إن الاسرة هي في الحقيقة تمثل مجتمعاً أصغر بالنسبة لمجتمعنا الأكبر، الذي يعد العناية به من أولي متطلبات “الوطن”؛ لأنه يعكس دائماً حقيقه وطننا الحبيب، لذا فيمكن أن نقول أن المجتمع هو وجهة أساسية لوطننا الكبير، الذي هو غايتنا الكبرى وهدفنا الأمثل.
كيف لا!
فهو يمثل وضع بلدنا بين البلدان والأوطان، والذي عليه يقع مدار التنافس والصراع بين بقاع العالم.
إذن فالإهتمام بالأسرة يعني في الحقيقة: الإهتمام بالمجتمع كجزء وبالوطن ككل.
لذا فالأسرة تستحق كامل العناية بها؛ كي نرتقي بالأمة الإسلامية وتصبح من أرقى وأعلى وأسمى الأمم.
لم لا!
فهي مسئولية كل فرد منا إتجاهها.
ولا شك أن العناية بالاسرة بمثابة مشروع، ولا شك أن أي مشروع إذا أريد له بالنجاح، فلابد أن يسبقه تخطيط، والتخطيط لابد له من معرفه تامة ودراية كاملة بالأساسيات التي يبنى عليها المشروع والتي تتمثل في :-
أطراف الأسره الثلاثة الأب، والأم، والأولاد.
ثم السقف الذي يجمعهم ويحويهم ويحميهم من أي خطر: ألا وهو الترابط الأسري، والذي سنتكلم عنه بالتفصيل في موضوعنا.
ليس هذا فحسب.
بل يتوقف مشروع تكوين الاسرة أيضا على تهيئة مايلزم لإتمامه، وجعله صالحاً مدى الحياة، وثابتا أمام أي مثبطات.
وهذه الخطوة لابد لتحقيقها من:- عرض لبعض الثقافات التي ينبغي أن تنشأ الاسرة تحت ظلها وفي كنفها:-
وهي ثقافات عدة كثقافة الشورى، وثقافة العفة، وثقافة المصارحة، وأخرى كثيرة.
وفي النهاية :-فلابد للإطمئنان على سلامة الاسرة من التنبؤ أو إكتشاف بعض الأخطاء أو المخاطر التي قد تتعرض لها، ومن ثم معالجتها؛ سعيا لضمان أسره متماسكة قوية.
مفهوم الأسرة
مفهوم الاسرة لغة:
تُعرَّف الأسرة في اللغة على ثلاثة أوجه: فكلمة الأُسرة تعني أهل الرّجل وعشيرته، وهي هُنا تدل على أفراد الأسرة، كما تُعرَّف بأنها الدِّرع الحصينة.
ومفهوم الأُسْرة :يُطلق على الجماعة التي يربطها أَمْر مُشْترَك، إذ توجد روابط تجمع أفراد الأسرة الواحدة.
أما جمعها فهو أُسَر.
مفهوم الأسرة اصطلاحا /تعرف الأسرة بأنها رابطة إجتماعيّة تجمع بين شخصين أو أكثر بروابط القرابة، أو الزواج، أو التبني.
وهي تبدأ بالزواج ثمَّ إنجاب الأطفال أو تبنّيهم، وفيها يهتم الأبوان برعاية أطفالهما وتوفير حاجاتهم المختلفة.
أهمية وقيمة الأسرة
الأسرة هي اللبنة الأساسية في المجتمع، والتي بصلاحها يصلح المجتمع، وبفسادها يفسد المجتمع، ومع ذلك فهي تعد مجتمعاً صغيراً بالنسبه للفرد، والذي متى تمكن من النجاح فيه إستطاع أن يعبر إلى مجتمعه الخارجي بكل سهولة، وبكل شجاعه واستبسال.
إذن لماذا وضع الأسلام منهجا للتعامل داخل الأسر؟
لأن الأسرة هي مصدر تنمية الفرد خاصه والمجتمع عامة، لذلك كان لابد من وضع ضوابط شرعية لتكوينها، وتشريع بعض المبادئ والأحكام لإستمرارها؛ حماية لها من المخاطر التي قد تتعرض لها داخلياً وخارجياً.
وإليك بعض القواعد والضوابط التي وضعها الإسلام لتكوين الأسرة واستمرارها بل ولإزدهارها.
١-قوامة الرجل على المرأة: بمعني أن الرجل له بعض الأفضلية على المرأة؛ لما اختصه الله بصفات جبلية في خلقته وتكوينه دون المرأه : كقوة العقل، والحكمة، وحسن التصرف.
وبالتالي فإن من الواجب على الرجل أن يكون هو المتكفل بإشباع حاجات أسرته المادية وليست العاطفية فهذه مسئولية المرأة وذاك مسئولية الرجل.
ومن هنا ننتقل إلي الأمر التاني.
٢-كون المرأة كائن عاطفي وفقا لطبيعه خلقتها: فهذا أمر يسمح لها بأن تكون مسئولة عن إشباع حاجة زوجها وأسرتها العاطفية والنفسية، والتكييف مع كافة الظروف التي قد تمر بها الأسرة. وبهذا تكون قد حققت جزءا كبيرا من السلام النفسي والإستقرار داخل الأسرة.
الترابط الأسري
كيف يتحقق الترابط الأسري؟
الترابط الأسري لا يتحقق إلا إذا كان هناك ما يسمى بالإنتماء الأسري، الذي يتحقق عندما يشعر الفرد بأهمية الأسرة بالنسبة له والتي ذكرناه سابقا. فإذا تحقق الإنتماء، تجد أنه من اللازم ولابد أن يتحقق الترابط الأسري، الذي يدفع كل فرد من أفراد الأسرة ضريبته وثمنه:
” ألا وهو تحمل كل مسئوليته”
-فتجد مسئولية الأب متمثلة في: القيام بمتطلبات البيت المادية.
-ومسؤولية الأم متمثلة في: القيام بمتطلبات البيت المنزلية والعاطفية.
والتي تشمل: الدعم، والتوجيه، والتربية، وزرع القيم والمبادئ، والحوار مع أبنائها، وحل مشاكلهم.
كما أن للأبناء أيضا دور ومسؤولية؛ لأنهم جزءا من الأسرة؛ لذا فلابد من قيامهم بالمسئولية الواجب عليهم اتجاه والديهم.
-ومسئولية الأبناء تختلف من واحد لآخر:-
فعلى حسب مواهب وقدرات الإبن تقوم الأم بتعزيزها وتوظيفها في المكان المناسب، ووضع الهدف الذي تتطلبه تلك المواهب والقدرات لدي الابن، ثم في النهاية يطالب الإبن به، وكأنها هي من تدير له حياته وتخططها له، بناء على حقيقته التي قد لا يلمسها هو، وهو في مرحلة صغيرة من العمر؛ لأنه منذ أن تظهر المواهب وتكتشف تجده غير مقدرا لها؛ لأنه لا يعرف كيف يوظفها توظيفا سليما، ولا يعرف قيمتها جيدا، لأنه ليس على دراية كافية بمستقبله، ولا يدري عواقب وثمار تلك الموهبة إذا ما وظفها بشكل مناسب أم لم يوظفها.
ثقافة المصارحة
إن ثقافة المصارحة صارت نقطة ضعف الأسرة بأكملها في عصرنا الحالي، في عصر كثر فيه التواصل الإجتماعي عبر الشبكات الإلكترونيه:
فترى الواحد منا لديه علاقات على الشبكات الإلكترونية أكثر بكثير من علاقاته على أرض الواقع، وتجده بشكل لا إرادي يعرض مشاكله وأفكاره علي تلك الشبكات؛ بحثا لها عن حل، فيقع الفرد تحت وطأة الأفكار والمعلومات غير الصادقة، وخصوصا إن كان قليل الخبرة بالواقع وبالحياة.
ولعل السبب من وراء ذلك هو : إنشغال الآباء والأمهات عن أبناءهم بدافع تكوين مستقبل لهن، وفي الوقت ذاته تجدهم في غفلة بأحوال أبنائهم النفسية والإجتماعية.
فتفاجئ الأم بعد سنين أن البنت علي علاقة بشاب منذ زمن، ويفاجئ الأب أن الإبن يمارس عادة سيئة من تلك العادات السيئة المنتشرة في وقتنا الحالي، فيحاولوا بشكل أو بآخر منعهن والوقوف أمامهم.
ولكن للأسف!
هذا لن يجدي أبداً.
فقد فات الأوان، فتصاب الأسرة بإنتكاسة لم تكن في الحسبان، ومن هنا نأتي بالحل، بعد أن ذكرنا السبب وعواقبة الجسيمة: ألا وهو “ثقافه المصارحة”
إن كثيرا من الآباء والأمهات يصدون أبناءهم وبناتهم إذا ما تجرأ الإبن أو البنت على مصارحة أحد والديهم بأمر من أمورهم، فيصاب الإبن أو البنت بخيبة أمل شديدة، فتراهم يلجأون إلي مصارحة من لا يستحق بأحوالهم ؛دفاعا عن أنفسهم وإشباعا لعواطفهم، ومن هنا يقع الخلل والضياع الأسري.
علاوة على أن البعض من الأمهات والآباء يعتقدون أن هذا الأمر بالسهل الهين:
بمعنى إذا لم يصارح الإبن أباه أو البنت أمها فهذا يعني أنهم في حالة جيدة وليسوا في إحتياج لمثل هذا الأمر، فهذا هو الجهل الأكبر، ومن هنا نشير إلي أن المصارحة في بيوتنا ليس امر سهل، بل على الآباء والأمهات أن يجدون مفتاحا لهذا الأدب، وأن يدفعوا ثمن هذه الثقافة بأن يسعي الأب أو الأم ببذل أقصى جهد ممكن؛ كي يتمكنوا من الوصول بأبناءهم إلى مثل هذه الثقافة، وأن يعلموا أن المصارحة تأتي أولا من الآباء والأمهات لا من الأبناء، فبالتالي يستطيعون أن يضمنوا جيلا قويا قادرا على تحمل المسئولية وتحمل أعباء الحياة فتتحقق الرسالة التي خلق كل فرد منا من أجلها.
ثقافة الشورى
بعض الأزواج يصابون بالتسلط والتعصب لأفكارهم ولآرائهم: فتراهم لا يقتنعون إلا برأي أنفسهم، مما يدفعهم هذا إلى إنعدام ثقافة الشوري عندهم.
فثقافة الشورى في الأساس:
تفتح لهم الكثير من الأبواب المغلقة، والتي قد تسهل عليهم، أخذ الكثير من القرارات التي لطالما صدرت عن عمى وإنفراد لصارت قرارات خاطئة وترتب عليها الكثير من المخاطر والخسائر.
لا أعني أن شريك الحياة يعتمد إعتماد كلي على زوجته وشريكة حياته ويسلم لها كل أموره أو العكس!
بل علينا أن نعلم أننا بشر نصيب ونخطأ.
فليس من المنطق أن يكون الفرد منا قادر على العيش بمفرده من غير إحتياج لغيره.
وإن قلنا “الاحتياج” فلنقول إحتياج الزوج لزوجته والزوجة لزوجها والأبناء لوالديهم؛ لأننا نعلم أننا نعيش في زمن قل فيه الحب وكثرت فيه العداوة والحقد، فلا داعي من طرق أبوابا قد لا تفتح إلا لشر.
أعني من هذا :أن الفرد منا عندما يتشاور مع أسرته فهذا لا يعني أنه غير قادر على التفكير بمفرده واتخاذ قراره بنفسه، أو أن الآخرين هم المسئولين عن اتخاذ قراره، فيعمتد اعتماد كلي على الآخرين، بل إن التشاور يفتح بابا من أبواب الخير، فهو لا يأتي إلا بخير، فما ندم من استشار.
ولعل الحكمه من وراء ذلك :
أن بالتشاور يستطيع الفرد أن يتعرف على أفكاره وما يدور في ذهنه بشكل ملموس، مما يدفعه إلى تقييمها تقييما سليما، بدلامن التفكير داخل عقله، فلا يستطيع تمييز خطؤها من صوابها.
وكذلك عندما يحاور الزوج أسرته يستطيع أن يتعرف على طبيعه تفكير كل فرد من أفرادها، وقد يساعده ذلك على التعامل مع كل فرد التعامل اللائق به والمناسب له دون غيره.
وبإختصار: فإن الفرد إذا اعتمد على غيره إعتمادا كليا في كل أموره؛ فإنه بذلك يكون مغيب العقل ينساق وراء ما يسمعه لا وراء ما بناسبه، وكذلك إذا أعتمد على نفسه بالكلية لا يقبل الرأي والرأي الاخر، فإن هذا يجعله فريسه للعناد التي هي من سمات الكافرين، والتي ذمها الله في كتابه حيث قال “واتبعوا كل جبار عنيد”
ثقافة العفة
إن ثقافة العفة يجهلها الكثير من الآباء والأمهات، إلا أنها من أهم وأخطر الثقافات التي يؤثر وجودها وإنعدامها على الأبناء إيجابا وسلبا.
فمثلا: إن الأبناء وهم في مرحلة متقدمة من العمر تجدهم في حاجة إلى ضبط غرائزهم الجنسية أكثر وأكثر؛ كي تمنع من التهيج والإثاره والنمو بشكل منحرف وغير سليم.
فالآباء والأمهات في حاجه لنشر الوعي بين أبنائهم؛ حتى لا تنزلق أقدامهم فيقعن في بحر الشهوات فيغرقن فيه، فينشأ الشاب مشوها والفتاة مضطربة.
وإليكم بعض الطرق والأساليب التي يراعي تطبيقها من قبل الآباء والأمهات داخل الاسرة:-
التفريق بين الأبناء في المضجع أو الفراش
لأن في حاله عدم التفريق بين الأبناء في الفراش تكثر الدواعي والمؤثرات الجنسيه عند الطفل أو المراهق، مما يجعله أكثر معاناة وإضطرابا نفسيا، فتصبح الأسره أقل تماسكا.
منع الأبناء من الدخول علي الآباء والأمهات بغير إستئذان
خصوصا في أوقات الراحه:- كقبل الفجر، ووقت الظهيرة، وبعد العشاء؛ لما في ذلك من إحتمالية الإطلاع علي عوراتهم، فيقع النظر علي مالا يحل، والذي يكون سببا في التأثير علي نفسيتهم بالسلب، وفقدان الإحترام والوقار من داخل الأسرة، مما يجعلها أيضا أقل تماسكا.
التحذير من مشاهدة الأفلام والمسلسلات التي يكثر فيها الصور والمشاهد الخليعة
فهي أيضا أولى مؤثرات ومحركات الشهوة الجنسية لدينا جميعا، وخصوصا “الأطفال والمراهقين”، مما يفقد الأسرة توازنها واستقرارها.
أشياء نشاهدها وتحدث كثيرا داخل البيوت
أولا:ما يكون بين الأزواج مثل: الصراع بين الأزواج.
-فبعض الزوجات يصبن بداء الندية التي تدفعهن إلى مقارنة أنفسهم بأزواجهن مقارنة شاملة: في العمل الوظيفي مثلا؛ تجدها تقول: “لماذا لم أحتل منصبا أو مكانا وظيفيا مثل زوجي؟”
وتراها تقول أيضا “لماذا لم أتحل بالعقل الصارم والقرار القاطع مثل الرجال؟ولماذا ليس عندي علاقات كثيرة مثله فأتحرر كما تحرر هو ؟
وفي النهاية :تجد أن مقارنتها هذه فتحت لها بابا من أبواب الشيطان، والتي دفعتها للتملل والإحباط، والتقصير في شئون بيتها؛ لذا تجد البعض عندما يغضب الزوج أو يتعصب تجد الزوجة تغضب وتتعصب أمامه، وتراها تقول: “أنا أدافع عن نفسي” !!
وقد يكون الأمر لا يتطلب ذلك، ولم يحتاج ولن يحل إلا بالقليل من الصمت في مثل هذه المواقف، وإلتماس العذر لمثل هذا الزوج :-كأن تقول الزوجة:إن ضغوطات الحياه كثيرة والعمل أكثر.
ثانيا: ما يكون بين الأبناء مثل :
الصراع بين الأبناء.
تجد في هذا الزمان أن الغيرة قد انتشرت كثيرا بين الأبناء رغم أنهم يعيشون تحت سقف واحد وفي بيت واحد، وكأن التنافس الذي يكون بينهم تجاوز حده حتى أخذ شكلا غير شكله، مما يدفعهم هذا الحقد أحيانآ إلي الإنتقام!
نعم الإنتقام المناسب للبيئة وللأسرة المحيطه بهم.
كما حصل مع أخوة يوسف تماما.
التعامل مع الأخطاء في المنزل
إن كثير من الآباء والأمهات اليوم يقابلون الخطأ الصادر من أحد الأبناء بالنقد.
وأي نقد!
إنه النقد الهدام :-الذي يقلل من قيمة أبناءهم، ويفقد ثقتهم بأنفسهم، والذي يعطي للخطأ حجما أكبر من حجمه الطبيعي والمناسب.
وياحبذا!
لو استخدموا أسلوب النقد البناء في التعامل معهم عند الخطأ: حيث يركز الأب أو الأم علي السلوك لا على الشخص، وبأن لا يكثر من اللوم والعتاب، بل هو ينقد تصرف معين لا غير، حيث يقدم أحد الوالدين الحلول والآراء المناسبة حول ما ارتكبه البعض من أخطاء حتى لو كانت إحدى تعليقاته سلبية، فهي تكون بطريقه وديه ليس فيها عناد.
فكل هذا يرفع من الروح المعنويه لدى الأبناء، مما يعينهم علي تصحيح ومعالجه أخطاءهم.
كما أنه مما ينبغي مراعاته من قبل الوالدين :
أن يسعون لتجاهل بعض الأخطاء التي لا تمثل خطأ كبيرا، والتي تعد من الهفوات التي من السهل تجاوزها والإعراض عنها مراعاة لنفسيه الأبناء، ورأفه بهم حتى لا نصل بهم إلى العنت والمشقة والتشدد وجلد الذات.
ومن الأمور التي يجب مراعاتها هو: عدم إعطاء الخطأ حجم اكبر من حجمه الحقيقي، بل من المناسب أن يتم تقدير حجم الخطأ حتى نلجأ إلى استخدام الحلول والآراء المناسبة التي تتناسب مع طبيعة ونوع الخطأ؛ لأنه أحيانا يكون الأمر لا يستدعي ما يفعله أحد الآباء إذا ما أخطئ البعض؛ لأنهم ينظرون للخطأ بالكلية، ولم يستطيعوا التمييز بين صغيره وكبيره،فيقعوا في مستنقع التهمة والتجريح و التقليل من شأن أبناءهم.
فحتى نضمن أسرة متماسكة:- فإن من الواجب أن يكون شعارنا داخل الأسرة هو “العدل بين الأبناء” في الرضا والغضب، واحترام طبيعتهم وقدراتهم ومواهبهم، وتقبل أخطاءهم واستبدالها بالتوجيه والنصيحة، وإلتماس الأعذار إليهم، وتشجيعهم على الوصول لأهدافهم من خلال الدعم المناسب لكل منهم.
أدب الخلاف لضمان أسره متماسكة
لا شك أن الإختلاف أمر قل ما يخلو منه بيت من البيوت، بل المجتمع بأكمله.
-ولعل ذلك راجع إلى: أن الإختلاف هو سنه الله في الكون، ولكن ليس هذا يعني أن يخالف بعضنا بعضا.
-فهناك فرق بين الخلاف والإختلاف :
فالخلاف أمر مذموم، أما الإختلاف فمحمود؛ لأنه وارد ولابد منه بين كل الناس وفي كل المجتمعات؛ ولعل ذلك راجع للخطأ في مفهوم الخلاف والإختلاف ،فالكثير يعتقدوا أن الخلاف والإختلاف واحد، ولكن الأمر علي خلاف ذلك.
فالخلاف يعني: عدم تقبل الرأي الآخر، بل ربما وصل هذا إلي الشجار والصياح، حتي وإن تعارض مع الرأي الشخصي لدى الفرد.
فالتقبل لا يعني القبول، فكوني اتقبل لا يعني أني اقبل وأسلم؛ لذا فنحن في حاجه لأن نتعلم أدب الخلاف.
فأدب الخلاف يعني:-أن أعطي لمن أمامي الحرية في التعبير عن رأيه وأفكاره دون التعارض معها، مع التركيز على نقاط الاتفاق لا نقاط الخلاف.
فبتعليم هذا الأدب: نستطيع تجنب الصراخ والشجار، ونستطيع أن يعرف كل منا أن رأيه قابل للنقاش والحوار؛ لأننا عرضه لأن نخطئ ونصيب.
ولعل الأسباب التي تدفعنا لذلك أيضا: هو صراخ الوالدين أمام الأبناء، وانشغال الآباء عن الأبناء، والغيرة بين الأبناء؛ بسبب التفضيل أحيانا بينهم.
ولكن إذا تعلمنا أدب الخلاف، نستطيع أن نتقبل الرأي الاخر، وأن يكون كلامنا قابل للحوار والمناقشة، وأن نتجنب الصراخ والشجار.
خاتمة
بعد أن تكلمت في موضوعي هذا عن الأسرة ودورها في المجتمع، أريد ان أنبه على أهم وأخطر ما ينبغي التركيز عليه في إطار هذا الموضوع ألا وهو:-
-دور الأسره في المجتمع:- فهي كما ذكرت هي اللبنة الأساسية في المجتمع، والتي بصلاحها يصلح المجتمع وبفسادها يفسد المجتمع.
-المبادئ والأساسيات التي تبنى عليها الأسرة:-
“الرجل أو الزوج”: من حيث كونه هو المسؤول عن الإلتزامات الماديه الخاصة بالأسرة.
“المرأه أو الزوجه”: من حيث كونها هي المسئولة عن الالتزامات الأدبية أو المعنوية الخاصة بالأسرة.
“الأولاد أو الأبناء”: من حيث كونهم هم الهدف المراد تنفيذه.
-الترابط الأسري :وهو يعني التكاتف الكامل من قبل جميع أفراد الأسرة من أجل تكوين وحده اقتصادية واجتماعية واحدة
وذلك يتمثل في:
قيام كل بمسئوليته علي أكمل وجه، لا سيما الوالدين فقط بل إن المسئولية تشمل وتضم الأبناء أيضا.
-الثقافات الخاصة بالأسرة :وهي عديدة منها :-
“ثقافه الشوري” :وهي تعني تقبل الرأي والرأي الاخر وعدم التعصب للذاتيه أو السخريه من أراء الآخرين، فهي ترمو للوصول بالأسره إلى حالة من الإستقرار والسلام بعيدا عن جو الصراعات أو الإنزواء.
“ثقافه المصارحة” :وهي تعني تكوين علاقة وطيدة قوية بين الأبناء ووالديهم مبنية على الصدق والوضوح التام؛ سعيا وراء تكاتف الأسرة وصمودها أمام أي عدو يتعرض لها بسوء.
-وأخيرا الوصول لأدب الخلاف لضمان أسره متماسكة:
فلابد من التنبيه في هذه النقطه لأمرين مهمين:-
هناك فرق كبير بين الخلاف والإختلاف:-
“فالخلاف” :أمر مذموم ومرفوض وهو يعني عدم تقبل الرأي الآخر.
أما “الإختلاف” :فهو أمر لابد منه، كيف لا!
فإختلافنا رحمه.
“إن من أدب الخلاف” :-
هو التركيز على نقاط الإتفاق بين الطرفين وأن أتغاضى عن أي نقاط يعتريها الخلاف تجنبا لأي صراع أو مشاجرة، بحيث يجعل كل رأي من الآراء محلا للحوار والمناقشة.
-وأخيرا أشكر الله عزوجل الذي اعانني على كتابه هذا المقال، وأرجو منه أن يجعله نافعا وصالحا لكل من يقرأه، راجيا المولى عزوجل أن يجعله في ميزان حسناتي يوم القيامه والحمد لله رب العالمين.
اقرأ أيضاً: ماسك الشاي الأخضر فوائده للشعر والبشرة
[…] اقرأ أيضاً: الدليل الكامل لبناء أسرة قوية وسعيدة […]