موقع يهتم بالمرأة العربية وعواطفها وتحدياتها وأحلامها وشريك حياتها

من براءة الطفولة إلى قيود المجتمع: رحلة المرأة في مواجهة قهر الرجال

0 93

في هذا المقال نعرض قضايا قهر الرجال وقيود المجتمع، مستعرضًا كيف تؤثر هذه العوامل على تشكيل الهوية النسائية، وتحديات المرأة في مواجهة هذه القيود. كما يناقش حقوق المرأة وأهمية إعادة صياغتها بما يتناسب مع تطلعاتها، وكيف يمكن للمرأة أن تستعيد حريتها وأحلامها البريئة في عالم مليء بالتحديات.

تُعتبر رحلة المرأة من براءة الطفولة إلى قيود المجتمع واحدة من أعقد الرحلات التي تمر بها. فكل امرأة، مهما اختلفت ظروفها، تحمل في داخلها ذكريات طفولة تشكلت حول أحلام بريئة وتطلعات حرة. إلا أن هذه البراءة غالبًا ما تتعرض للاختناق تحت وطأة قيود المجتمع، التي تُفرض عليها كجزء من معايير سلوكية وقيم جندرية متجذرة.

براءة الطفولة

لا شك أن كل أمرأة مهما كانت معايير معيشتها البيئية أو الأسرية إلا ولديها تاريخ طفولي، ما هو التاريخ الطفولي! هو رحلة الفرد في مرحلة ما من مراحل حياته والتي ترتكز على بناء الأحلام والتطلعات والسلوكيات المستقبلية التي هي جوهر وحجر أساسي لبناء شخصية الطفل أو ما يعرف ب( السلوكيات الجندرية).

هذا النوع من البناء البيولوجي لدي الفرد غالبا ما تفرض عليه قيود مجتمعية وان كانت على الأخص ترتكز على المرأة تحت دافع المقارنات بين ذويها وأمثالها لتغيير نمط حياتهن المعتاد منذ الطفولة الذي يدعو إلى البراءة والحرية في التصرفات والأحلام المتوقعة؛ من أجل تحمل مسئولية أكبر لا سيما مسئولية الهوية النسائية والدفاع عنها فحسب بل يضاف عليها عبء أكبر تحت مسمى مسئولية بناء الأسرة الذي قد تخضع بعض النساء تحت ظلها لما يعرف بقهر الرجال أو بقيود المجتمع.

قهر الرجال

ما هو قهر الرجال وهل هو مسمي او مصطلح عام؟! بحيث يمكن أن ينطبق على كل الرجال، كلا. إنه مصطلح وان كان شائع ودعانا إلي الاستعاذة منه” الشرع الحنيف ” حيث قال سيدنا محمد معلما أمته دعاء{ اللهم اني اعوذ بك من قهر الرجال}. قهر الرجال:  غالبا ما يقع على المرأة بوصف أنها بالنسبة للرجال وبالمقارنة بينهم هي في الحقيقة تعد كائن ضعيف. وقد وجدت الكثير من النساء هذا النمط السلوكي على مر العصور والأزمان وهو نمط قهر الرجال، مما يدل على أنه ظاهرة مجتمعية منوطة بعدة من القيود المتعلقة بقوانين وقواعد المجتمع، فهى ليست ظاهرة مبتدعة من قبل البعض أو في عصر ما دون الآخر، كلا! إنها ظاهرة مجتمعية يرجع سببها إلى دافع أكبر وهو قتل الحرية والبراءة الطفولية لدى المرأة التي تشكلت في عهد الطفولة بشكل غير سوي ومنطقي.

قيود المجتمع

قيود المجتمع هي عدة كقيود تعليمية وقيود سلوكية وقيود أخر. فما فائدة هذه القيود، ولم تخضع إليها المرأة تحت ظل نمط قهر الرجال!

إن السبب يرتكز علي أمر هو في امس الحاجه إليه كل امرأة ترى نفسها قهرت تحت ظل قيود المجتمع : إنه اعادة تشكيل مبدأ الحرية وبوتقة الأحلام البريئة التي لا تغني ولا تسمن من جوع إذا ما ظلت بلا تهذيب وتنقيح، تحت مسمى الدفاع عن الهوية والحقوق النسائية.

حقوق المرأة

ان بالطبع للمرأة حقوق ولا سيما أن حقوق كل فرد بالمجتمع هي حق معتبر ليس من حق فرد او مؤسسة اهداره، فهذه قاعدة ينبغي أن توضع بعين الاعتبار. الا ان الأمر يتطلب معرفة كيف توظف هذه الحقوق توظيفا يدعو إلى نيل ما وراءها، فمثلا : المرأة من حقها أن تبدي دورها الإنساني في الرأي والمشورة، ومع ذلك ترى المجتمع يخفي ملامح هذا الحق وليس يستبيح اهداره بدليل ان البعض بل الكثير اعطاهن المجتمع حقهن في ذلك صراحة وعند البعض بلا قيود، فالحقيقة أن المجتمع لم يهدر حقوق المرأة بل يهذبها وينقحها ويرتقي بها ويربيها ويعيد تأسيسها لتوظف بشكل جيد ومثمر ونافع للمجتمع بأسره.

أبرز مظاهر قهر المرأة: عبر العصور والأزمان

يعتبر الضغط على المرأة لإثبات هويتها من خلال بناء أسرة يُعتبر مظهرًا من مظاهر القهر. إليك بعض النقاط التي توضح ذلك:

1. تحديد الهوية

– يُفرض على النساء أحيانًا أن تكون هويتهن مرتبطة بدورهن كأمهات أو زوجات، مما يُقلل من فرصهن في التعبير عن أنفسهن بطرق أخرى.

2. الضغوط الاجتماعية
– المجتمع غالبًا ما يُمارس ضغوطًا على النساء للامتثال لمعايير معينة تتعلق بالزواج والأمومة، مما يحد من خياراتهن الشخصية.

3. تقييد الطموحات
– التركيز على بناء الأسرة كهدف أساسي قد يتعارض مع طموحات المرأة المهنية أو التعليمية، مما يُقلل من فرصها في تحقيق الذات.

4. الاحساس بالذنب : قد يشعر بعض النساء بالذنب أو الفشل إذا لم يتمكن من إثبات دورهن داخل الأسرة مما يؤثر على صحتهن النفسية.

5. فقدان الهوية الفردية

– الانغماس في الأدوار الأسرية قد يؤدي إلى فقدان الهوية الفردية ورغبات المرأة، مما يُعزز من شعور القهر.

6. عدم الاعتراف بالجهود
– يُنظر أحيانًا إلى دور المرأة في بناء الأسرة كأمر مفروغ منه، مما يُقلل من تقدير المجتمع لجهودها.

لذا، يُعتبر الضغط على المرأة لإثبات هويتها من خلال بناء أسرة قهرًا، لأنه يقيد حريتها ويُقلل من قيمتها كفرد مستقل.

الخلاصة

في ختام هذا المقال، نجد أن رحلة المرأة من براءة الطفولة إلى قيود المجتمع ليست مجرد قصة فردية، بل هي خلاصة لتجارب جماعية تعكس الصراعات والتحديات التي تواجهها النساء في مختلف الثقافات والمجتمعات. إن قهر الرجال وقيود المجتمع لا تقتصر على مجرد مفاهيم نظرية، بل هي واقع يعيشه الكثيرون، مما يستدعي منا جميعًا إعادة النظر اليه من جديد.

 

تظل الحقوق النسائية حجر الزاوية في بناء مجتمع متوازن وعادل، حيث يجب على كل امرأة أن تُمنح الفرصة للتعبير عن ذاتها وتحقيق أحلامها. فاستعادة البراءة والطموح يتطلب جهدًا جماعيًا، يبدأ بتربية الأجيال الجديدة على القيم الصحيحة والمعايير الدقيقة منها كالاحترام والمساواة، وينتهي بتغيير الأنظمة التي تعيق المفهوم الصحيح والدقيق لمنظور الحرية.

اقرأ أيضا: مشاعر الفقد والحنين كبسولة للشفاء من آثاره

اترك رد

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني.