التصالح مع الذات سر النجاح

ما هو التصالح مع الذات، الذات هي المفهوم الفلسفي والنفسي الذي يشير إلى الهوية الشخصية للفرد، وتشمل العوامل النفسية والاجتماعية والثقافية التي تحدد هوية الفرد وشخصيته وطريقة تفكيره وتصرفاته ومشاعره.

وفي النظرية النفسية، تتألف الذات من مجموعة من المفاهيم والمعتقدات التي يمتلكها الفرد حول نفسه وهويته ومكانته في المجتمع. وتتضمن هذه المفاهيم الاعتقادات والمشاعر والقيم التي يؤمن بها الفرد والتي تشكل مساهمة كبيرة في تشكيل هويته.

ومن الجوانب الهامة للذات هي الوعي الذاتي والمقارنة الاجتماعية. والوعي الذاتي يشير إلى القدرة على التفكير في الذات ومعرفة الصفات والمعتقدات والأفكار الخاصة بالفرد، في حين أن المقارنة الاجتماعية تشير إلى قدرة الفرد على مقارنة نفسه مع الآخرين في المجتمع وتحديد مكانته الاجتماعية.

أسس التصالح مع الذات

تصالح النفس له أسس وضوابط، فهو كيان الإنسان الذي إذا أتقن بناؤه، صار عنصرًا فعّالًا في مجتمعه، واستطاع وضع بصمته في محيط عمله. إنه يحقق الرقي البشري بالانتصار على النفس، ويحقق الإنحطاط والهزيمة بالانغماس فيها.

طرق الانتصار على النفس

1. التعرف على الذات: بما يشمل المميزات والعيوب ونقاط الضعف ونقاط القوة.
2. تقبل الذات: الذي لا يتحقق إلا بالنية والرضا والايمان التام بها وبأنها غير مجردة من النقص، وبالاقرار بأن الكمال لله وحده، وبأن النقص في الإنسان هو مكمن القوة لديه.
3. تطوير الذات: بالاشتغال على العيوب وإصلاحها وتحويل الطابع الجبلي إلى طابع إنساني، واكتساب سلسلة من العادات الإيجابية بما يعادل عادة كل شهر.
4. تحرير الذات: ولتحقيق تزكية النفس، يضع الدكتور المحمود مجموعة من الأسس العقدية، أولها تصفية القلب وإخلاص التوحيد لله، والانقطاع التام عن التعلق بغير الله أو الخوف من غير الله.

منظور التصالح مع الذات: منظور شامل ومتعدد

مخالفة الذات، انكار الذات، تحرير الذات – هذه المفاهيم تتداخل ولكنها تختلف في المنظور والتطبيق. إن انكار الذات هو مفهوم فلسفي، في حين أن مخالفة النفس هو مفهوم تربوي، وتحرير الذات هو منظور شرعي. يمكن تفسير هذا الاختلاف من خلال التوضيح العلمي لكل مفهوم.

حب الذات وتصالح النفس

حب الذات هو إعطاء راحتك وسعادتك الأولوية في حياتك، ويشمل الطريقة التي تتعامل بها مع نفسك وأفكارك ومشاعرك. إنه يتضمن قبول نفسك كما أنت، بما في ذلك نقاط ضعفك ونقاط قوتك، واتخاذ خيارات تدعم صحتك الجسدية والعاطفية والروحية.

حث القرآن على تزكية النفس

وسائل تزكية النفس متعددة وموجودة في الكتاب والسنة، وجميعها تدعو لفعل الأوامر واجتناب النواهي، وتستعان بالصبر والصلاة وكثرة ذكر الله، ومصاحبة أهل الخير والصلاح الذين يذكرون العبد إذا نسي.