إرادة الله عز وجل هي قوة لا يمكن إنكارها في الإسلام.
إن المفهوم الإسلامي لإرادة الله يعكس الإيمان بأن الله هو العليم القادر، الذي يدير ويوجه كل شيء في الكون وفقًا لمشيئته.
إرادة الله تتجلى في كل جانب من جوانب الحياة
فهى تحكم جميع الأمور الأرضية والسماوية، بحكم أنها نوعان إرادة كونية وهى تلك الخاصة بالأمور القدرية وقواعد وقوانين القدر، مثل خلق الله للكون والسماوات والأرض وسائر الأمور الكونية وكتابته مقادير العباد قبل خلقهم.
وأما النوع الثاني منها فهى الإرادة الشرعية التي هي مقرونة بمحبة الله للعبد، فما اقتضته محبة الله للعبد فقد حتمي الإرادة من قبل الله للعبد، مثل الأوامر الشرعية فهى متوقفة على إرادة الله؛ لأنها شرعت على سبيل المحبة الرب للعبد وإن كانت تتوقف على إرادة العبد أيضا إن فعلها اثيب وإن تركها حوسب.
تعليمات الله وقدره
تعتبر إرادة الله تتجلى من خلال تعاليمه التي هى الأوامر والنواهي الشرعية والتي تتمثل ايضا في قدره الذي قدره لعباده في اللوح المحفوظ، وذلك موجود بشكل جليا أو ضمنا من خلال القرآن الكريم، الذي يُعتبر كلام الله المنزل على النبي محمد صلى الله عليه وسلم.
حيث يتلقى المسلمون من كتابه الكريم وسنة نبيه العطرة – صلى الله عليه وسلم- توجيهات الله وتعاليمه الخاصة بالأخلاق والأعمال والعبادات والحياة اليومية.
ومن خلال قدرة، يؤمن المسلمون بأن الله مسؤول عن تدبير الأحداث في الكون، وأن كل شيء يحدث بمشيئته وإذنه.
الحكمة والرحمة في إرادة الله
إن إرادة الله تتضمن دائرة بين العدل والحكمة، ورغم أن البشر لا يمكنهم دائمًا فهم حكمة الله في الأحداث، فإنهم يعتقدون أنها موجودة وأنها تخدم خطة الله الكبرى.
لذا فإن فهم الحكمة من وراء قضاء الله وقدره المتحتم على عباده هو طريقه الصبر والرضا، فالعيد إذا صير على قضاء الله وقدره واحتسب وفوض أمره لله بقوله “لله ما أخذ ولله ما أعطى” ، من غير جزع ولا سخط أنار الله قلبه واتضحت الحكمه أمام عينيه فيبرد قلبه ويهدأ وتعود إليه صحته من جديد،وذلك لأن الحديث جاء بقول “والصبر ضياء”
وأما العدل فيمكن استنباط العبد بأن فضاء الله عدل من الله على عبده إذا ما حاسب العبد نفسه ووجد من عنده تقصير في جنب الله ومخالفة لوعده ووعيده وللعهد الذي بينه وبين ربه.
التوكل على إرادة الله
من الجدير ذكره أن يتعلم المسلمون أيضًا أهمية التوكل على إرادة الله.
يؤمنون بأن الإيمان والعمل الصالح مهمان لكن في النهاية، فإن النتيجة تعود إلى إرادة الله.
يعتقد المسلمون أنه عليهم بذل الجهود واتخاذ القرارات بحكمة، ولكن في النهاية، يجب عليهم أن يتوكلوا على الله ويقبلهم قضائه وقدره. التوكل على الله يعني الاعتماد الكامل عليه والثقة بأنه سيهدي ويوجه الأمور بالطريقة التي تكون فيها أفضل للفرد.
ارادة الله لا تتعارض مع الاستدراك والعقل
على الرغم من أن المسلمين يؤمنون بقوة إرادة الله، إلا أنهم يؤمنون أيضًا بأهمية استخدام العقل والمنطق في تفسير الأحداث واتخاذ القرارات الحكيمة.
يعتبر العقل والاستدراك جزءًا مهمًا من المنهج الإسلامي، حيث يدعو المسلمون إلى دراسة وفهم العالم من حولهم، والتأمل في آيات الله في الكون والكتاب المقدس، والتشاور والتداول في القضايا المختلفة.
يؤمن المسلمون بأن استخدام العقل هو نعمة من الله يجب استغلالها في سبيل خدمة الحق والخير.
آيات قرآنية عن الإرادة الإلهية
(وَأَنزَلْنَا إِلَيْكَ الْكِتَابَ بِالْحَقِّ مُصَدِّقًا لِّمَا بَيْنَ يَدَيْهِ مِنَ الْكِتَابِ وَمُهَيْمِنًا عَلَيْهِ فَاحْكُم بَيْنَهُم بِمَا أَنزَلَ اللَّـهُ وَلَا تَتَّبِعْ أَهْوَاءَهُمْ عَمَّا جَاءَكَ مِنَ الْحَقِّ لِكُلٍّ جَعَلْنَا مِنكُمْ شِرْعَةً وَمِنْهَاجًا وَلَوْ شَاءَ اللَّـهُ لَجَعَلَكُمْ أُمَّةً وَاحِدَةً وَلَـكِن لِّيَبْلُوَكُمْ فِي مَا آتَاكُمْ فَاسْتَبِقُوا الْخَيْرَاتِ إِلَى اللَّـهِ مَرْجِعُكُمْ جَمِيعًا فَيُنَبِّئُكُم بِمَا كُنتُمْ فِيهِ تَخْتَلِفُونَ)
(وَإِن كانَ كَبُرَ عَلَيكَ إِعراضُهُم فَإِنِ استَطَعتَ أَن تَبتَغِيَ نَفَقًا فِي الأَرضِ أَو سُلَّمًا فِي السَّماءِ فَتَأتِيَهُم بِآيَةٍ وَلَو شاءَ اللَّـهُ لَجَمَعَهُم عَلَى الهُدى فَلا تَكونَنَّ مِنَ الجاهِلينَ)
(قُل فَلِلَّـهِ الحُجَّةُ البالِغَةُ فَلَو شاءَ لَهَداكُم أَجمَعينَ).
(وَلَو شاءَ رَبُّكَ لَآمَنَ مَن فِي الأَرضِ كُلُّهُم جَميعًا أَفَأَنتَ تُكرِهُ النّاسَ حَتّى يَكونوا مُؤمِنينَ)
(وَلَو شاءَ رَبُّكَ لَجَعَلَ النّاسَ أُمَّةً واحِدَةً وَلا يَزالونَ مُختَلِفينَ).
(وَلَو أَنَّ قُرآنًا سُيِّرَت بِهِ الجِبالُ أَو قُطِّعَت بِهِ الأَرضُ أَو كُلِّمَ بِهِ المَوتى بَل لِلَّـهِ الأَمرُ جَميعًا أَفَلَم يَيأَسِ الَّذينَ آمَنوا أَن لَو يَشاءُ اللَّـهُ لَهَدَى النّاسَ جَميعًا وَلا يَزالُ الَّذينَ كَفَروا تُصيبُهُم بِما صَنَعوا قارِعَةٌ أَو تَحُلُّ قَريبًا مِن دارِهِم حَتّى يَأتِيَ وَعدُ اللَّـهِ إِنَّ اللَّـهَ لا يُخلِفُ الميعادَ)
(وَعَلَى اللَّـهِ قَصدُ السَّبيلِ وَمِنها جائِرٌ وَلَو شاءَ لَهَداكُم أَجمَعينَ).
(وَلَو شاءَ اللَّـهُ لَجَعَلَكُم أُمَّةً واحِدَةً وَلـكِن يُضِلُّ مَن يَشاءُ وَيَهدي مَن يَشاءُ وَلَتُسأَلُنَّ عَمّا كُنتُم تَعمَلونَ).
(وَلَوْ شِئْنَا لَآتَيْنَا كُلَّ نَفْسٍ هُدَاهَا وَلَـكِنْ حَقَّ الْقَوْلُ مِنِّي لَأَمْلَأَنَّ جَهَنَّمَ مِنَ الْجِنَّةِ وَالنَّاسِ أَجْمَعِينَ).
الاستنتاج
إرادة الله عز وجل هي مفهوم أساسي في الإسلام، وتعكس قوة وحكمة الله في إدارة الكون وتوجيه الأمور.
يعتقد المسلمون بأن إرادة الله تتجلى في تعاليمه وقدره، وأنها تحمل الحكمة والرحمة. على الرغم من ذلك، يشجع الإسلام أيضًا على استخدام العقل والمنطق في فهم العالم واتخاذ القرارات الحكيمة.
يعتبر التوكل على إرادة الله جزءًا هامًا من إيمان المسلم، حيث يتمثل في الاعتماد الكامل على الله والثقة بأنه سيوفق ويهدي الفرد في حياته.
اقرأ أيضا: مقومات الشخصية الاجتماعية
[…] اقرأ أيضا: ارادة الله قوة لا يمكن إنكارها […]