عندما كنت أعيش حياة التخبط في الحب، كنت لا أهتم بقلبي وما يحتويه من مشاعر، فتارة يهتم وأخرى يُخيل إليه الاهتمام، لكن عندما دق الحب الحقيقي باب قلبي وسمح له بالدخول، بل وأذن له أن يعيش فيه، قررت أن أصف لكِ سيدتي كيف تعاملني محبوبتي؟ وكيف أضعها تاجً فوق رأسي؟
فلقد توجني قلبها أميراً له، وقلب المرأة يعيش فيه أميراً واحداً طوال حياته، فورب الكعبة لقد فزت بقلب لا مثيل له في حياتي.
وقبل أن تكملي معي رحلتي الصغيرة هذه داخل عقل وقلب حبيبتي، أغمضي عينيكِ واسألي قلبك هذا السؤال
ما دليلك على أنكِ تعشقي بحق؟
والأن
تعالي معي لتعرفي إن كان قلبكِ سيعطيك الدليل أم ستكتشفين أنه لازال بعيد عن العشق.
الحب الحقيقي 4 أمور يعرف بهما
الحب بدون شروط
أول أمر لتعرفي هل حبك حقيقي أم لا، اسألي نفسك هل تحبين بشرط أو بسبب المال، أو النفوذ أو أي شيء؟
عادةً تبدأ العلاقات السوية الحقيقية بدون أدنى شرط، فمحبوبتي عندما قرر قلبها أن أكون له عاشق، ويكون لي معشوق، لم ينظر إلى أي شيء سوى قلبي.
فلم يهتم بمن أنا، ومن أكون، وماذا أفعل، وما يمكن أن أفعل أو ماذا سأقدم؟
فكل هذا بالنسبة له كان مجرد كماليات تأتي لتعزز الاختيار السليم.
ولا أقول لكِ أن كل هذا ليس له أهمية، بل على العكس تماماً، ولكن إن تخيلنا أن العلاقة بيني وبينها بناء مشيد مخلد، فأساس هذا البناء لابد أن تكون قوته لم يعهد إليها بناء من قبل.
وهذا هو الأساس الصحيح السليم لأي علاقة سوية قوية، إنه الاختيار غير المشروط، وكل ما يأتي بعد ذلك هو البناء، فالأساس لا يمكن أن يُهدم، بل نحتاج إلى حفر كي نصل إليه، لكن البناء إن لم يعجبنا يمكننا هدمه وتشييد غيره بسهوله سوياً.
فإن أردتِ أن تَبني بناءً خالداً في قلبك وقلب من تريدين، فلابد أن يكون الأساس مجرد من كل رغبة.
بشكل آخر:
إذا كان اختيار قلبك لمن يحب مقرون بهدف أو رغبة أو شرط، فسارعي بحفر هذا الأساس وإزالته، لأن البناء لن يدوم طويلاً أو حتى قصيراً، ثم ضعي آخر غيره مباشرةً، دون أي شرط إن كنت تَرَينَ أن هذا المحبوب يستحق ذلك.
كسر الحواجز والتحدث بحرية تامة
الأمر الثاني للحب الحقيقي، هو أن تتحدثي مع محبوبك بأمان تام، بدون خوف أو قلق.
فبعد وضع الأساس المتين يمكنك أن تبدئين بالتخطيط للبناء، هكذا فعلت محبوبتي، فبعد أن استقر الأساس في قلبها على عمق كبير لا يمكن الوصول إليه مرةً أخرى، وتأكدت من سلامته وقوته وخلوه من أي شرط، بدأت في التفكير في البناء.
فكان أول ما نظرت إليه هو الأمان في الحديث، ولعل ذكاءها الفطري في الحب الراسخ داخل عقلها أرشدها إلى المبادرة.
وهنا نتوقف قليلاً لتسألي عقلك هذا السؤال.
هل يمكنك أن تبوحي بكل ما في عقلك وقلبك لمن يحتويكِ؟
وهذا أيضاً ما بادرت به معشوقتي، فلقد باحت بكل ما في حياتها بدون قيود، مما جعلني تلقائياً أعطيها الأمان في الحديث لتزيد وبالفعل كان ذلك.
ووجدتني أنا الآخر انفتح مباشرةً لها بكل ما حدث في حياتي، آخذاً كل الأمان في الحديث معها، دون تردد من توبيخ أو اتهام أو استهزاء او ما شابه.
فعليكِ إن أردتِ تشييد البناء فوق الأساس، البدء بتوفير الأمان في استماعك لحديث محبوبك، فهكذا تدخلين قلبه وتتربعين على عرشه بدون أي منازع، فأمان الحديث أسرع طريقة لبناء متين.
اهتمي بدورك كأنثى وساعديه على القيام بدوره كرجل
الأمر الثالث في الحب الحقيقي هو تحديد الأدوار.
يعتبر تحديد دور كل عاشق في علاقته مع من يحب، من أهم الخطوات التي توضح وترسخ مفهوم الحب الحقيقي، فأغلب قصص الزواج غير الناجحة كان سببها إما تبادل الأدوار أو غياب أحدها.
وهذا ما ركزت عليه محبوبتي منذ أظافر نعومة علاقتنا واتفقنا عليه سوياً، أن يقوم كلاً منا بدوره في هذه العلاقة بدون اتفاق مبرم.
فقد كان الأمر بديهياً نظراً لقوة الأساس، فهي الأنثى اللينة دوماً في تعاملاتها، والصلبة إذا ما احتاج الأمر لذلك لتقويم الاعوجاج، وأنا الرجل الصلب دوماً في تعاملاتي، اللين معها في كل وقت وحين، فلين معاملتي لها أتى من صلابة حبها لين، فكلما ظهر الحب لان القلب.
كذلك أنتِ إذا أراد قلبك أن يلين له محبوبك، فعليكِ أن تُظهري الحب بين جنبات الصلابة، وتحتضنيه وأنتِ تنظرين لمن حولك نظرة حاسمة، فهكذا تقولين له بلغة الحب “أنت بالنسبة لي تساوي الدنيا وما عليها وما غيرك سوى علاقات الحياة الاعتيادية“.
واعلمي أنه كلما أظهرتي نقاوة ما في قلبك، حصلتي على حلاوة ما في قلبه وعقله وكل كيانه.
إدارة الخلاف
الأمر الرابع والأخير وهو كيفي تديري خلافك مع محبوبك؟
من أهم الدلائل التي تثبت بالقطع أن هذه العلاقة علاقة حب حقيقي غير مشروط، هي كيف يدير الطرفين أي خلاف بينهما، وهنا تبرز نقطة جوهرية في صلب العلاقة ستعرفينها سيدتي من محبوبتي.
عند أول خلاف بيني وبينها وبشكل تلقائي، اتخذت هي موضع الدلال بشكل غير مقصود، وكانت تتدلل وبداخلها ارتباك ولا تعرف كيف تفعل أو ماذا تقول.
فحرصها على بقاء الود والحب أربكها مع ظهور أول خلاف، وكان علي أن اتخذ موضع المدلل بكل حكمة واحتواء، وتستطيعي أن تقولي أنه لابد أن يكون هناك شعرة معاوية بين الأحباء الحقيقيين.
فإن جذبت هي طرف الشعرة أرخى هو الطرف الآخر، والعكس بالعكس، ولكن لابد أن تكون الجذبة الأولى للحبيبة والإرخاء الأول للحبيب.
فهكذا تستقيم الأمور من البداية، ولعلك تتعجبين من ذلك، وتتساءلين كيف للرجل أن يبدأ بالإرخاء أمام امرأه في أول موقف، اليس ذبح القطة من أول يوم هو أساس إنجاح الزواج؟
عذراً سيدتي هذا الهراء الذي نشأنا عليه هو أساس كل المشاكل وليس النجاح.
فعند أول موقف خلاف بيني وبين محبوبتي، بغض النظر عمن كان على صواب ومن على خطأ، وبعد اتخاذ الموضع السليم تلقائياً، انتهى الموقف في بضع دقائق وكأنه لم يكن وذلك بسبب محورين هامين.
الأول هو كما ذكرت لكِ وهو اتخاذ الموضوع الرئيسي لأول خلاف، وهو أن تجذب هي ويرخي هو، فطبيعة المرأة اللين وطبيعة الرجل الصلابة.
فإذا كان الحب مشروط أو به وهن ولا يصدر من القلب، فإن كلاً من الطرفين أو أحدهما سيتمسك بطبيعته، وهنا لن تستمر هذه العلاقة مهما طال عليها الزمن وإن استمرت ستكون مراراً على الطرفين.
أما الثاني فإن كان الحب نابعاً من القلب وحقيقي وغير مشروط، فسيتنازل كلاً من الطرفين تلقائياً لسببين مكملين لبعضهما، وهذا أساس أخر.
السبب الأول طبيعة المرأة اللينة تريد أن ترى من سيقدرها في الوضعية الأخرى، ومن سيهتم بها ويحتويها في حالها غير المعهود ويفهم ذلك دون شرح.
والسبب الثاني طبيعة الرجل الصلبة والتي أحياناً يود أن يتخلص منها، ويريد أن يرى كيف سيتعامل الطرف الآخر في غيابها، وهل ستبقى رجولته محفوظة في ظل هذا الغياب، فكلا الطرفين يبحث عن تقدير في الأمور غير المعتادة.
ولن يحدث هذا بدون فهم المرأة من البداية بأحاسيسها لهذه العلاقة، فأنتِ أساس نجاح علاقة الحب الحقيقية، نعم أنتِ كذلك ولا تتعجبين فلقد أوصانا عليك سيدنا رسول الله صلى الله عليه وسلم وما هذه الوصية إلا لعظم ما تقومين به.
ومع اقتراب انتهاء حديثي معكِ
هل سمعتي إجابة قلبك على سؤالك له بما دليلك على أنكِ تعشقين بحق؟
أرجوا أن أكون قد عاونته على الإجابة، وأوضحت لكِ كيف يمكنك بناء علاقة قوية حقيقية مع من تحبين.
فقط انتبهي للبداية التلقائية غير المشروطة التي تضع الأساس المتين لحياتك مع هذا الحبيب، ثم عززي هذا الأساس ببناء مشيد قوي بالصراحة التامة في كل شيء، والبوح بكل شيء، مهما كان ولاحظي الاحتواء.
ثم تبادلي الحديث عن توضيح الأدوار واحرصي على قيام كلاً منكما بدوره.
وأخيراً راقبي أول خلاف بينكما وكيف يدار منكما، فهو معيار رئيسي في قياس حقيقة الحب بينكما.
سيدتي أنت ملكة ولا يمكن أن تتنازلي عن ذلك، فمن يعاملك بقلبه أولاً من هذا المنظور اسمحي له أن يقترب لتتفحصي مشاعره هل هي حقيقية أم لهو؟
فإن كانت حقيقية فتمسكي به بكل كيانك وأبذلي كل غالي ونفيس في مساعدته لإثبات ذلك، فمشاعر الرجل الحقيقية تحتاج لاحتواء حقيقي كي تظهر على سطح التصرفات، وهذا ما تُجيدينه أنتِ فلقد خُلقتي ليقوم على رعايتك الرجل، وتحتويه لتعينيه على هذه القوامة فأنت أهل لذلك وهو كذلك.
اقرئي أيضاً: كيف تكسبي قلب زوجك للأبد
[…] اقرئي أيضاً: حكايتي مع الحب الحقيقي […]
[…] اقرئي أيضاً: حكايتي مع الحب الحقيقي […]