الابن: هل تعرفي من هو ابنك؟
هل حاولتي يومًا البحث عن هوية ابنك؟
نعم هويته التي تاهت وضلت طريقها في الوصول إليه، حتى أصبح هو لا يعرف هويته ولا يعرف نفسه.
الأم تحاول جاهدة رؤية الابن الذي تعوض فيه ما فقدت من حلم العمر، سواء أب أو زوج أو صديق، وتحمله كل ما لا تطيق نفسه حتى تملأ فراغ النفس الذي تشعر به.
أما الأب الغالي يحاول بكل ما يملك من قوى وضغط، حتى يحقق ما فقد من طموح وأمنيات لم يستطع الوصول لها، نعم هو يرى أن حقه تحقيق ما فقد من أحلام في ابنه الذي يملكه، وهو يتخيل أنه ملكًا له مثل أى قطعة في منزله.
الابن أين هي هويته؟
أين الابن الذي ضل طريقه، ولا يعرف معنى لهويته، بل يحاول جاهدًا تحقيق ما يريد الجميع والنتيجة:
ابن فاقد الثقة، يعيش من أجل أحلام غيره، دائمًا وأبدًا مضغوط بمعرفة نتيجة عمله، لايعرف معنى الاستمتاع في حياته التي يعيشها من أجل غيره.
يذهب للرياضة التي يختارها الأهل، يدرس بالطريقة التي تحقق أهداف الأهل.
ابنك هو الابن المتفوق أو الفاشل، المعافى أوالمريض، القوي أوالضعيف، الحب ليس مشروط.
لكن أنتم أهل الدعم والسند للضعيف حتى يقوى والمريض حتى يشفى والفاشل حتى ينجح، كل شرط تضعه لابنك تفقد أمامه احساسه بالأمان منك.
نعم أنت تريده ناجح فيخاف من الفشل، ولا يحاول يخشى نظرة خيبة الأمل التي توجهها إليه في وقت حاجته للدعم.
كم من ابن يكذب خوفاً من أهله، كم من ابن يسرق تعويضًا لفقد، كم من ابن يقع فريسة لعلاقة مشبوهة بحثًا عن الحب، كم من ابن يدمن هربًا من واقع أليم.
للأسف في كثير من الأحيان وليس دائما، تكون الأسرة سبب رئيسي في مشكلة الابن.
كيف تعرفي ابنك؟
ابحثي عن كل لحظة تسعدك مع ابنك أيًا كان حاله ونقطة ضعفه، لكن المهم أن تكوني سند ودعم له حتى يصل لهويته وهدفه.
ابحثي معه عن موهبته وادفعيه بكل السبل للتميز فيها حتى لو كانت هذه الموهبة ليست ضمن أحلامك له، لكنها حلمه وهذا يكفي لتدعمه.
ابحثي عن طرق لتحول وقت المذاكرة لمتعة، والرياضة ترويح للنفس اصنعي معه ذكريات سعيدة في كل لحظة.
لا تقتلي حلمه وتزرعي حلمك في أرض غير أرضك، هو ابنك لكنه هبة من الله وليس ملكية شراء.
افرحي معه وادعميه و سانديه في وقت الحزن والفشل وادفعيه للأمام.
اجعل من نفسك ملاذ للراحة والاطمئنان، لا تجعليه يجوب الأرض باحثًا عنك ولن يجد ما يعوضه أبدًا.
توقفي عن قولك (كان نفسي تكون ….) وضع ( أنا فخور بك دائمًا) هو ابنك بدون أي شروط.
وفي النهاية الدعاء للأبناء بالتوفيق.
اقرئي ايضاً: مواصفات الزوج الصالح