إن كثرة التفكير هي ما تسبب السرحان للشخص يوما ما، وسببها هو كثرة الضغوطات التي غالبا ما ينتج عنها مضايقات للإنسان.
وتوهمه كثيرا.
فهذه الأفكار قد تكون من ناحية أشخاص معينين، وقد تكون من ناحية الشخص نفسه.
وبعضها يخرج بالاعتراف والادراك، وبعضها يخرج بالكتابة أو الحوار والمناقشة.
مصدر الأفكار السلبية
مصدر الأفكار السلبية هو الإلهام الشيطاني الذي مفتاحه الوسوسة والتشكيك. “كيف، لماذا، أين ” في كل ما يعرض له.
الفرق بين حديث النفس وحديث الشيطان؟
حديث الشيطان هو فزع، وخوف، أما حديث النفس نوعان، بناء وهدام، فأما الهدام هو حديث مع الشيطان إذا كان مفزعا أو مناجاة مع الرب إن كان مطمئنا.
وما حقيقة حديث النفس؟
انه بمثابة صوت داخلي يعبر عن ما يدور في ذهن الإنسان من افكار وصور مرسوخة في الاذهان منذ ميلاده حتى اللحظة المعاشة، وهذا الحديث دائما يرصد لنا الكثير من الأفكار، التي دائما تنبع من الأفكار التى نشأنا وتربينا عليها، وحديث النفس ذلك مستمر دائما استمرارا لا ينقطع؛ لأن الأفكار تنشأ مع مرور الوقت.
وما هو حديث الشيطان؟
انه الحديث الذي لم نسمعه، ولم ندري عنه شئ. فما هو إلا ابتداع وكلام من تلقاء النفس الأمارة بالسوء.
صورة حديث الشيطان؟
يعرض في صورة التزيين او التصوير الشيطاني، حيث يصور لك الخطأ في صورة إنسان؛ قال تعالي (وزين لهم الشيطان ما كانوا يعملون)
حديث النفس سلاح ذو حدين
إذا اختلط الواقع الخارجي بالخيال الشخصي، فقد حصل العمى وهو الحوار الداخلي الهدام أعني حديث النفس السلبي، فالواقع شئ والخيال شئ آخر.
لأن الواقع يختلف عن الخيال، فالواقع شئ عملى معاش، والخيال ملكة علمية.
ومجال العلم بكل ملكاته من خيال ونحوه هو الدراسة والتسطير والحفظ ومجال العمل الذي يدور حوله الواقع هو الدعوة والتبليغ .
لأن العمل رسالة الإنسان في الأرض، والرسالة هى الدعوة، اذن فرسالتنا في الحياة هو العمل الدعوي، كل في مجاله.
وماذا عن حديث النفس الهدام او السلبي! انها المشاعر السلبية.
إن المشاعر السلبية هى الشئ الذي يصاحب الإنسان في رحلته الشاقه.
ولكن المشاعر السلبية حقيقية!!
إذا كانت هناك مشاعر سلبية.
رغم اعتدال السلوكيات، فهذا لا يعني ان ذلك الشخص ما يبدو عليه من مشاعر حقيقيا بلى، بل هذا يعني انه شخص وصل لآخر الطريق وارهقه عناء الوصول، وغدا سترممه لذة الوصول.
بخلاف ما لو كانت المشاعر إيجابية فهذه علامه رضا من الله، والله اذا رضى عن عبده لن يسخط عنه ابدا.
سبب المشاعر السلبية؟
رغم اعتدال السلوكيات وتفوقها على الظروف وكل ما حولها.
الا ان ذلك هي ضريبة للوصول!
أمثلة على بعض المشاعر السلبية
1. الحزن
بسبب الذكريات المؤلمة المتراكمة من وراء رحلة الحياة بكل تقلباتها.
2.الخوف
بسبب ما فرط من ذنوب؛ وذلك نتيجة رحلة التعرف على الله.
3.الحرص
بسبب حب العلم، فطلب العلم يحتاج لحرص، كما قال الحديث الشريف أصول العلم ثلاث، وذكر من بينها الحرص.
4.الاستسلام ; وهو نتيجة الوصول
لكن كل هذا لا يمكن تغييره.
بل يمكن توظيفه فقط بشكل مناسب .
لأن كلها تنم عن قدرات عقلية ناتجة عن رحلة الحياة الشاقة.
نستفيد من ذلك، أن بعد كل رحلة يتعلم الشخص قيم خلقية، هى بمثابة درس مستفاد من الرحلة، وهى كفيلة لتشكيل مهارة في يوم من الايام اذا ما استغلت في ما يناسبها.
فمثلا الحرص هو الدرس المتعلم من الرحلة العلمية، كما قلنا لان العلم أولى مفاتيحه هى الحرص كما علمنا الحديث الشريف..”أصول العلم ثلاثة، وذكر منها الحرص”.
وثمرته هى الدعوة والتبليغ سواء أكانت كتابية ام علمية، إذا ما وجدت المؤثر حولها وهو الانهيار المجتمعي، ايا كان نوع المجتمع عمل، ام دراسة ام مجتمع، أم أسرة ام دين ام فن ام وطن.
ومثلا الاستسلام: وهو الدرس المستفاد من رحلة الحياة ككل، ومهارته هى فن اللامبالاة.
سبب التكلم في هذا الموضوع
لأن الكثير منا يبحثون عن الهداية ولا يجدونها، لأن الهداية لابد من الاخذ بأسبابها وهو الاهتداء من خلال مجاهدة النفس، التى تهتدي بالحوار معها أعني بمحاسبتها وتزكيتها والأشتغال عليها، لكن قد يختلط الصدق مع الكذب وقت المحاسبة فتحصل الفتنة.
قال تعالي (والذين اهتدوا زادهم هدى واتاهم تقواهم)
قال تعالي (والذين جاهدوا فينا لنهدينهم سبلنا)