الخيانة الزوجية: كيف يمكنك التعافى بعد الخيانة ؟

الخيانة الزوجية

إن الخيانة سلوك مكتسب وليس طبع فما من إنسان خائن بطبعه وإنما يوجد العديد من المسببات أو المؤثرات التى تؤدى للخيانة، لسنا بصدد الحديث عنها الآن وإنما حديثنا عن كيفية التعافى بعد التعرض للخيانة!

الخيانة الزوجية

هناك اتجاهين يمكن أن تسلك أحدهما :

* الاتجاه الأول

هو العفو والتسامح إذا كان هناك مجال لمواصلة الحياة وإكمال الطريق مع الشريك ولكن عليك بأخذ عدة اعتبارات بعين الوعى والإدراك

– عليك استرداد شعورك بقيمتك وعزة نفسك وأن تؤكد لنفسك أنك لست السبب ولكن السلوك المسئ الذى سلكه الشريك فى حقك إنما هو مشكلته وسوء تصرفه فلا تتأثر ثقتك بنفسك ولا يقل تقديرك لذاتك مطلقا.

– عليك أن تدرك أجرك عند الله على صبرك على الإيذاء النفسى الذى تعرضت له وأن تكون شاكرا وممتنا لله على قدرك وأن تعلم أن كل مايحدث لك لحكمة من الله ربما صرف الله عنك شر، ربما ستتعلم درسا أو ستكون أكثر خبرة وأكثر قوة فى مواجهة الأزمات.

– أن تعطى فرصة لنفسك ولشريكك للتفاهم وإصلاح الأمور ومعالجة نقاط النقص التى أدت بينكما لحدوث الخيانة الزوجية، وذلك إن أبدى الشريك استعداده لذلك ونيته فى فتح صفحة جديدة.

ولكن هل يمكن إستعادة الثقة بعد الخيانة الزوجية ؟
نعم يمكن، ولكن يتطلب ذلك جهد ومثابرة من الشريكين وتوفر الصدق والصراحة ومناقشة الأفكار والشكوك والمخاوف، كما يجب على الشريك المسئ الاعتذار بصدق والتعهد بعدم التكرار، وإعطاء الأمان لمواصلة الحياة بشكل يرضى الطرفين، قد يستغرق ذلك وقتا طويلا ولكن الالتزام والسعي للإصلاح وتقوى الله فى العلاقات، هي أهم أسس بناء الحياة على الثقة والتفاهم.

* الإتجاه الثانى

وهو عدم القدرة على مواصلة الحياة واتخاذ قرار البعد.

– اسمح لنفسك بالشعور بالألم، لا تقمع مشاعر الحزن والغضب ولا تتجاهلها، عيشها بالشكل اللائق حتى تمر بسلام، وكن مؤمنا أنها ستمر فلا حال يدوم، وهذا قرارك.

– لا تخجل من طلب الدعم من المقربين لك سواء من الأصدقاء أو العائلة أو الاستعانة بمعالج أو استشارى أسرى للتعامل الصحيح مع مشاعر الألم والإحباط الناتجة عن الخيانة الزوجية.

– كن حريصا على صحتك وعلى راحتك واعمل على تطوير ذاتك ودعم نفسك، تعلم مهارات جديدة، اهتم بممارسة أى أنشطة وكن منشغلا قدر المستطاع.

– كن على يقين فى عوض الله لك، وثق فى أن الله لو أخذ منك شيئا عوضك خيرا منه فى التوقيت والظروف التى يختارها الله لك.

– ادع الله أن يضع فى قلبك وعقلك الفهم والإدراك للمنحة المصاحبة للمحنة وأن ينعم عليك بالزهد فى المفقود ويجعلك تتأقلم مع قدرك ويكون عندك معانى أخرى فى الحياة تعينك على الحياة فأرزاق الله واسعة ولا تحصى.

وأخيرا، وبالتأكيد من تعرض للخيانة لا ينقص أبدا من قدره ولا يعبر عن عدم كفايته، فعليك بتقدير ذاتك واستحقاقك للحياة بأفضل شكل والبحث عن الظروف المناسبة التى تضعك فى الإطار الذى يجعلك راضى، والاستعانة بالله فى مواجهة الأزمات، فكن دائما مع الله .. وكما قال على بن أبى طالب:
( ماذا فقد من وجد الله وماذا وجد من فقد الله ).

اقرأ أيضا: العنف ضد المرأة