أولى الناس بيوم القيامة أكثرهم عليه صلاة.
إن الناس في الصلاة على النبي -صلى الله عليه وسلم- مقلِّين مقصرين؛ نظرًا لجهلهم بمكانة وعظمة هذه العبادة؛ لما فيها من عظيم الأجر والثواب وفضيلة المكانة، مقارنةً ببقية العبادات، فهي تعلو على سائر القرب ونحوها؛ لأنها كفيلةٌ بإزالة الهموم والأحزان على خلاف بقية العبادات.
فهي كفيلةٌ بجعلها المرتبة الأولى من مراتب الذكر الذي هو أعظم صور العبادة.
لذا كانت سببًا لشفاعة النبي محمد -صلى الله عليه وسلم-.
ذُكِرَ قول النبي -صلى الله عليه وسلم-: “إن صلاتكم وتسليمكم تبلغني”.
ما من عبادةٍ إلا وترفع السماء ويبقى أثرها في الأرض، إلا الصلاة على النبي -صلى الله عليه وسلم- فترفعُ للسماء، وتصلُ للنبي محمد، دون الأثر فقط، بل يسمعها النبي محمد وتصلُ إليه، وليس هذا فحسب، بل يرد عليك الصلاة.
كيف ذلك؟!
لأن الله حرَّم على الأرض أن تأكل أجساد الأنبياء.
إن البخيل الذي ذكرت عنده فلم يصلِّ على النبي -صلى الله عليه وسلم- يتعرض للاتهام بالبخل، لأن الصلاة على النبي -صلى الله عليه وسلم- من عظم وشرف أجرها، ويفوت من يتركها هذا الأجر العظيم.
كيف لا؟
والنبي شرف هذه الأمة، فهو الذي ضحى بكل قوته نصرةً لها وقواماً لها، فهل يستحق من أمتي هذا الهجر؟
- الشديد من عدم رد السلام عليك.
هل يستحق هدم سنته لأهواءٍ ونوازع شخصية؟
فضل الصلاة على الرسول
من صلى عليه صلاةً صلى الله عليه بها عشراً.
إن الله يجازي على الحسنة الحسنة مثلها، ويجازي على السيئة السيئة مثلها، ولعظم تفاوت الحسنة عن السيئة، جعل الله الحسنة بعشر أمثالها، والسيئة بمثلها فقط؛ رفقاً بهم، ورفعاً للحرج والمشقة والعناء عنهم.
ومن أبرز الحسنات وأعلاها شأناً الصلاة على النبي، قال صلى الله عليه وسلم.
قال تعالى: “وجزاء سيئة سيئة مثلها”، وقوله تعالى: “من جاء بالحسنة فله عشر أمثالها”.
الصلاة والسلام على رسول الله تورث شفاعته.
لقد أعطى الله النبي محمد صلى الله عليه وسلم منزلةً اختصه الله بها لأمته ولباقي الأمم، خلافاً عن سائر باقي الأنبياء.
فشفاعة النبي لأمته شفاعةٌ خاصةٌ، وشفاعةُ باقي الأنبياء لأممهم شفاعةٌ عامة.
فهو أول شافعٍ وأول مشفعٍ.
وقد ورد في حديثٍ نبويٍ صحيحٍ فيه يقول النبي محمد صلى الله عليه وسلم: “ثم سألوا الله لي الوسيلة، فإن من سأل الله لي الوسيلة حلت له الشفاعة”.
والشفاعة هي أعلى منزلة في الجنة، لا تكون إلا لعبدٍ من عباد الله الصالحين.
هي مرادٌ ومرجوٌّ كل إنسان على وجه هذه الأرض، دنياً وآخرةً.
والشفاعة لا يختص بها النبي صلى الله عليه وسلم في الجنة فحسب، بل قد تكون لعبدٍ من عباد الله الصالحين، إذا ما أذن اللهله بهذه المكانة ورضي عنه ورضي به.
وذُكرت الشفاعة في القرآن الكريم، جاء على النحو التالي: “لا يملكون الشفاعة إلا من أذن له الرحمن، وقال صواباً”.
مفهوم الشفاعة
طلب العون لمن أو بما له جاهٌ عند الله لجلب رضا الله سبحانه، أو لدفع ضرٍ أو مكروه.
وهي للأنبياء وبالأخص خاتمهم محمد صلى الله عليه وسلم، وأهل بيته المطهرين.
- إن التوبة والعمل الصالح وما يفعله المرء من الخيرات، يمكن أن يجعله شفيعًا عند الله.
ما يجوز من الشفاعة وما يحرم:
يجوز للمرأة أن تطلب من أخيها المؤمن الدعاء لها، فهذا نوعٌ من الشفاعة المحللة.
وما يحرم من الشفاعة التوسل بغير الله ممن لا جاه له عند الله.
شروط الشفاعة
- قدرة الشافع على الشفاعة.
- أن يكون من أهل الإيمان.
(ما للظالمين من حميم ولا شفيع يطاع) - لابد من أن يأذن الله للشفيع سواءً أذنًا عامًا أم خاصًا.
- الرضا من المشفوع له بالشفاعة له.
آيات وأحاديث فضل الصلاة على رسول الله صلى الله عليه وسلم:
قال الله تعالى: إِنَّ اللَّهَ وَمَلَائِكَتَهُ يُصَلُّونَ عَلَى النَّبِيِّ يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا صَلُّوا عَلَيْهِ وَسَلِّمُوَا تَسْلِيمًا [الأحزاب:56] .
- وعن عبد الله بن عمرو بن العاص، رضي الله عنهما، أنه سمع رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول: “مَنْ صَلَّى عَلَيَّ صَلاَةً، صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ بِهَا عَشْرًا” رواه مسلم.
- وعن ابن مسعود، رضي الله عنه، أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: “أَوْلى النَّاسِ بِي يَوْمَ الْقِيَامَةِ أَكْثَرُهُمْ عَلَيَّ صَلاَةً” رواه الترمذي وقال: “حديثٌ حسنٌ”.
- وعن أوس بن أوس، رضيالله عنه، قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: “إنَّ مِنْ أَفْضَلِ أَيَّامِكُمْ يَوْمَ الْجُمُعَةِ، فَأَكْثِرُوا عَلَيَّ مِنَ الصَّلاَةِ فِيهِ، فَإِنَّ صَلَاتَكُمْ مَعْرُوضَةٌ عَلَيَّ”، فقالوا: يا رسول الله، وكيفَ تُعرَضُ صَلَاتُنَا عَلَيْكَ وقدْ أَرَمْتَ؟ قَالَ: “يَقُولُ: بَلِيتَ”، قالَ: إنَّ اللَّه حَرَّمَ عَلَى الأرْضِ أَجْسَادَ الأنْبِيَاءِ. رواهُ أَبُو داود بإسناد صحيح
أفضل صيغة للصلاة على النبي صلى الله عليه وسلم
الصيغة الواردة عن رسول الله عدة صيغ: اللهم صل على محمد وعلى آل محمد كما صليت على إبراهيم وعلى آل إبراهيم، إنك حميد مجيد، اللهم بارك على محمد وعلى آل محمد كما باركت على إبراهيم وعلى آل إبراهيم، إنك حميد مجيد، هذه أجمعها.
وفي بعضها حذف إحدى الصلاتين وإحدى البركتين على إبراهيم وآله، اللهم صل على محمد وعلى آل محمد كما صليت على آل إبراهيم، اللهم بارك على محمد وعلى آل محمد كما باركت على آل إبراهيم، إنك حميد مجيد.
وفي بعضها: اللهم صل على محمد وعلى آل محمد كما صليت على إبراهيم، وبارك على محمد وعلى آل محمد كما باركت على إبراهيم، إنك حميد مجيد.
وفي بعضها: اللهم صل على محمد وعلى آل محمد كما صليت على آل إبراهيم، وبارك على محمد وعلى آل محمد كما باركت على إبراهيم في العالمين، إنك حميد مجيد.
وفي بعضها: اللهم صل على محمد عبدك ورسولك كما صليت على إبراهيم، وبارك على محمدوعلى آل محمد كما باركت على إبراهيم وعلى آل إبراهيم. كلها صحيحة وجميعها مشروعة.
ومعنى الصلاة من الله: ثناؤه على النبي صلى الله عليه وسلم، صلاة الله على عبده، ثناؤه على النبي صلى الله عليه وسلم في الملأ الأعلى.
اقرأ أيضا: كيفية احتواء الرجل للمرأة
[…] اقرأ أيضا: فضل صلاة على الرسول […]