الآن أصبحت أباً، كثير من الرجال يتمنوا أن يقولوا هذه الجملة، ولكن الكثير منهم لا يعرف ما هو دوره كأب، وما الذي يجب عليه فعله.
قد نجد والكثير والكثير من النصوص والمقالات التي تتحدث عن الأم، وعن وجباتها ومسؤولياتها وحقوقها.
أما الأب فإنه مظلوم من عدم الحديث عنه على الرغم من أن مسؤولية الأب عظيمة وكبيرة.
دعونا سوياً في هذا المقال نستعرض دور الأب المحوري والمهم في تربية أبنائه.
دور الأب المحوري والمهم في تكوين شخصية الأبناء.
الأب هو النموذج الذكوري الأول
ماذا يعني هذا؟ يعنى أن الأب هو أول وجه ذكر يراه الأبناء سواء كانوا ذكوراً أو إناثاً، فبالنسبة للابن، فالأب بالنسبه له هو القدوة التى يتعلم منها، كيف يكون رجلاً، فهو يتعلم كيف يعامل الأنثى من خلال تعامل الأب مع الأم.
يتعلم المسؤلية، يتعلم القياده والاحتواء وهكذا.
وبالنسبه للبنت فهي تعرف أنوثتها من خلال الأب، وتتكون صورتها الذهنية عن الرجال، كيف تتعامل معهم، وكيف تعامل زوجها، كيف يكون زوج المستقبل وحبيب المستقبل؟
فإذا ما كان الأب يهتم بإبنته، ويرى فيها الجمال، ويعزز ثقتها بنفسها، كانت هذه البنت بالسواء النفسي الذي يسمح لها بالاختيار والتعامل مع الجنس الآخر بمنتهى الحيادية.
الأب هو السبب في تحديد الهوية الجنسية لأبنائه
إذا كانت علاقه الأب بإبنته مليئة بالقسوة والهجر، و عدم احترام الذات، كان هذا أدعى إلى طريقين، الأول هو كراهية الرجال وكراهية الجنس الآخر، وعدم التعامل معهم أو الخوف منهم.
وهناك طريق آخر أشد خطورة وهو البحث عن الأب في كل رجل تقابله، وهذا وكما تعلمون يسبب خطورة عظيمة.
أما الابن فإذا كان أبوه نموذجاً صالحاً، كان الابن رجلاً صالحا وأباً صالحاً.
أما إذا كان النموذج غير صالح، كان غليظاً أو قاسياً أو غير ذلك، فإننا نكون أمام طريقين، إما أن يحب الابن هذا النموذج، ويقلده في كل شيء؟ أو أن يكره هذا النموذج.
ويبحث عن الأب أيضاً في كل رجل يقابله، وقد يكون هذا أحد الأسباب القوية للشذوذ الجنسي.
الأب هو من يساعد الأم على القيام بدورها
كثيراً ما نرى الأم تبذل قصارى جهدها، لحماية أطفالها.
ولكنا قد نجد أن الأب أحياناً يكون دوره هو الانتقاد فقط إذا ما أصاب أحد الأبناء شيء أو سقط على الأرض أو مرض، أو غير ذلك.
وقد يظن الأب أن هذه الطريقة هي الوسيلة التي يتعامل بها الأب مع أبنائه وحمايتهم، ولكنه لا يدري أن هذه الطريقة هي إساءة إلى الأبناء.
فهى تعلمهم أننا نؤذى وننتقد من نحب، وأن هذه هي الطريقة التي يجب أن تُعامل بها الأنثى، وأن هذه الطريقة التي يجب أن تعامل بها أي شخص تحبه كما تحب الأبناء ووالدتهم.
وأنا أرى كثير من المشاكل، أن الأبناء تتعامل مع أمهم بنفس الطريقة التى يعامل بها الأب، وكأن هذه هي الطريقة المحببة المفروضة للتعامل مع الأخرين.
وعلى هذا الأب أن يكون حكيماً في مساعدة الأم في تأدية واجباتها.
الخلاصة
الأب في البيت هو القائد والمنظم والحكيم، ولهذا نجد كثيراً أن الأبناء ينتظرون عودة الأب حتى يخبروه بما حدث في يومهم أو يشتكون له مما حدث فى يومهم، وكذلك الأم دائماً ما تقول عندما يأتي والدكم سأقول له كذا وكذا، سواء كان ما فعله الأبناء بالسلب أو الإيجاب.
فاذا كان الأب على دراية بالتعامل مع الأطفال، كان وجود هذا الأب هو المكافئة التي ينتظرها الأطفال وهو الحماية والسند، أما إذا كان الأب له تصرف واحد فقط وهو الغضب والانفعال، سوف تتمثل هذه الأشياء جميعها في دماغ الأطفال، مما يجعل وجود الأب في المنزل هو مجرد عقاب.
على عكس الأم فإن وجودها يتميز بأنها تتواجد مع الطفل أكثر وقت ممكن من حياتها، أما الأب فوجوده يتمثل بماذا يفعل في الوقت الذي يقضيه مع الأبناء.
ليس مهما وجود الأب مع الأبناء فترة طويلة، على قدر ما هو مهم ماذا يفعل في هذا الوقت؟
قد يجلس معهم ساعة في اليوم، ولكن هذه الساعة تكون بمثابه 24 ساعة، هذه الساعة التي يتعلم فيها الأولاد كل شيء، هذه الساعة هي التي تعتمد على الاحتواء وغير ذلك.
هل مسؤوليه الأب تعتمد على الإنفاق فقط؟
عفواً هذه مسؤوليته كرجل.
الرجل كما هو معروف مسؤول عن الإنفاق على من هو مسؤول عنهم.
الإنفاق على أبنائه هي مسؤوليات كل رجل، ولهذا فليس من المعقول، ترديد دائماً كلمة أن الأب مسؤول عن الإنفاق والأم مسؤولة عن التربية.
اقرئي أيضاً: السر الحقيقي وراء تشابه الأزواج