هيا بنا نسبح في أخطر غفلات هذا الزمان.
هي غفلة الموت، أنتِ كقارئة من السهل عليكِ أن تتفهمي الموت على غفلة، حينما ينفخ إسرافيل في بوق قيامتك.
قيامة تدنو، تتربص بنا دون أن نشعر، وجنس بشري بلغ جنون عظمته متغطرساً بغروره، غافلاً عن قضاء الله فيه، مصاباً بأشغال وتكاثر في جمع الأموال. بل والانسياق في بحور الكذب والخطايا التي تغضب الله وتبعده عن قضاء فروضه.
فنعلم فجأة بموت وفراق صديقنا أو أقرب الأقربون إلينا، وهو منذ ساعات كان يؤنس مجلسنا.
في لحظات تملؤها التخطيط والأحلام والفكاهة، نصطدم بقاع الواقع التي تنفجر منه حقيقة النهاية المفجعة، فالزمان يقترب من نهايته.
وآخر فجعة أصابتنا في غفلة، موت اليوتيوبر الشاب “مصطفى حفناوي” موته كان صدمة صدمت الكبير قبل الصغير، وتحولت السوشيال الميديا وبيوت المسلمين لمنابر رحيمة تترحم عليه.
فالراحل قد أشتهر بدماثة خلقه، وطيبة قلبه مع الجميع، فالطيبون تهوى أرواحهم الصعود لبارئها سريعاً.
الموت على غفلة، مثل لحظة مرت ولا عودة لها، يؤلمك سريعاً، ويمر سريعاً، كنسمة هواء فاجعة وعابرة في طرقات القلوب.
فبالله عليكِ، هل تفكرتِ يوماً وأنتِ تخرجي في الصباح أنكِ لن ترجعي إلى بيتك مرة ثانية، هل تفكرتِ أن هذا اليوم هو آخر يومٍ لك في الحياة.
الموت
هل إذا أتاكِ ملك الموت في هذا اليوم هل أنتِ راضية عن نفسك، هل أنتِ راضية عن عملك الذي ستقابلين به ربك؟
هل تخيلتي حالك قبيل الموت كيف يكون؟
هل تخيلتي أنفاسك الأخيرة على أي حال ستنقضي، وهل ستكوني ممن يحبون القدوم على ربهم أم ستكوني كالعبد الآبق يطلب الرجعة؟
فيا أختاه، أنتِ الآن في مهلة فاغتنمي فرصة العمل قبل انقضاء الأجل، فوالله لا ينفعكِ أن تقولي: {رَبِّ ارْجِعُونِ} [المؤمنون:99].
فلا تغفلي عن الموت فإنه ليس له مكان معين، ولا زمن معين، ولا سبب معين، ولا عمر معين يأتيكم بغتة وأنتم لا تشعرون {قُلْ إِنَّ الْمَوْتَ الَّذِي تَفِرُّونَ مِنْهُ فَإِنَّهُ مُلاقِيكُمْ ثُمَّ تُرَدُّونَ إِلَى عَالِمِ الْغَيْبِ وَالشَّهَادَةِ فَيُنَبِّئُكُم بِمَا كُنتُمْ تَعْمَلُونَ} [الجمعة:8].
اشتري الآن: كتاب ألم ألوان