موقع يهتم بالمرأة العربية وعواطفها وتحدياتها وأحلامها وشريك حياتها

أمراض القلوب داء خطير للنفس البشرية

1 509

هل للقلب أمراض وما هى؟

ان للقلب نعم أمراض وأمراض القلب ليست أمراض حسية بل معنوية، لا تلمس ولا يعرفها صاحبها بل تحس وتستشعر، كيف لا!، فهى من آفات القلوب التي تطفئ بهجتها ونورها واقبالها على الحياة والطاعة لرب الأرض والسماء، إذ بها قد تصل لادنى قاع إذا ما طغت عليك، وبها قد تصل لأعلى قمة إذا ما تضاءلت شيئا فشيئا بمجرد مواجتهك اياها.

ما هي أمراض القلوب؟

المرض القلبي هو داء عضال يبدد بصحة الشخص النفسية، ويضعف من قواه الجسدية، ويطمس بداخله حب النفس والشيطان حيث تكون الأنا والغترسة والكبرياء، ويهوي به إلى جهنم والعياذ بالله.

ان أمراض القلوب تأتي وتنبع غالبا من الصحبة السيئة من حيث الاعتماد عليها، ومواصلة حركة السير بالتعاون معها، واضمار الشر من ذويها لأهل الصفاء والنقاء، ولاهل الخير والطاعات.

لذا فاضمار الكراهية لهؤلاء الاخيار والاتقياء شئ لا يرضى عنه الله ورسوله، وفيه معاونة لاعوان الشيطان واعداء الإسلام عليهم، الذين حذرنا الله منهم والعباذ بالله.

قال تعالى “لا تجد قوما يوادون من حاد الله ورسوله”

ولا محاربة أشد من اضمار الكراهية والعدواة للمسلمين.

ولا شك أن النفس تسأم وتمل من ذوي الطباع الغير سوية، بل تنفر منها أشد من نفران العدو من اعداءه، بل واشد من نفرة الملائكة من صاحب هذا الخلق السيئ الدنيئ.

ان هذا النوع من الأمراض ليس معيبا فحسب بل يورث الخفة والسفه بين الأهل والقرابة؛ إذ بأمراض القلوب يصير القلب لا يفقه ولا يعقل ما يقول وما يسمع، فكأنه اصابته خفة وسفه جبلته على فقدان الوعي والادراك لما حوله من الامور.

فمثلا; تجد صاحب القلب المريض يتخبط بأقاويل الأحاديث، والقيل والقال، ويضفى على حديثه صفة اللغو، ولا يختار من القول انسبه، كل هذا؛ لأن القلب إذا مرض طبع الران عليه، فصار وكأنه مغشيا عليه، والغشاء هو الغطاء، فلا يدرى ما يقول ولا ما يقال له.

كيف لا.

وقد حذرنا الشرع من كل هذا، فقال; اتقوا الله حق تقاته. والتقوى مراقبة الله في السر والعلن، في السر اي في الباطن والعلن اي في الظاهر، ومراقبة الله في السر، بتهذيب النفس من أمراض القلوب شيئا فشيئا.

وأمراض القلوب تورث الحسرة والندم يوم القيامة، وقت كشف السرائر.

حيث أن الكفار هم وأصحابهم من اهل النفاق، يتمنون لو تعود إليهم الدنيا فيؤمنوا ساعة.

وهناك نماذج مشرفة من الصحابة والتابعين على سمو اخلاقهم وتجردها من آفة المرض القلبي، فكان يقول بعضهم البعض، هيا بنا نؤمن ساعة.

ولا شك أن تجديد الإيمان يساعد كثيرا على التخلص من أمراض القلوب، ويمحي آثارها.

وتجديد الإيمان الممحي لأمراض القلوب هو ما يكون من جنس ما اقترف من المآثم والمهالك؛ لأن الجزاء من جنس العمل.

فمثلا; لو كانت الذنب المقترف حقدا وحسدا مثلا، فيكون محوه بالدعاء لذلك الشخص، فهذا الدعاء بمثابة تجديد لإيمان ذلك العبد المذنب.

ومثلا لو كان الذنب المقترف تكبرا على احد وتعاليا، فيكون التوبة من ذاك الخلق الفاحش – خلق ابليس اللعين – بتقديم اليه يد العون في ما لا يقدر عليه منفردا.

اقرأ أيضا: كيف تتعامل مع الطفل الزنان؟

خطورة أمراض القلوب

ان أمراض القلوب لتمثل وباءا خطيرا على القلب إذ تكون سببا في إصابة الفرد ب الأمراض النفسية، كالاكتئاب، وربما العضوية كالامراض الصدرية والازمات النفسية، وكل هذا لماذا؟
لأن القلب عضو ذو جدار رقيق وغشاء دقيق من السهل خدشه واختراق اوعيته الرقيقة، ومن ثم فيسهل التأثير عليه إيجاباً وسلبًا، لذا فنحن في حاجه إلى الربط على القلب وإحكام غلقه اتجاه أي أذى أو اعتداء،اذ ان القلب إذا مرض فإنه من الصعب دواءه.

فأحيانا يصاب الشخص بإنتكاسة عاطفية فيمرض تحت مسمى الازمات العاطفية، ونحن نرى كثيرا أن التعافي من كل هذا صعب جداً على المدى القريب، بل يتطلب الكثير من الوقت.

ان أمراض القلوب لذات تأثير حاد على صاحبها،إذ بها القدرة على تدمير صحة الشخص النفسية والجسدية، فهى تمثل عقدا نفسية لصاحبها، التي تكونت أثر مجموعة من الأفكار السلبية العدائية المتراكبة الواحدة تلو الأخرى،وتحت تأثير النفث الشيطاني أصبحت عقدا من الصعب حلها الا بوحي القرآن والسنة.

النفاق ضرب من أمراض القلوب

إن النفاق هو مرض يعتري بعض فئات المسلمين ضعاف الإيمان، ومرض النفاق نوعان، مرض النفاق الاعتقادي، وآخر عملي، فالنفاق الاعتقادي يتمثل في الوقوع في مرض الشبهات والشهوات، من جحود وشك في الله، وانغماس في شهوات الدنيا الملعونة، والنوع الآخر العملي هو ما وضحه حديث “ايه المنافق ثلاث…” والذي يتمثل من اخلاف للوعد، وخيانة للامانة، وكذب الحديث.

فالنفاق داء عضال يرمي صاحبه في جهنم والعياذ بالله،وذلك لكفرهم بعد إيمانهم، وذلك تبعا لاهوائهم، لذا استحقوا أشد عقاب من رب الأرض والسماء.
قال تعالى “إن المنافقين في الدرك الأسفل من النار ولن تجد لهم نصيرا”

الشرك أعلى سمة لأمراض القلوب

الشرك هو أقسى مرض قلبي يعاني منه الشخص على مستواه الديني والخلقي والنفسي، إذ يعتري داء الشرك كثير من الشوائب والشكوك اتجاه عقيدة الفرد الفرد التي تمثل رأس ماله الحقيقي، التي بها يلقى في أدنى قاع في جهنم أو يسمو لأعلى قمم الجنان.

الشرك هو إحدى أمراض القلوب التى تمثل ضربا من الجحود والنكران الحقيقي بكل نعم الله على خلقه بداية من نعمة الخلق والايجاد، إلى حيث أعظم واجل النعم نعمة فطرة الإسلام. “فما من مولود الا ويولد على الفطرة”.

فتجد غالبا أصحاب هذا النوع من أمراض القلوب يسعون بكل جهدهم في تحريف كلام الله ايا كان مصدره قرآن أم غيره من الكتب السابقة، ساعين للتعجيز على وجه التحدي لعباد الله السائرين على طريقه الموحدين له والمتبعين لرسوله، ليس هذا فحسب، بل مدعين ان كلام الله الموحى به ما هو إلا أساطير الأولين، لذا يعاملهم الله بالتخويف والانذار، عسى يحصل منهم الاتعاظ والافاقة من هذه الادعاءات الكاذبة الباطلة وهذا العناد الشديد.

تعليق 1
  1. […] اقرأ أيضا: أمراض القلوب داء خطير للنفس البشرية […]

اترك رد

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني.