التشافي الحقيقي
الحياة مليئة بالمواقف الصعبة والصدمات والذكريات الأليمة التى قد تظل مصاحبة للإنسان طوال رحلته والتى قد تغير الانسان تغيرًا يؤثر بشكل مباشر أو غير مباشر على السلوك والنفسية بل والجسد أيضا قد يعانى من أثر الصدمات والتجارب الصعبة.
ولكن ، هناك لحظة سحرية قد تكون نقطة تحول فى حياتك !! أتدرى ماهى تلك اللحظة؟
انها السر العميق الذى قد لايدركه البعض .. السر فى عبورك جسر ينقلك إلى الراحة والطمأنينة إنها لحظة أن تقرر أن تتوقف عن المقاومة ، عن محاولة السيطرة على كل الأمور ، عن محاولة الوصول إلى المثالية فى كل مايواجهك من أحداث
توقف عن الخوف من المستقبل أو الندم على الماضى.
فى تلك اللحظة يبدأ حدوث التشافي الحقيقي، عندما يتوقف عقلك عن التشبث بالوصول للكمال يبدأ قلبك فى التشافى.
حقيقة الصدمات
إن الجرح الحقيقى ليس ماحدث لك فالصدمة لا تكون فى الحدث نفسه بل فيما حدث داخلك بسبب الحدث، الخوف الذى سكن وجدانك، الغضب الذى أصاب كيانك، الحزن الذى استقر فى صدرك ولم يغادره، شعورك بأنك لست آمنًا حتى جسدك يتذكر كل شئ وقلبك يحمل كل ما لم تعبر عنه.
التشافي الحقيقي
من أين يأتى التشافي الحقيقي؟
إن الشفاء الحقيقي لا يأتى من الخارج بل يأتى من قرارك الداخلى بالتسليم
فالقرآن الكريم يخبرنا بسر عظيم ” ألا بذكر الله تطمئن القلوب ”
ليس فقط تهدأ فالهدوء قد يأتى من حولك ولازال الضجيج بداخلك ولكن الاطمئنان يأتى من داخلك ليغمرك بالسكينة والسلام ويعمق يقينك فى الله وفى عنايته بك وأعمق مايشعرك بالأمان أن الله معك ليس كفكرة بل إحساس يغمرك ويغمر كل مافيك فعندما تتيقن من معية الله لك أنت تتشافى لأنك قوى فقد تركت أمورك لمن هو أقوى منك ومن تخيُلك حينها يتلقى عقلك رسالة أن الله يحميك ويدبر أمرك فتشعر بالأمان والسكينة .
هل تتلاشى الصدمات وتختفي؟
إن الصدمة لا تتلاشى بل تتحول، فالشفاء الحقيقى لا يعنى النسيان بل يعنى أن ما حدث لم يعد يتحكم بك وبمشاعرك . فالخوف يتحول إلى حكمة وبصيرة والألم يتحول إلى قوة والصدمة تتحول إلى درس، فكل ابتلاء فيه منحة من الله وكل ألم بعده شفاء، صدماتك هى طريقك للتغير والنضج والصلابة النفسية فأنت ستتعافى لأنك سلمت الأمر لله ووثقت بتدابيره وتلقائيا سيتعافى الجسد وتهدأ المشاعر، والذكريات المؤلمة ستفقد حدتها .. فقط توقف عن محاولة حل كل الأمور اترك الخوف والألم وثق أن الله يعرف ويدبر الأمر .
فالسر العميق يكمن فى ألا تحاول أن تكون أقوى من جرحك، توقف عن المقاومة فالله العلى القدير ينتظرك أن تتوكل عليه وتسلم له الأمر .