إن الشراكة الزوجية أمر واسع يكاد لا ينحصر في تكوين الأسرة فحسب، بل يتعدى ليشمل نطاق أوسع ألا وهو; الأسس أو ما يلزم لاستمرارها، فكم من أسر تكونت وتمت إلا أنها لم تستمر ولم تكمل مسيرتها.
وأولى هذه الأسس التي تضمن بقاء الأسرة هى الدراية بمعوقات هذه الشراكة الزوجية، والأسلوب المثالي في التعايش مع عملية الشراكة الزوجية هذه والذي هو دائر حول مصطلح ” إشباع الغريزة ”،ثم تسمية مصطلح الشراكة الزوجية تسمية صائبة، كي يبدو الهدف واضحا جليا، وهذا أمر في غاية الأهمية؛ فالكثير يتردد ويخلط بين الأمرين، من حيث كونه مشروع زواج أم مجرد علاقة حب فحسب.
مفهوم الشراكة الزوجية
إن الشراكة الزوجية تمثل مجتمعا من المجتمعات يطلق عليه المجتمع الزوجي والذي يتكون من الزوج والزوجة فقط، وهو نوع من المجتمعات، الذي رغم أنه من أصغر المجتمعات أفرادا إلا أنه من أهم وأعلى المجتمعات قيمة، حيث يتشارك فيه الزوجان في الملكية أثناء إدارة الممتلكات المشتركة.
من بين الأنواع المختلفة للشراكة القائمة، تبرز الشراكة الزوجية لتعريف العلاقات الشخصية بشكل قانوني.
اقرأ أيضا: مواصفات الزوج الصالح
ما يعوق الشراكة الزوجية
إن من أولى ما يعوق الشراكه الزوجية هو الحديث حول منطقة الخصوصيات.
والخصوصيات هي الأمور الشخصية التي تعتري كل من شريكي الحياة، والتي تتمثل في ماضي كل منهما والتي لا داعي من الحديث عنه حتى لا يقع كلا منهما في مشاكل أو شكوك وإلى ما شابه ذلك من الأمور الشائكة التي من الصعب المفر منها.
ثاني ما يعوق عملية الشراكة الزوجية
هو ما يعتري كل منا من هموم عارضة ومشاكل مؤقتة وإخفاقات محتمة، فهذا أيضا من الأمور التي لا آخر لها، والتي تكون سببا للوقوع في فخ إبليس اللعين، الذي ينزغ الشيطان بينهم بشكل من اشكال الوسوسة للإيقاع بينهم، ونشر العداوة والبغضاء والحقد في نفوسهم.
قال تعالي في هذا الموضع “وقل لعبادي يقولوا التي هي أحسن إن الشيطان ينزغ بينهم”.
ومن هنا تأتي المشاكل التي لا أساس لها والتي كثرت في هذه الأوقات بين الزوجين وبين شريكي الحياة تحت مسمى الحسد، وهو مسمى زائف لا أساس له، ونحن أولا وأخيرا المسؤولين عنه سواء من خلال كشف حياتنا الشخصية أمام الناس، والذي هو منتشر حاليا عبر وسائل السوشيال ميديا، فحري أن نتحرى الستر والكتمان بشأن كل تفصيلة من تفاصيل حياتنا حتى لا يوقع الشيطان بيننا، فتنهدم البيوت وتتفكك الأسر وينهار المجتمع.
كيفية إشباع كل من الشريكين لغريزة الشريك الاخر
`الأسلوب المثالي للحياة الزوجية السعيدة
إن الشيء الوحيد الذي يشبع الغريزة في علاقة الحب التي تكون بين شريكين الحياة هي روح الدعابة، والتي تتضمن المزاح والملاطفة والمداعبة بصدق وإخلاص دون كذب أو ميراء، أو الممارسة سويا في بعض الهوايات، أو مشاركة كل من الشريكين إهتمامات الشريك الآخر، ويا حبذا لو تقاربت الإهتمامات فتشارك فيهما معا.
1. المزاح وهذا الشيء ليس المسؤول عنه واحد فقط منهما، بل المسئول عنه كلا الطرفين، والذي ينشأ غالبا من روح الحب، فالمزاح من ثمار الحب، فبدون الحب لن يوجد المزاح، والمزاح لابد أن يكون بصدق، فكان صلى الله عليه وسلم; لا يمزح الا بصدق.
2. الملاطفة والمداعبة; والتي تأتي غالبا من الميل الذي يكون بين الطرفين، فبدون الميل لن يوجد الدعابة ولا الملاطفة، فالميل هو الأساس في إنشاء العلاقه بين الشريكين وأعني بالشريكين هنا خصيصا الخطيبين؛ لأن بدون الميل لن يتحقق الهدف من الزواج، ولن تنشأ الأسرة، ولم يأتي الأولاد ولا الذرية.
3. المشاركه في الاهتمامات، وأعني من مفهوم الإهتمامات هنا هي هوايات كلا منهما، ومسؤولياته التي تقبل المشاركة، ولحظات الفرح والسرور وكذلك لحظات الحزن والجراح لدى كلا منهما.
وليس من المشاركة المفضلة أو المحبزة بين شريكين الحياة، ذكر الإنجازات اليومية أو الأعمال الصالحة، فهذا يعد من قبيل الرياء والعياذ بالله، وحتى يحفظ كل منهما نفسه من الوقوع في الحسد، فالحسد مركب في الانسان، والذي يقع غالبا فيه التقي والشقي والمؤمن والمنافق، فقد يحسد الانسان أخاه بدون قصد، فحري أن نراعي هذا الشيء فإنه في غاية الخطورة، إلا إن طلب منك الأمر النصيحة أو النطق بالحق، فلا تكتم الحق، فالساكت عن الحق شيطان أخرس.
الزواج مشروع أم مجرد علاقة حب
الزواج هبة من الله عزوجل قائمة على المشاركة،
ولما كانت المشاركة في الغالب هى من سمات وخصائص أي مشروع، إذن فيمكن أن نقول على الزواج بأنه مشروع عاطفي يتشارك فيه الزوجان على تكوين أسرة، بعواطفهما، لا غير.
فالبعض يعتقد أن الزواج يتطلب الكثير من الماديات أو الاحتياجات المادية، كلا! بل هو أولى وآخر متطلباته هى الإحتياجات المعنوية وهى تشمل; الفكرية والعاطفية والجنسية أيضا بالإضافة إلى شئ من الاحتياجات المادية أيضا.
على ماذا تقوم العلاقة بين الشريكين
إن الحب هو أساس كل علاقة، إلا أن العلاقة بين الشريكين، ليست كأي علاقة، بل هى علاقة بين جنسين مختلفين! إنها علاقة بين ذكر وأنثى .
هذا وإن دل فلن يدل إلا على أن من الصعب أن يوجد الوفاق والتفاهم بسهولة.
إذن فالعلاقة قائمة في حد ذاتها على التفاهم بشكل كلي، بالإضافة إلى الحب طبعا كشكل ثانوي.
والتفاهم لن يتواجد إلا بالعشرة بين الشريكين، ويا حبذا لو كان هذا الأمر تم التأكد منه قبل تكوين أسرة; أعني قبل إنجاب الأولاد، فهم عاتق على كاهل الشريكين، بالإضافة إلى عاتق الزوجية، فلا داعي من الإثقال على النفس أكثر من اللازم.
موضوع مشروع الزواج
إن الغرض من مشروع الزواج هو تنشئة جيل قادر على تحمل المسئولية من ناحية، ومن ناحية أخرى قادر على رفعة رأس الوالدين ورعايتهم والتخفيف عنهم وقت الشدة والضيق إذا ما كبروا أو ثقلت عليهم المسئولية. فالعلاقة بين الوالدين والأبناء علاقة أخذ وعطاء لا علاقة تضحية وعطاء متناهى وبلا مقابل أو بدون حدود، فحرى بنا أن نربي أبناءنا على دفع ثمن تربيتهم ورعايتهم عندما كانوا أطفالا صغارا بل ثمن مسئولية مجيئهم للدنيا بعد ما عان الوالدان عموما والأم خصوصا حتى كانوا سببا في مجيئهم للدنيا.