القرآن نعمة وهبة من الله على عباده، أنزله رحمة للعالمين، وهدى للمتقين، وحسرة على الكافرين، فهو بشير ونذير، يبشر عباد الله الصالحين برحمة الله الواسعة وبجنته الباقية، وبنعيمه المؤبد، وينذر عباده العاصين بالعذاب الأليم وبنار السعير، وبسخط الله عليهم، فالقرآن إما شاهد لك أو عليك، فأختر في أي الفريقين تود أن تكون.
كيف أن القران له متعة روحانية
الكل يعرف أن القران هو كلام الله تعالى أوحى به إلى رسوله صلى الله عليه وسلم بروح منه،وهو جبريل، وسمي جبريل ملك الوحي روحا، لما كان يحمله من كلام هو غذاء للروح أعني الروح الإنسانية التي هي مخلوقة من روح الله، كما أن القرآن فيه شفاء للناس وهدى للمتقين وكل ما كان هذا شأنه، فلابد أن يكون له أثرا ممتعا على الروح لما فيه من أونس صاحبه بربه ومناجاته له،
كيف لا!
فمن أراد أن يحاور ربه فعليه بالصلاة ومن أراد أن يحاوره ربه فعليه بالقران.
اقرأ أيضا: لماذا لم يؤثر فينا القرآن الكريم؟
وسائل تدبر القرآن؟
ولماذا قلنا وسائل تدبر القرآن!
لأن القران لا ينفع صاحبه إلا إذا ا تدبره، فتدبر القرآن أمر لا يحظى به الا عباد الله المتقين، فالكثير يقرأ ويحفظ ويدرس، إلا أنه لا يتدبر ولا يفهم ولا يعمل.
تعتقد لماذا؟ لأنه لم يتدبر معانيه لم يتشربها ولم تدخل قلبه، فتدبر القرآن حتى نصل إليه، فعلينا بإتباع الطريق الموضع له والتي يتمثل في وسائل تدبر القران والتي سنتكلم عنها في هذه النقطة.
١.تقوى الله عز وجل، وهي الإلتزام بالأوامر واجتناب النواهي وبمعنى أدق اتقاء الشبهات وتحري الحلال.
ولم تقوى الله خصيصا؛ لأن شرط الانتفاع بالقرآن هي التقوى، قال تعالى “هدى للمتقين” ولم يقل هدى للمؤمنين.
٢. تطهير القلب من الشهوات والشبهات.
٣. الإيمان به وبكل اخباره، مثل الايمان باليوم الآخر وهو يوم القيامة، والايمان بلقاء الله والإيمان بالحساب والعقاب والجنة والنار وما إلى ذلك.
فالإيمان هو الباعث على تقوى الله، والعمل المتمثل في الالتزام بالأوامر واجتناب بالنواهي والذي هو مختصر تقوى الله عزوجل.
٤.إتقاء الشبهات وهو تحري الحلال، قال صلى الله عليه وسلم “الحلال بين والحرام بين وبينهما أمور مشتبهات لا يعلمها كثير من الناس فمن وقع في الشبهات فمن وقع في الحرام ومن اتقى الشبهات فقد استبرأ لدينه وعرضه”.
٥. اختيار الأوقات المناسبة لتلاوة كتاب الله، فكتاب الله تعالى يحتاج إلى قلب مقبل على الآخرة بكل جوارحه حين تلاوته، زاهدا في الدنيا، وهذا الامر لن يتحقق الا اذا تحقق أمرين:
الأمر الأول: بذل الانسان قصاري جهده في عمله وعدم تقصيره فيه، كيف لا! فالقرآن هو كلام الله الذي يؤنس به عباده في وحشتهم بعد عنائهم من نصب الدنيا وكدها وتعبها، فبذلك لن يعطيه الله إلا لمن يستحق.
الأمر الثاني وهو ألا ينسى الانسان نصيبه من الدنيا، بمعنى ألا يظلم نفسه في الدنيا بتحميلها من العمل ما لا تطيق، ثم بعد ذلك يشتكي من فتورها وعدم إقبالها على العمل بشكل عام وعلى الطاعة بشكل خاص كما كانت من قبل.
فنفس الإنسان لها حق على صاحبها، ولن تنقاد له إلا إذا أعطاها حقها من الراحة والمتعة، قال تعالى “وابتغ فيما اتاك الله الدار الأخرة ولا تنس نصيبك من الدنيا واحسن كما احسن الله اليك ولا تبغي الفساد في الارض ان الله لا يحب المفسدين” وصدق الله العظيم حين قال ” ولا تنس نصيبك من الدنيا”.
ومن الأوقات المناسبة لتلاوة القرآن تلاوة نافعة ومثمرة ومؤثرة في نفس صاحبها، أولا :بعد الفجر الذي يسمى بالغدوة وهي آول النهار، ثانيا: بعد العصر، والذي يسمى بالروح وهو وقت الزوال، ثالثا :في جزء من الليل والذي يسمى بالدلجة
قال صلى الله عليه وسلم” إن الدين يسر ولن يشاد الدين أحد إلا غلبه فسدده وقاربوا واستعينوا بالغدوة والروحة وشيء من الدلجة.”
الأمر الثالث الذي سنتكلم عنه في هذا الموضوع هو
“ثمره تدبر القرآن”
ما هي ثمره تدبر القرآن؟
الكثير يسأل ويتساءل ما هي ثمرة تدبر القرآن وفضل تدبر القرآن.
هل تدبر القران يعطي لصاحبه شيء من المتعة الروحانية فحسب أم له ثمار أخريات، بالطبع نعم، فالمتعة الروحانية هي أولى ثمار تدبر القرآن، فمن ثماره الكبريات هى:
١. العمل به والعمل بالقرآن يعني حسن الخلق وصدق الرسول العظيم حيث كان قرآنا يمشي على الأرض، بحسن خلقه.
٢. الدعوة الى الله، وهي أشرف الأعمال وأعظمها عند مليكها مالك السماوات والأرض قال تعالى” ومن أحسن قولا ممن دعى الى الله وعمل صالحا وقال انني من المسلمين”.
٣.الشفاء به من الأمراض، سواء النفسية او العضوية والتعافي به من الموبقات سواء الحسية أم المعنوية قال تعالي ” وننزل من القران ما هو شفاء ورحمه للمؤمنين”.
٤. القرآن هو المحرك الأول والأخير للإنسان، هو منهج حياه فهو يشتمل على الالاف والمئات من الرسائل الربانية التي بمقتضاها تسير عجلة الإنسان وتتحرك نحو الأنفع والأصلح له، قال تعالى” ا لم () ذلك الكتاب لا ريب فيه هدى للمتقين”
وقال في موضع آخر عن القرآن ” ولا يزيد الظالمين الا خسارا”
فهو بمثابه بشرى للمؤمنين وانذار للعاصين والكافرين والمنافقين.
الخلاصة
1.تقوى الله لا تقتصر على الإلتزام بالاوامر واجتناب النواهي، بل هى تشمل أيضا ما يعرف ب “اتقاء الشبهات“
2.اختار الأوقات المناسبة لتلاوة كتاب الله حتى ننتفع به قلبا وقالبا.
3.تدبر القرآن يورث حسن الخلق، الذي بسببه يجاور صاحبه النبي في الجنة.
4.تدبر القرآن يجعلك نموذج أعلى لكل من حولك، ومثالا يحتذى به، وقائد قوى حكيم.
اقرأ أيضا: ماذا تريد من هذه الحياة؟