لماذا يسمع الكثير من الشباب الأغاني اليوم، تحت وجل وخوف شديد من البعد والانحراف الديني؟
ولماذا لا نتوسع قليلا! بالنظر إلى حال الأقوام السالفة حيث كان الالتزام بالغ القمة على عهد الرسول صلى الله عليه وسلم والصحابة والتابعين.
حيث كان الشعر سائدا انذاك.
فهل من الممكن أن نعد الأغاني بنداً من بنود الشعر الذي لايقلل أحد من قدره وشأنه.
الأغاني والشعر
الأغاني هى والشعر سواء إلا أن الفارق بين هذا وذاك الموسيقى وفن الطرب والمعازف، فهل هذا هو سبب نفور البعض منها، إذا ما اعترفنا بمكانة الشعر من جديد.
لاشك أن الكلمات الشعرية أو كلمات الألحان والأغاني أنواع وصور شتى، منها ما هو العذب الرقيق ومنها ما هو الغليظ الفاحش.
والألحان كذلك منها ما هو الهادئ المهدئ للنفوس، ومنها ما هو الصاخب المفزع للنفوس
العامل الرئيسي بين هذا وذاك هو تحريك المشاعر وعدمها.
فتحريك المشاعر هو أقسى ما تفزع وتشمئز منه النفس!
لذا كان هو عين ظلم الشخص لنفسه التي بين جنبيه.
والأغاني لاشك أنها من لهو الحديث إلا أننا قد نلجأ اليها أحيانا إذا ما صاحبت النفس الفتور والكل والملل.
ولكن ليس من الحتمي أن تكون هى وسيلة تفريغ الهموم الأولى والأخيرة.
إذ أنها غالبا ما تعيد للسامع شريط الأحزان إليه من جديد.
وياحبذا لو كان القرآن أنيسك في وحشتك وخلوتك وهمك وغمك بل وفي كبتك وفتورك.
فالقرآن يشرق الجانب المضئ في حياة قارئه ويقرر مبدأ الحياة والموت، مما يسهل على الكثير تجاوز الهموم والأحزان التى سرعان ما تنكشف حقيقتها بمجرد تجاوزها بفضل القرآن.
الأغاني ما بين الخيال والواقع
هى كلمات من وحى العواطف والرومانسية، تدخل على القلب فتحرك ما فيه تحت تأثير ألحانها، وتثير بداخله الفتن حيث تدعو لتوجيه قوى الحب لغير الله، أي نحو اتجاه الجنس الاخر بأسلوب غير متناسب مع الفطرة السوية والأخلاق المحمدية.
الأغاني ورأي القرآن
-تكلم القرآن عن الأغاني وجعلها ضربا من اللهو والتعاون على الإثم والعدوان، وأنها قول عبث، وتمت إلى الفن الهابط، الذى قل من ينجو منه هذا الزمان.
-جعل القرآن الاغاني من مزامير الشيطان، كما قال صلى الله عليه وسلم لما رأى جارية تغني عنده في عيد لهم “مزامير الشيطان عند رسول الله”
-جعل القرآن الأغاني من زينة القول.
-يستنبط من فحوى القرآن أن الأغاني ضرب من آفات القلوب وطبع للران على القلب ;”وطبع على قلوبهم فهم لا يفقهون”
الأغاني وتأثيرها على الشباب
إن الأغاني صارت عادة لا نجاة منها لدى الشباب اليوم، لأنها تعبر غالبا عن مشاعر القلوب التي تخفى لدى الجميع ويصعب على البعض البوح بها، وتعد هذه الاغاني كعادة وسيلة ليتعرف كل منا على مشاعره اتجاه نفسه والمحيطين به.
بدائل مقترحة للأغاني
* العلاقات الأسرية
فهى بمثابة طريق مثالي لمعرفة ما تكنه نفسك وما تضمره بلا مجاملة ولا محاباة، إذ أن مرآة الشخص أسرته وأفرادها، فقل من تجد أخ يجامل أخاه أو ينافقه،ولا يرى فيه نفسه.
*البوح للصديق الوفي
وقد نبهنا الشرع إلى أن لا صديق أوفى من الأم، قال صلى الله عليه وسلم “من أحق الناس بحسن صحابتي; قال أمك، قال ثم من ;قال أمك ، قال ثم من; قال أمك، قال ثم من; قال ابوك”
فقل من تجد صديق وفي في حياتك كلها، اللهم ان كان من المشهورين بالصلاح والتقوى، قال تعالي “الأخلاء يومئذ بعضهم لبعضهم عدو إلا المتقين”
*القرآن كبديل للأغاني
ها هو سلاح المؤمن المتين، الذي صعب على المؤمن أن يحظى به إلا بعد عناء وجهاد شديد، فمن ترك القرآن يوما تركه أسبوعا، فالقرآن كتاب عزيز يعلو ولا يعلى عليه.
ظاهرة الأغاني اليوم
إن ظاهرة الأغاني اليوم أخذت شكلا غير شكلها المعتاد، بل كاد أن يتوسع أهل الفن والطرب، لتعديد الألحان ولتشكيل طائفة من الكليبات والشرائط بشكل واسع ومنتشر وإتاحتها لدى الكثير بشكل متاح لدى الاغلبية، وفي هذا إشارة إلى الصراع الشديد لهؤلاء للواقع المؤلم بالطابع الفني لديهم.
وهذا إن دل فسيدل على محاربة الفساد ومحو آثاره هى مهمة كل مواطن بكل ما أوتي من قوة، وياحبذا لو كان بأنجع وأسمى وأصح الطرق نفعا له ولمجتمعه.
اقرأ أيضا: العلاقة بين الصحة النفسية والجسدية