موقع يهتم بالمرأة العربية وعواطفها وتحدياتها وأحلامها وشريك حياتها

 الإفراط في التفكير (Overthinking) بين النعمة والنقمة

0 338

الإفراط في التفكير (Overthinking)

هل سبق لك أن ظللت تفكر لساعات طويلة في موقف حدث أو قرار لم تتخذه بعد؟
هل تبقى الفكرة تلاحقك في كل وقت، وتجد نفسك تعيد الحوار في ذهنك مرارًا وتكرارًا، وكأنك تبحث عن إجابة لن تأتي؟

هذا هو الإفراط في التفكير، أو ما يُعرف بـ Overthinking . حالة ذهنية قد تمر بنا جميعًا، لكن البعض يعيشها بشكل دائم، وكأن عقله لا يعرف إلا إعادة المشاهد، وتحليل الأحداث، وتوقع الأسوأ دومًا.

وبين من يراه دليل عمق وذكاء، ومن يعيشه كعذاب يومي خانق، تبقى الحقيقة أن الإفراط في التفكير يمكن أن يكون نعمة أو نقمة… والفيصل هو كيف نتعامل معه؟

 الإفراط في التفكير (Overthinking)

متى يكون نعمة؟

قد يكون الإفراط في التفكير نعمة إذا تم توجيهه بوعي.
فالعقل المتأمل، المتسائل، المحلل، هو عقل قادر على رؤية التفاصيل التي لا يراها الآخرون.
قد يساعدنا هذا التفكير في:

تجنّب التهور في اتخاذ القرارات.

فهم مشاعرنا ومشاعر الآخرين.

وضع خطط دقيقة.

توقع المشكلات قبل حدوثها.

حتى كثير من الناجحين والمبدعين في العالم كانوا من أصحاب التفكير العميق، لكنهم استخدموه في الإبداع والتحليل والبناء، لا في جلد الذات والتدمير.

 متى يتحول إلى نقمة؟

المشكلة تبدأ عندما يفقد الإنسان السيطرة على تفكيره.
عندما يتحول التفكير إلى:

اجترار للمواقف القديمة.

قلق من المستقبل بلا توقف.

تخيل سيناريوهات سلبية مرهقة.

لوم مستمر للنفس أو للآخرين.

هنا يتحول التفكير إلى سجن داخلي، يعطل الحياة، ويؤدي إلى مشكلات مثل:
القلق، الأرق، التوتر، ضعف الإنتاج، تشتت التركيز، وانخفاض تقدير الذات.

كيف أحوّله من نقمة إلى نعمة؟

التحول يبدأ بـ الوعي والإرادة، ثم بعض الأدوات العملية البسيطة:

1. وعي اللحظة:
لاحظ نفسك، راقب أفكارك، اسأل: “هل هذا التفكير مفيد؟ أم مجرد دوران؟”

2. وقت مخصص للتفكير:
امنح عقلك وقتًا حرًا للتفكير (15 دقيقة يوميًا مثلًا)، وبعدها أوقفه بإرادتك.

3. الكتابة والتفريغ:
أخرج كل ما يدور في رأسك على الورق.
سترى كم تهدأ الأفكار حين تتحول إلى كلمات مكتوبة.

4. التنفس والتأمل:
جرّب تمرين تنفس بسيط: مارس التأمل أو الصلاة الامتنان .
هذه لحظات تعيد للعقل توازنه.

5. التحرك للفعل:
اسأل نفسك: “ما أول خطوة صغيرة أقدر أعملها؟”
لأن التفكير لا يغيّر الواقع… الفعل هو ما يصنع الفرق .

 الخلاصة:

الإفراط في التفكير (Overthinking) ليس مرضًا، لكنه قد يكون سلاحًا ذو حدين.
إما أن تستخدمه بذكاء ليكون بوابة وعي ونمو وتخطيط،
أو تتركه يسرق منك هدوءك وسلامك ويقودك في دوامة لا تنتهي.

 تذكّر
أنت من يملك زمام العقل، وليس العكس.
فلا تمنعه من التفكير… لكن لا تسمح له أن يتحكّم بك.

اقرأ أيضا: ما هو هدفك في الحياة؟

اترك رد

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني.