يُعد اعجاز الله في الكون من أهم الموضوعات التي بحث عنها العلماء والمفكرون عبر العصور. فقد لفت انتباههم النظام والدقة والتناغم الذي يميز الكون، والذي يصعب تفسيره بغير تدخل خالق عظيم.
اعجاز الله في الكون
مظاهر إعجاز الله في القرآن
1.الحروف المتقطعة ; وهى جاءت على سبيل الإعجاز في القرآن، تحديا للعرب قبل إسلامهم، حيث ادعوا الاتيان بمثل هذه الحروف، ولكن سرعان ما عجزوا وهزموا أمام أنفسهم.
2.الاعجاز الكوني; من سماوات سبع وأراضين سبع، حيث تتفاوت كل طبقة عن الأخرى وفق إحكام ودقة، دون تشقق أو فطور على مر السنين، إلى يوم القيامة.
3.تسبيح الملائكة; حيث لا يفترون عن التسبيح آناء اليل وأطراف النهار،وذلك لمن! للمؤمنين ولمن في الأرض، لا يعصون الله ما أمرهم ويفعاون ما يؤمرون.
4.الاعجاز البشري; وهو إعجاز الله عزوجل في النفس البشرية، من مراقبة واطلاع على خفايا أمورها قبل جليها، وعنايته لأهل معيتة الخاصة، وتقليبه لقلوب عبيده، كيف ما يشاء، وكما قال الحبيب المصطفى “قلوب بني آدم بين اصبعين من أصابع الرحمان يقلبهما كيف ما يشاء. “
من صور إعجاز الله من القرآن; البشارة والنذارة لصنفين من الناس; خلق الله القرآن ليكون بشيرا لاهل التقوى والصلاح، وليكون نذيرا لاهل المعاصي والسيئات،فهذا من صور إعجاز الله في القرآن.
اقرأ أيضا: ماذا لو تقبلت الحياة كما هي؟
بعض القضايا المتعلقة ب مظاهر إعجاز الله في الكون
1- التوحيد: حيث خلق الله آدم وحواء وجعل من ذريتهما زوجين اثنين، ليبقى هو الواحد الذي لا نظير له، الكامل بصفاته وأفعاله التي لا تشبه صفات وأفعال البشر، نعم! لله صفات وأفعال إلا أنها لا تشبه صفاتنا نحن، كالكلام، والسمع والبصر وغيرها مما استاثر الله بعلمها.
2- حُقوق الإنسان: واعلى هذه الحقوق في الإسلام – تكريم الإنسان- لأنه صُنعة الله واي صنعة هذه! انها صنعة الله المحكمه المتقنة، كما ميزه بأن له حقوق وواجبات، يجب على الجميع احترامها، من حيث التنبيه على الحفاظ على ضرورات الإسلام الخمس الذي تحافظ على كيان المسلم وتحفظ له حقوقه وواجباته حيث ;العرض والعقل والنفس والمال.
3- العدالة: فالإسلام يعلمنا أن الله هو العدل الذي سيفصل فيما بيننا يوم القيامة.
وبالتالي؛ يجب علينا العمل بالعدالة في جميع جوانب حياتنا لنكون ممتنين لله وتعليماته.
4- القدرة الإلهية: نظرًا لأن الله يعلم مقادير الامور ويعلم ما في بطون الانهار، وما تخفيه الأعين،نعم! يعلم خائنة الأعين وما تخفي الصدور، لذا فيمكننا أن نرى أن جميع الأشياء تحدث وفقًا لمشيئته،لقدرته الباهرة على توظيف كل في محله المناسب لعلمه السائد بالغيب والذي ليس شئ بعده.
فإنه يمكنه أن يحدد ما يقع وما يستحق أن يقع جزاءً أو هبة منه وعطاءا.
5.تصنيف الخلائق ما بين مؤمن وكافر;حيث اقتضت الحكمة الإلهية، ايمان البعض من الناس وكفران البعض، وذلك إذ إن الله يعلم الصالح من الفاسد ويعلم من يرجى هدايته وصلاحه ومن لا يرجى له ذلك، فلو علم الله فيهم خيرا ما اغواهم اي اهل الغواية والضلال.
6.تزاوج الخلائق ;حيث الدلالة على توحيد الخالق، وإفراده بالعبودبة وانه الإله الحق الذي ليس له شبيه ولا نظير، منفرد بجلاله، لا يشاركه احد في ملكه.
قال تعالى “ومن كل شي خلقنا زوجين لعلكم تذكرون”
المنظور العلمي لمظاهر إعجاز الله في الكون:
1.الانفجار العظيم (Big Bang): تعتبر هذه الظاهرة هي بداية الكون، حيث كانت الكتلة والطاقة الموجودة مكتنزة في نقطة صغيرة جداً وفجأة انفجرت لتشكل الكون الهائل الذي نعرفه اليوم.
2.ثوابت الطبيعة: تعتبر الظواهر الطبيعية والثوابت مثل سرعة الضوء وقوة الجاذبية وثابت بلانك وغيرها، معجزة لا يمكن تفسيرها بشكل تام عبر العلم، فهذه الثوابت تتيح استمرار الحياة والكون.
3.التناغم الكوني: يوجد التناغم والترابط في الكون بشكل غريب، فتجد أن عناصر الكون والكائنات الحية تتكون من نفس العناصر مثل الهيدروجين والأكسجين والكربون والنيتروجين، وهذا يدل على وجود خطة محكمة وتلاحم في خلق الكون.
4.توزيع الكواكب: يُعتبر توزيع الكواكب والنجوم من الظواهر المذهلة فالكواكب تدور حول الشمس في مداراتها بشكل منتظم وبالمسافات المناسبة، مما يدل على وجود قوى غامضة ودقيقة تعمل على تنظيم الحركة الكونية.
5.الكواكب الغريبة: اكتشاف العديد من الكواكب خارج مجموعتنا الشمسية يدل على وجود أكوان آخرى، وهذا يعكس قدرة الله العظيمة في خلق الحياة والكائنات في أماكن أخرى في الكون.
يعتبر الإعجاز في الأرض وجوانبه مظهرًا آخر من مظاهر الإعجاز الإلهي في الخلق. هنا بعض العناصر التي تشهد بإعجاز الله في الأرض:
مظاهر إعجاز الله في الأرض
1.التوازن البيئي: حيث يتمثل في توزيع نسب الغازات اللازمه لتوازن البيئة بشكل مناسب حفاظا على استقرار الكائنات الحية بها ، وضمانا لحياة أكثر استقرارا.
- التنوع البيولوجي: حيث تنوع المخلوقات لفصائل وزيجات متنوعة ومختلفة، كل له خواصه وظروفه المعيشية،وذلك من حيوانات ونباتات والثديات والبرمائيات وفصيلة البشر على رأسهم، كل ذلك يتواجد في كون واحد، ليس هذا فحسب، بل بشكل يسمح له بالتطور والازدهار والتكاثر والتوالد، فيكثر الجنس ويتعدد النوع، وتتوارث الاجيال جيلا فجيلا، مما يسمح ببقاء واستمرار حياة الكائنات الحية على وجه الأرض.
3.المياه: يُعَدّ الماء من أهم العناصر الأساسية للحياة على الأرض، ويتوجد بكميات كبيرة في البحار والمحيطات والأنهار والبحيرات، وتأتي الأمطار كنعمة من الله لتجديد الماء في الطبيعة.
4.الغلاف الجوي:حيث يحيط بالأرض الغلاف جوي الذي يعمل على حماية الكائنات الحية من الأشعة الضارة للشمس ومن التغيرات الجوية المفاجئة، ويسهم في حدوث توازن حراري يتيح استدامة الحياة.
5.صفات الأرض: تتمتع الأرض بعدة صفات تجعلها مثالية للحياة، مثل الجاذبية المناسبة والتربة المناسبة للزراعة والبناء،ومن حيث ما تبطن بداخلها من معادن وأثار وكنوز وما عليها من جبال وتلال وصخور وما يشق فيها من انهار وابار وعيون.
هذه بعض العناصر التي تشهد بإعجاز الله في الأرض، وتظهر حكمته وقدرته العظيمة في خلق وصيانة هذا.
يؤكد اعجاز الله في الكون على عظمته وقدرته. وقد لفت انتباه العلماء والمفكرين عبر العصور، ولا يزال يثير الإعجاب والتساؤل حتى اليوم.