حصالة خشب من السعادة.
دعونا نعطي أنفسنا مهلة من الوقت، لنتذكر أناس مروا في حياتنا وكان لهم بصمة نتذكرها طول العمر ونسعد بها.
ولنتذكر مواقفهم الجميلة معنا والتي كانت تُشعرنا بالسعادة، وإذا لم يسعفنا الوقت أنذاك بأن نرد لهم الجميل ولو بكلمة شكراً.
يكفي أن نتذكرهم ونقر بيننا وبين أنفسنا بأنه كان لهم أثر في حياتنا لأنهم يستحقوا الكثير.
ونحاول أن نرد جميلهم ولو بمرورهم بذاكرتنا بين حين وآخر.
حصالة خشب
بدأ والدي في تنفيذ فكرة حصالة خشب وأخذني وجلسنا في الشرفة وحضرنا كل ما يخص العمل، وقضينا اليوم كله في تنفيذها.
وبعد ذلك قال لي والدي عندما يكون معكي نقود فضية، ضعيها في هذه الحصالة، وأنا كذلك سأضع معكي أي نقود فكة.
حتى اقترب العيد وسافرنا إلى بلدنا، كلمني والدي وقال لي نحن سنفتح الحصالة ونعد النقود.
كنت في غايه الفرحة وفي اعتقادي أن النقود هتكون لي أنا.
حتى فاجأني والدي، وطلع عكس توقعاتي، أننا بنجهز النقود لتوزيعها على أطفال البلد كعيدية لهم.
اقرئي أيضاً: أباء ولكن!
وبالفعل سمعت كلامه وجمعنا النقود، وكل ما كان يحضر طفل يسلم علي والدي، ينظر لي ويقول أعطيني كيس النقود، ويأخذ مجموعه نقود، ويعطيها للطفل، وهكذا حتى نفاذ النقود كلها.
وكانت الأطفال حينها في غاية السعادة والفرحة.
ولكن أعطاني والدي درس استفدت من الموقف أني أقدم السعادة حتى لو بسيطة للي يحتاجها، وأدخل الفرحة علي قلبه، ولو في إمكاني أسعد غيري، واعمل كل ما في وسعي من غير تفكير.
كهذا علمني والدي
كيف أنقش السعادة في قلوب الآخرين.
اقرئي أيضاً: جعلوها مجرمة
[…] اقرئي أيضاً: كيف تصنع حصالة خشب من السعادة؟ […]