إن كنتَ شخصًا أنعم الله عليك بوافر من الخُلُق الكريم والمبادئ السامية والقيم الراقية، وبقسط وافر من التعلم والوعي والخبرة، فهذا رزقٌ من أرزاق الله المُقسمة على عباده.
ولكنك رُبَّما تعاني في هذا الزمان! فأرزاق البشر ليست متماثلة وفي كل زمان توجد الاختلافات ومَن يعاني من الاختلافات.
نعم، هي مُعاناة لأنكَ ستصطدم بالواقع وبأشخاص يختلفون عنك في طريقة تفكيرهم وفي تربيتهم ونشأتهم وفي تقديرهم للأمور وردود أفعالهم، في كل معاملاتهم، ستختلف مع الغريب والقريب.
كلنا نختلف في طَبائِعِنا وفي حُكمنا على الأحداث وتقديرنا للأسباب.
فالاختلاف أمر دنيويا حتميًّا، فهو يخلق الإبداع والإندماج والتكامل بين البشر: “وَلَوْ شَاءَ رَبُّكَ لَجَعَلَ النَّاسَ أُمَّةً وَاحِدَةً.” إذن، هو حكمة إلهية عليكَ أن تدركها وتتقبلها وتحاول التأقلم معها.
إن عدم تقبل الاختلاف يؤدي إلى التنافر والإيذاء والتعصب، بل يؤدي إلى المُعاناة حقًّا. لتعيش السلام النفسي والاندماج الأسري والمجتمعي، عليك بالتقبل والتسليم والتأقلم مع اختلافات البشر من حولك.
فمن كان لك عليه حقٌ يمكنك تقويمه ونصحه وتوجيهه ومحاولة إصلاحه، أما مَن ليس لك عليه حقٌ فَلْتَتَقَبَّلْهُ وتتأقلم مع اختلافه في حدود المتاح، فلن تُصلح الكون بمحاولة إصلاحك له.
تصالح مع واقع البشر ولا تحلق دائمًا بخيالك في سماء التوقعات العالية.
فسلامٌ وتسليمٌ لتحيا حياتك براحة وتعبر طريقك بلا معاناة.
اقرأ أيضا: كيف تعزز ثقتك بنفسك؟
[…] اقرأ أيضا: رحلة التصالح: كيف تتقبل الواقع وتحقق سلاما داخليا؟ […]