رواية الطريق
وأين تناولتَ الغداء؟
- في بقالة الحرية بكلوت به.
هذا حوار مقتبس من رواية “الطريق”، للكاتب والأديب نجيب محفوظ، يفصح لنا هذا الحوار عن الفترة التي كُتبت فيها الرواية، ومدى تأثر الكاتب بهذه الفترة، وهي وقت حدوث ثورة ١٩٥٢، ومدى تأثر الشعب بهذه الفترة، مما أدى إلى انحراف بعض شخصيات المجتمع، كما توضح لنا رواية “الطريق” سلوكهم في ذلك الوقت.
“الطريق” هو اسم الرواية التي اختارها نجيب محفوظ لروايته الجديدة في ذلك الوقت، يتجسد اسم الرواية في الطريق الذي يختاره الإنسان، وينتهي مصيره حسب اختياره لأي طريق يسلك.
رواية الطريق
الشخصيات:
صابر: الشخصية الرئيسية في الرواية، هو الشاب الوسيم الذي دللته والدته، فأصبح شخصًا اعتماديًا، وصنعت له أمه أمالًا وطريقًا جديدًا للعيش، لكنه تضلَّل في طريق آخر.
كريمة: امرأة فاتنة وزوجة لرجل عجوز، يلتقي بها صابر عندما يصل إلى القاهرة، فيقع معها في شهواته المشتعلة، حتى تقوده لقتل زوجها.
إلهام: فتاة ترمز للحب والحرية والسلام والأنوثة الحقيقية، وهم الذي يبحث عنهم صابر خلال طريقه، لكنه يركز على طريق آخر يفقده طريقه الصحيح، يقابلها صابر وهو يبحث عن أبيه، فينجذب إليها ويحبها وتحبه، لكن صابر يحمي هذا الحب الطاهر من دنس ماضيه وحاضره.
بداية الرواية: تعترف بسيمة عمران، والدة صابر، بأن والده على قيد الحياة، ويجب عليه أن يبحث عنه كي يعيش تحت كنفه، بعدما خسرت والدته كل ثروتها، وهربا من ماضٍ بلا هوية.
العقدة:
يذهب صابر إلى القاهرة بحثًا عن والده، فيقيم في فندق يملكه عجوز له زوجة فاتنة، يقع صابر في غرام زوجة العجوز، مما يؤدي إلى قتله لزوجها.
الحبكة:
يفكر صابر في نشر إعلان في جريدة للبحث عن والده، فيتعرف على إلهام التي تعمل في الجريدة ويقع في حبها الطاهر. وهنا يخبرنا قلم نجيب محفوظ عن الصراع الداخلي لشخصية صابر بين الخير والتي ترمز إليها إلهام، وبين الشر والتي ترمز له كريمة.
نهاية الرواية:
بحيلة ماكرة، يتورط صابر وكريمة في جريمة قتل، ويحكم عليه بالسجن. ويختم نجيب محفوظ روايته بعبارة “فهز منكبيه قائلا، فليكن ما يكن”، التي تعبر عن استسلام صابر لأي طريق يأخذه عنه حكم القضاة.
التقنيات:
- الحوار الذي يظهر ابعاد الشخصية.
- الوصف الذي يبني في خيال القارئ مشاهد بتفاصيلها وكأنه يراها.
- الرموز الخفية والظاهرة التي تسرق ذهن القارئ.
بهذه الرواية، نجيب محفوظ يروي قصة صابر التي تعكس الصراع الدائم بين الخير والشر، وكيف يتخذ الإنسان قراراته في طريقه ويحمل نتائجها. كما يستخدم الكاتب التقنيات الأدبية المختلفة لجذب انتباه القارئ وخلق جو مشوق يدفعه لمتابعة الأحداث والتفكير في مغزاها.
اقرأ أيضا: العلاج بالطاقة بين الوهم والحقيقة
ملخص الرواية
تعبر رواية “الطريق” لنجيب محفوظ عن صراع الإنسان بين الخير والشر وتبين أن القرارات التي يتخذها الإنسان في حياته لها تأثير على مستقبله. وتركز الرواية على شخصية صابر وصراعه الداخلي بين الحب الطاهر والشهوة والجريمة، والتي تؤدي إلى فقدانه للطريق الصحيح. وبالتالي، فإن الرسالة الرئيسية التي يحملها الكاتب في هذه الرواية هي أن الإنسان يجب أن يكون حذرًا في اتخاذ القرارات وأن يتحمل مسؤولية تلك القرارات، حيث أن الأفعال التي يقوم بها قد يكون لها تأثير كبير على مستقبله وعلى حياة الآخرين.
اتخذ صابر العديد من القرارات الخاطئة خلال الرواية، والتي أدت في النهاية إلى فقدانه الطريق الصحيح وانحرافه نحو الجريمة. ومن بين هذه القرارات:
1- عدم البحث عن والده بالطرق الشرعية والنزيهة، بل تحول بحثه إلى رحلة شخصية مظلمة.
2- الإقامة في فندق يملكه عجوز له زوجة فاتنة، والتي قع في غرامها، مما أدى في النهاية إلى قتل العجوز.
3- الاستمرار في العلاقة الخاطئة مع كريمة، والتي كانت تشجعه على الجريمة والاستسلام للشهوة.
4- اتخاذ قرار الجريمة وقتل كريمة، وهو القرار الذي أدى في النهاية إلى فشله وسجنه.
بالمجمل، فإن صابر اتخذ قرارات خاطئة تدريجياً، وتراكمت النتائج المؤذية لها حتى وصل إلى الجريمة والعقاب، مما يبرز أهمية اتخاذ القرارات الصحيحة في الحياة.