موقع يهتم بالمرأة العربية وعواطفها وتحدياتها وأحلامها وشريك حياتها

التسامح في الإسلام

2 246

التسامح في الإسلام، مفهوم التسامح

هو خلق من أخلاق النفس الباطنية، وهو أساس خلق المسامحة، ذلك الخلق الظاهري، وهو يعني قدرة الشخص على نسيان أخطاء غيره والتغافل عنها، بل ومحوها، وهو دليل على الحب الحقيقي بين المتسامح والمخطئ، لذا فيمكن أن نقول “التسامح علامة على صدق المحبة”.

لماذا التسامح والعفو والصفح؟

هل أي ذنب يُغفر؟

هل أي خطأ نسامح فيه؟

هل أي شخص نعفو عنه؟

إن الشخص الأحق بالتسامح في شأنه هو الشخص الصادق الذي لا تعبر أخطاؤه عنه بل تعبر عن فلتاته وزلاته وطابعه الفطري الذي قل من ينجو منه أحد، لأن الإنسان بطبيعته بشر خاطئ، أي هناك بعض الأخطاء الفطرية تصدر من الإنسان لا تعبر عن حقيقته بل تعبر عن زلاته، والتي تصدر غالباً من عقله اللاواعي.

وهذا النوع من الخطأ عفا الله عنه، فما بالك أنت أيها الإنسان، ألم تعفو عنه إذا كان الخالق قد أذن بالعفو عنه، وهو المعنى في حديث “رُفع عن أمتي الخطأ والنسيان وما استكرهوا عليه”.

التسامح في الإسلام

ضابط التسامح

  1. المعرفة الحقيقية بالشخص: هل هذا الخطأ من عادته أم لا؟
  2. كون الخطأ جبليًا أو فطريًا بمعنى “يكثر الوقوع فيه من قبل الشخص والفرد”.
  3. أن يكون الخطأ ليس معتادًا بل يصدر غالبًا عن خطأ أو سهو أو نسيان.

التسامح مفتاح التغيير

إن هذا النوع من الأخطاء التي تكون محل التسامح والعفو، والتي نسميها بالأخطاء الجبلية، مفتاح تغييرها هو تدريب النفس البشرية ومجاهدتها على الترك، وهذا لن يتم بدون التسامح، لذا فيمكن أن نقول “من لا يتعلم خلق التسامح لن يتغير”.

من يستحق التسامح ومن لا يستحق

إن من يستحق التسامح هو من تكرر خطأه مرة أو اثنتين أو ثلاث مرات معدودة وكان بشكل معدود، ولم يكن من يعهد عنه هذا الخلق ولم يكن من طبعه أو من سماته، بخلاف من يتعمد الإساءة فهذا لا يجوز العفو عنه، إذ العفو والصفح عنه من قبيل معاونة أخيك على ظلمك، ومساعدتك لأخيك على الظلم إفساد في الأرض.

ضريبة التسامح

 

إن المخطئ الذي نحن بصدد الحديث عنه لن يعفى عنه ونتسامح في حقه حتى يذوق من الألم بقدر ما نال من اللذة التي نالها من وراء خطؤه؛ لأن للمعصية لذة إلا أنها لذة محرمة فانية قصيرة.

وصدق الله حين قال “وجزاء سيئة سيئة مثلها”

 

آيات قرآنية عن التسامح

“فمن عفا وأصلح فأجره على الله”

“وسارعوا الى مغفرة من ربكم وجنة عرضها السموات والأرض أعدت للمتقين (.) الذين ينفقون في السراء والضراء والكاظمين الغيظ والعافين عن الناس(.) ”

“وأن تعفو أقرب للتقوى ولا تنسوا الفضل بينكم”

” وإن تعفو وتصفحوا وتغفروا فإن الله غفور رحيم”

أحاديث نبوية عن التسامح

قال رسول الله -صلّى الله عليه وسلّم-: (ما نَقَصَتْ صَدَقةٌ مِن مالٍ، وما زادَ اللَّهُ عَبْدًا بعَفْوٍ إلَّا عِزًّا، وما تَواضَعَ أحَدٌ للَّهِ إلَّا رَفَعَهُ اللَّهُ).

جاءرجلٌ إلى النبيِّ -صلّى الله عليه وسلّم-، فقال: (يا رسولَ اللهِ، كم نعفو عن الخادمِ؟ فصمَتَ، ثم أعادَ عليه الكلامَ، فصَمَتَ، فلما كان في الثالثةِ قال: اعفُوا عنه في كل يومٍ سبعين مرةً).

قال رسول الله -صلّى الله عليه وسلّم-: (ثلاثٌ والذي نفسي بيدِه إنْ كُنتُ لحالفًا عليهنَّ: لا ينقصُ مالٌ من صدقةٍ فتصدقوا ولا يعفو عبدٌ عن مظلمةٍ إلا زاده اللهُ بها عزًّا يومَ القيامةِ ولا يفتحُ عبدٌ بابَ مسألةٍ إلا فتح اللهُ عليه بابَ فقرٍ).

اقرأ أيضا: كيف تتغير الحياة الزوجية مع تقدم العمر؟

2 تعليقات
  1. […] حسن الخلق والتقوى عنصران متكاملان في تشكيل شخصية العبد المسلم. […]

  2. […] اقرأ أيضا: التسامح في الإسلام […]

اترك رد

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني.