نحو الإصدار الجديد من نفسك: كيفية تطوير الذات وتحقيق النجاح؟

مفهوم تقدير الذات

تقدير الذات هو شعور ينتاب الشخص اتجاه نفسه، اما بالاحترام والولاء والعرفان لها، واما بالنكران، والجحود والانحطاط.

ان تقدير الذات يرتبط ارتباطا وثيقا بين علاقه الانسان بربه، وعلاقته مع من حوله.

بمعنى  أن تقدير الانسان لذاته هو نتيجه لرضا الرب عنه، وسبب لتقدير من حوله له.

فمن رضي عنه الرب، ارضاه عن نفسه ورضى عنه كل من حوله.

اقرأ أيضا: كيف تكسبي قلب الرجل بالهدايا؟

 تعزيز تقدير الذات

ان تقدير الذات مبدا من المبادئ التي لابد من العنايه بها والاهتمام، فهو مفتاح التقدم  الذاتي للانسان، هو يمثل معيار لقيمه الشخص الذاتيه، حيث يبني الانسان من ورائها سمه من الانجازات، وهو مبدأ يسبب للانسان مواصله رحلته للتعلم، والطموح اللانهائي، فيظل صاحبه حيا، بعمله وكسبه وابتكاره.

لذا فتقدير الذات من الاولى كمبدا من المبادئ تعزيزه، فهو ثمره  من ثمار النجاح، فلا يقدر الانسان ذاته الا اذا ذاق ثمره تفوقه وعمله.

اقرأ أيضا: قوة الاستغناء

تقدير الذات مضيق من مضائق الشيطان

حيث يسعى دائما الشيطان من التقليل لقيمه الانسان الذاتيه، التي ينكرها، حتى يبعثه الى رؤيه نفسه، بمزاياها وعيوبها، فيغتر بنفسه فيزين له الشيطان امره، فينكب على وجهه، تحت سيطرة رؤية نفسه، التي تسمى بالرياء وهو الشرك الأصغر.

“غاية الشيطان هو ان يوقعك في ما وقع فيه من شرك ``

اقرأ أيضا: كيفية اختيار شريك الحياة؟

 تعلم استراد قيمتك الذاتية

-محاسبة النفس  ; ان محاسبه النفس البشريه هي اولى متطلبات هذه النفس، كيف لا، وهي ان لم تحاسب سيفلت  زمامها، وستطغي  صاحبها في الغي والضلال.

“ اذا غضب الله على العبد خلى بينه وبين نفسه “

وصدق الرسول الكريم صلى الله عليه وسلم، ومعنى خلى اي قطع الوصال.

– حب النفس ; بمعنى اعطائها حقها من الاحتواء والاهتمام.

فنفس الانسان كالطفل، اذا لم تعطيها حقها من الاهتمام والاحتواء، تكبرت وطغت، ولم تنقاد لصاحبها.
وصدق الرسول الكريم صلى الله عليه وسلم حين قال;

“ ان لنفسك عليك حق“

ونفس الانسان يصان حقها، الا ينسى الانسان حظه ونصيبه من الدنيا.

قال تعالى“ ولا تنسى نصيبك من الدنيا“

-كن وسطيا; بمعنى  لا تفرط في حق نفسك ولا تقصر، فتكون مرائيا متبخترا  مختالا، فتكون قد وقعت في النهى الوارد

“ ولا تمشي في الارض مرحا“

ولا منكرا بما انعم الله من نعم وفضل وارزاق، فتكون قد خالفت قول الله تعالى.

“ اما بنعمه ربك فحدث“

اقرأ أيضا: شهر الله الأعظم

 مهارات تطوير الذات

كتم الأسرار

إن الأسرار هي منطقة الخصوصية للإنسان البشري

بحفظ الأسرار يرتفع قدر صاحبها ، وبدونها تنتهك هذه الخصوصية، وبكشف تلك الأسرار وافشاءها يضيع شرف الإنسان وينتهك عرضه.

افضل طريق لحفظ الأسرار

هو الشكوى إلى الله ومناجاته; فشكوى العبد لربه هو أفضل طريق لحفظ خصوصيته، بل ولعلاج مشاكله وهمومه، فالله يسمع شكوى عبده كما يسمع دبيب النملة في جحرها.

صدرك بسرك أوسع

إن السر، وإن كان ثقيلا على صاحبه، إلا أنه أثقل على صدر غيره، والسر إذا ثقل على الصدر سهل إفشاؤه، وعقوبة إفشاء الاسرار هو الغدر والخيانة.

لذا كانت توصى أمامه بنت الحارث ابنتها في وصيتها لها قبل زواجها فقالت “لا تفشي لزوجك سرا، فإنك إن افشيتي له سرا لن تأمني غدره “

كتم الأسرار من وصايا الحبيب المصطفى صلى الله عليه وسلم.

فقد نبه على أن ;خير النساء من إذا افشيت لها سرا حفظته، حيث جاء في الحديث “خير النساء…. من إذا غبت عنها حفظتك في مالها ونفسها “

وعن أبي سعيدٍ الخُدْرِيِّ  قَالَ: قالَ رسولُ اللَّه ﷺ: إنَّ مِنْ أَشَرِّ النَّاسِ عِنْدَ اللَّهِ مَنْزِلَةً يَوْم الْقِيامَةِ: الرَّجُل يُفضِي إِلَى المَرْأَةِ وَتُفْضِي إلَيهِ ثُمَّ يَنْشُرُ سِرَّهَا رواه مسلم.

وقال تعالى “واوفوا بالعهد إن العهد كان مسئولا “.

اقرأ أيضا: الدعوة إلى الله معناها وشروطها

 التأمل والتفكر في النفس البشرية 

إذ أن التأمل الكوني موصلا للتأمل في النفس البشرية، وهذا هو إحدى طرق تطوير الذات.

التغيير سنة كونية

إذا كان لتغيير الكوني هو سنة الله في الأرض، فهو علامه على فناء الكون وعدم خلوده.

“الثابت لا يتغير “، فكل متغير فهو إلى زوال وفناء.

لذا فالتغيير الكوني علامة على إعجاز الخالق جل جلاله ،فإذا كان الكون إلى فناء، فرب الكون إلى بقاء ودوام.

“لذا فالتأمل الكوني موصلا لمعرفة الله، ومن عرف ربه عرف نفسه “

فالله وحده فهو الباقي والدائم.

الإنسان كائن متغير

ولعل الحكمة من ذلك ;هو التطور والابداع .

وله شكلان; تغيير ايجابي; هو التغيير نحو التطور والانتاج السريع المستمر.

وشكل سلبي, التغيير نحو التقهقر للخلف،واللجوء لغير الله، من أجل طلب المساعده، والاعتماد على ضعاف النفوس، والفرار من المواجهه والاستسلام أمامها.

اقرأ أيضا: ماذا يقال في عقد النكاح؟

التغيير الكوني عين الحكمه الإلهية

التغيير يعد قدر من الاقدار , التي يصعب على الجميع التاقلم والتعايش معه،بدون وضوح الحكمة من وراءه.

فهو سنه كونيه لا سيما على الانسان فحسب، فبدون التغيير الكوني، يتبدد الكون بما فيه.

يساهم التغيير في حل المشاكل المؤقتة، التي يمثلها الاعتيادية والأعمال الروتينية، وله دور في ديمومية عجلة الحياه واستمرارها وبقاؤها في أفضل حال ووضع.

الانفاق في سبيل الله  تزكية للنفس ; إنه سبيل من سبل نيل البر.

قال تعالى “لن تنالوا البر حتى تتفقوا مماتحبون “

والبر جامع لكل أوجه الخير.

الاعتماد على الله والتوكل عليه والاستعانة به وحده : هو أولى سبل تولى الرب عناية عبده، وعناية الرب تفوق عناية الشخص لنفسه بكثير.

“ومن يتوكل على الله فهو حسبه “
أي كافيه.

-التخلص من الأنا والذاتية ; وهى تزكية الشخص لنفسه ومدحه لها، ورؤيه نفسه ان لها الأفضلية في كل شئ،والذي يسمى بتزكية النفس.

“فلا تزكوا أنفسكم هو أعلم بمن اتقى “

فهناك فرق بين تزكية النفس على جهه المدح والثناء، وتزكية النفس على سبيل الخير والصلاح.

ففي الأولى نهى الله عنها “ألم تر إلى الذين يزكون أنفسهم بلى الله يزكي من يشاء “
وفي الثانية قال تعالى “خذ من أموالهم صدقة تطهرهم وتزكيهم بها “

وقال أيضا “قد افلح من زكاها “

فن التجاهل واللامبالاة مهارة تطوير الذات

وفي هذه المهارة يقول  الشاعر صفي الدين الحلى ;
كن عن همومك معرضا وكل الأمور إلى القضاء وابشر بخير عاجل يمحو به ما قد مضى.

ويقول العلامة الجليل ;التغافل ثلثي العقل.

وهو سنة من سنن الحبيب المصطفى صلى الله عليه وسلم، حيث كان التغافل هوالسلاح اللي يحارب به أذى أعداءه.

اقرأ أيضا: أثر التفكك الأسري على الأبناء

دع عقلك يتحرر

إن العقل هو سجين القلب،فإذا ما تركت له العنان للتحرر، ابدع وتطور وابتكر.

الإبداع ;هو خلق الجديد بعد بذل مجهودات مسبقة عدة.

الاختراع ;هو خلق شئ لم يسبق بعد، بدون أي محاولات مسبقة ممكن.

والتجديد هو التطوير من قيمة وذات الشئ.

ومن ثم، فالقلب هو المحرك الأول والأخير للإنسان، والقلب الذي اتكلم عنه هو الذي الفؤاد، وليس القلب الذي هو مركز المشاعر والأحاسيس العمياء.

فالفؤاد هو الذي قال تعالى عنه “لهم قلوب لا يفقهون بها “أي لا يعقلون.

فلو كان الفؤاد هو القلب لما عبر عنه بوصف “يفقهون “

ويقول الرسول صلى الله عليه وسلم “

{الحلال بَيِّنٌ، والحَرَامُ بَيِّنٌ، وبيْنَهُما مُشَبَّهَاتٌ لا يَعْلَمُهَا كَثِيرٌ مِنَ النَّاسِ، فَمَنِ اتَّقَى المُشَبَّهَاتِ اسْتَبْرَأَ لِدِينِهِ وعِرْضِهِ، ومَن وقَعَ في الشُّبُهَاتِ: كَرَاعٍ يَرْعَى حَوْلَ الحِمَى، يُوشِكُ أنْ يُوَاقِعَهُ، ألَا وإنَّ لِكُلِّ مَلِكٍ حِمًى، ألَا إنَّ حِمَى اللَّهِ في أرْضِهِ مَحَارِمُهُ، ألَا وإنَّ في الجَسَدِ مُضْغَةً: إذَا صَلَحَتْ صَلَحَ الجَسَدُ كُلُّهُ، وإذَا فَسَدَتْ فَسَدَ الجَسَدُ كُلُّهُ، ألَا وهي القَلْبُ.}

اقرأ أيضا: قوتك بين الوهم والحقيقة