في هذا المقال، نسلط الضوء على أهمية الحفاظ على التوازن النفسي، وطرق إدارة النفس لتحقيق السعادة، والسبل التي تعين الإنسان على مواجهة تحديات الحياة، مستلهمين ذلك من تعاليم ديننا الحنيف وتجارب الحياة التي تعلمنا أن السعادة والبهجة هي نتاج السعي والعمل والرضا.
الحفاظ على التوازن النفسي
إن النفس كما ترى تحتاج لقيادة جيدة فالنفس إن لم تشغلها بالحق شغلتك بالباطل.
إن الإرادة وحدها لا تكفى في ضبط النفس بل إن الإرادة بلا إدارة كالصحراء الجوفاء التي لا نبت فيها ولا ماء.
إن إدارة النفس تحتاج إلى الشدة كالرخاء وهو سر التوازن النفسي، فالترويض على إدارة النفس هو سر النجاح الشخصي والاستقرار النفسي وإثبات الذات.
سعادة النفس السبيل لبهجة الحياة
إن المثل العربي الشهير ينطق مناديا “إن السماء لا تمطر ذهبا ولا فضة “ فسعادة النفس لها أسباب ولها مسببات.
الكثير يدمج بين مفهوم البهجة والسعادة،فالبهجة هى من سمات الحياة والسعادة من سمات النفس، وسعادة النفس تجلب بهجة الحياة. وصدق من قال “كن جميلا ترى الوجود جميلا “
الدفاع عن النفس: وقاية من عثرات الحياة
مفهوم الدفاع عن النفس ليس مقتصرا على الدفاع عن النفس ضد أي عدو خارجي بل يشمل الدفاع عن النفس مواجهة عدوها الداخلي الأكبر إنه “الشيطان “. وهذا النوع من الدفاع يورث الوقاية للنفس من آفات نفسية قد ترمي بصاحبها إلى التهلكة والعياذ بالله.
اترك الحزن على مافات
إن الحزن هو مدخل من مداخل الشيطان الرئيسية للأنسان، فسرد الأحداث المؤلمة يعد استدراج شيطاني يتطلب الوقاية منه بالرضا والقبول والتسليم بما قضى الله وقدره لعباده.
استبشر بما هو آت
يقول صفي الدين الحلى في ديوان العرب “كن عن همومك معرضا وكل ِ الأمور إلى القضا وأبشر بخير عاجل يمحو به ما قد مضى“
يومك يومك
الأيام ثلاثة : يوم فات ولم يعد وهو أمس ويوم آت ولم تدركه وهو يوم غد ويومك الذي أنت فيه فاعمل له وانتهز ما فيه فإنه لن يعود.
ولا تنس نصيبك من الدنيا
هذا ما أمرنا الله به في كتابه العزيز، وهذه آية من القرآن قل من يفهم معناها فهما جيدا، بل وكثيرا من يترك العمل بها جهلا بمعناها.
ومعنى لاتنسى نصيبك من الدنيا : أن تعيد للنفس سعادتها وبهجة الحياة من جديد، كي تستعيد قواها وتنشط بعد أن انهكت من عناء ومشقة تحت مسمى تزكية النفس.
ويتضمن ذلك الآتي: ممارسة الأنشطة اليومية التي من شأنها ترويض النفس والحفاظ على روحها معناً وجوهراً.
ومنه أيضا: منح النفس حقها من الأسترخاء بعد عناء مع ضغوطات الحياة، وبعد أسرٍ لها لمواكبة عجلة الحياة والنهوض من جديد.
الخلاصة
إن التوازن النفسي هو مفتاح السعادة وسبيل النجاح في الحياة. فإدارة النفس وترويضها، مع تفادي الحزن واستبشار الخير، كلها أدوات تساعد الإنسان على استعادة قواه وتقدير قيمة اللحظة التي يعيشها. ولا يجب أن ننسى نصيبنا من الدنيا، لأن النفس بحاجة إلى العناية والاهتمام لتتمكن من مواكبة الحياة بروح متجددة وعزيمة قوية. فالتوازن بين الروح والجسد، وبين السعي والترويح، هو سر الوصول إلى الاستقرار النفسي والنجاح الشخصي.
اقرأ أيضا: كيفية التوازن بين العمل والحياة؟
[…] اقرأ أيضا: كيف تعيد البهجة لنفسك من جديد؟ […]