بالرحمة ترتقى الإنسانية
للرحمة معنى عميق، فهي مشتقة من اسم الله الرحيم، صفة إلهية عظيمة تشمل كل معاني الحب والتسامح والغفران، فإذا اتصف الإنسان بالرحمة ارتقى بإنسانيته.
الإنسانية
الرحمة علاج لكافة مشاكل البشر ولكي نستطيع التراحم فيما بيننا لابد من الاستيعاب والاحتواء والتفاهم وإلتماس الأعذار، فلن تأتي الرحمة والتراحم إلا إذا استطعنا أن نستوعب نقائص بعض ونحتوي عيوب بعض ونتأقلم معها وأن نفهم الاختلافات الفردية فيما بيننا ونلتمس الأعذار لأخطاء الآخرين، حينها يمكن أن نرحم ونتراحم .. وعليك أن ترحم نفسك أولا حتى تستطيع أن ترحم الآخرين.
وغالبا لايدرك المعنى الحقيقي للرحمة إلا عند الأزمات والمصائب فعندما يقع المرء فى أزمة يجد الصادقين بالقرب منه، فتخفف الرحمة أحزانه، وصدق الرحمة سلوك قد يتمثل فى كلمة حانية، ابتسامة مطمئنة، قلب لين، معاملة طيبة، سعى فى المصالح، بعد عن سوء الظن، بعد عن النقد واللوم كلها صور للرحمة الصادقة 《 من لا يرحم الناس، لايرحمه الله عز وجل》
ومن الفئات الجديرة بالرحمة العمال والعاملين على خدمة الناس، الرفق بهم وعدم التأخير في إعطائهم حقوقهم، يقول النبي صل الله عليه وسلم: “إخوانكم حولكم جعلهم الله تحت أيديكم فمن كان أخوه تحت يده فليطعمه مما يأكل وليلبسه مما يلبس ولا تكلفوهم ما لايطيقون فإن كلفتموهم فأعينوهم ”
قمة الرحمة، يدعونا النبي الكريم للتعامل بالرحمة مع كافة فئات البشر.
وفئة المظلومين والمستضعفين لهم علينا حق النصرة فقد أمرنا رسولنا الكريم بنصر المظلوم حين قال: “المسلم أخو المسلم لايظلمه ولايخذله ولايسلمه“.
اقرأ أيضا: قدر ذاتك ولا تتعلق
حتى فئة العصاة والمذنبين! تنظر إليهم بعين الرحمة والرأفة بأنهم ضعفوا وتسلط عليهم الشيطان فترحمهم بالنصيحة والدعاء لهم بصلاح حالهم.
ومن أسمى صور الرحمة، الرحمة بأهل بيتك، زوجك أو زوجتك وأبناءك، الرحمة واللين فى التعامل والعطف وإلتماس الأعذار والتعاون والقدوة الحسنة كلها من أرقى صور التربية وإنشاء أجيال أسوياء.
فإذا ساد جو من الود والرحمة بين أفراد الأسرة أدى ذلك إلى جو من الود والرحمة فى المجتمع بأكمله .. فلنتحلى بالرحمة لتسعد قلوبنا .
“لا تنزع الرحمة إلا من شقى”
جعلنا الله من الراحمين المتراحمين وشملنا بواسع رحمته فى الدارين .
