تصل أحيانًا إلى طرق مسدودة وعلاقات هشَّة، وقد تصل إلى مقاطعة في التعاملات بينهما، مما يسفر عن بيئة غير صحية في الأسرة، ويترك آثارًا سيئة في نفوس الأبناء لسنوات، وقد تستمر مدى الحياة.

تربية الأبناء

إذن، كيف تتعامل مع الغضب الشديد في أول وهلة؟

عليك أن تخاطب عقلك وتبرمجه على التحكم في النفس، فلا تبادل الغضب بالغضب ولا الصوت العالي بصوت أعلى! تذكر أنك الأكبر والأعقل والذي تعلم وتربى، فلا تفرغ غضبك في أبنائك ولا تترجم مشاعرك الداخلية وضغوط الحياة عليك في رد فعلك ضدهم.

إن غضب ابنك أو ابنتك في لحظة ما هو تعبير عن عدم فهمك وتقديرك لرغباتهما. ويجب أن تعي جيدًا أن الكلام الصادر وقت الغضب هو كلام غير منطقي، فالعقل يختار أقوى الكلمات وأشدها إيلاماً للنفس ليعبر عن إحساسه بالضيق، قد لا يعبر عن الحقيقة وقد يتسم بالمبالغة والافتراء، فهو يعبر عن وجهة نظره ويحاول أن يجعلك تشعر بمشاعره وتقدر رغباته ومتطلباته، فلا تأخذ الكلام بعين الجد ولا بشكل شخصي، ولا تفهم أنك مقصود باللوم أو التقصير أو الإساءة.

هل يرى ابنك العالم بمنظورك؟

مؤكد أنه يرى العالم بمنظور يختلف تمامًا عنك، نظرًا لاختلاف الأجيال والمتطلبات والظروف المحيطة، فلا تتوقع منه أن يرى الدنيا كما تراها أنت، ولا بوجهة نظرك أنت، ولا يعقل أن تطلب منه ذلك، فأنت في مثل عمره لم تكن بالغ الرشد والحكمة.

هل آراء الآخرين تؤثر على تعاملك مع أبناءك؟

قد تؤثر آراء بعض الناس من حولك على تعاملاتك مع أبنائك، فربما ينتقد البعض سلوك أبنائك تجاهك أو يلومك على السماح لهم ببعض التجاوزات.

فلا تترك هذه المساحة لأحد إلا إذا كنت تحتاج إلى مشورة أو نصيحة من تجارب مقربين لك موثوق فيهم.

هل وراء الغضب دوافع أخرى؟

من المحتمل أن يكون وراء غضب ابنك وردود أفعاله العنيفة دوافع أخرى، قد يكون خوفًا، إحباطًا، مللًا، تحدِّيًا، شعورًا بالتجاهل.

مهم جدًّا أن تبحث عن الدافع الحقيقي وراء غضبه، وهذا لن يتسنّى لك إلا إذا حاولت التقرب منه وفهم مشاعره وسؤاله، وتأكد أن من أصعب المشاعر شعوره بأن لا أحد يفهمه.

إذن، هدفنا الأساسي هو تقويم أبناءنا وتعليمهم كيفية إدارة مشاعرالغضب والتعبير عنها بالطريقة اللائقة. حاول فهم مشاعرهم وتقدير رغباتهم حتى وإن قمت بتأجيل تنفيذها أو تنفيذ بعضٍ منها أو إيجاد بدائل لها.

المهم وجود لغة تفاهم واحتواء، والأهم عدم رد الغضب بالغضب حتى لا تكون قدوة سيئة تعلّمهم الغضب دون أن تدري، تجنب النقاش العنيف، احتوِ ابنك وقت الغضب، اشعره بأنك تفهمه وتقدّر مشاعره، ولكن يمكننا النقاش والتفاهم وإيجاد حلول مختلفة بعد مرور عاصفة الغضب.

تجنّب اللوم والنقد

تجنب اللوم والنقد المستمر، فهما بيئة خصبة لتولد الغضب والعند والعنف غير المبرَّر.

إمدح ابنك وقدِّر أبسط إنجازاته، قوِّم سلوكه مرارًا وتكرارًا بالنصح، بالنقاش، بالثواب والعقاب الواعي الذي يحفظ روح الحب والمودة والرحمة.

اقرأ أيضا: مسجد السيدة عائشة في مصر: تاريخ ملئء بالأسرار والأساطير

2 تعليقات
  1. […] أن ادارة الغضب هي عملية مستمرة تتطلب ممارسة وصبر ووقت ومجهود، لكن […]

  2. […] اقرأ أيضا: كيف تتعامل مع غضب أبنائك؟ […]

اترك رد

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني.