موقع يهتم بالمرأة العربية وعواطفها وتحدياتها وأحلامها وشريك حياتها

ظاهرة التسرب من المدارس

2 268

التسرب من المدارس، كم من المرات رددنا سويا: “قم للمعلم وفه التبجيلا… كاد المعلم أن يكون رسولا”! هل كان ذلك في الماضي فقط! أليس المعلم هو هو في كل زمان ومكان! ماذا حصل للتعليم والعلم والتعلم؟ ماذا حصل للمدرسين والطلاب؟ ماذا حصل للمدراء والأهالي؟ 

التسرب من المدارس

على من نضع لوم التسرب من المدارس؟ وهل يجب أن نضع اللوم على أحد أو جهة ما؟ من المسؤول، الأول والأخير عن هذه الظاهرة؟ وزارة التربية والتعليم… المعلمون… الأهالي… المناهج… الكورونا… القائمة تطول.

ليس الموضوع بهذه البساطة كما يبدو.. بداية دعوني أخبركم عن سبب كتابة مقالي هذا، بينما كنت خارج المنزل هذا الصباح، وجدت طالبا في الخامسة عشرة من عمره أو يزيد سنة، “يتسكع” في الشوارع، حاملا حقيبته بلا مبالاة أو خوف أو تردد، وبعد ذلك جلس على أحد المقاعد في الشارع العام واستغرق في النوم. 

كم من طالب مثله في مختلف أرجاء المملكة! أين مدير المدرسة؟ أين الطابور الصباحي؟ أين دفتر الحضور والغياب المغيب؟

للأسف ماهذه الا شكليات تظهر فقط عند زيارة أحد الشخصيات الهامة للمكان. لنبدأ من أصل المشكلة، التسرب من المدارس، عنوان كبير لظاهرة أصبحت جزء لا يتجزأ من مجتمعنا الحالي. قبل أن نحاسب الطالب والإدارة والأهل، علينا بمحاسبة المدرس، لو كان المدرس مهتما بطلابه وبمصلحتهم ولا ينظر لوظيفته على أنها مكسب عيش فقط، لما وصلنا لهذه النقطة.

لا أكتب هذا المقال وأنا بعيد عن العملية التعليمية التعلمية، فلقد عشت تجربة التدريس لسنوات طويلة من حياتي إلا أن تفرغت للكتابة والاستشارة التربوية، فأنا على علم ودراية لما يحدث خلف كواليس المدارس، أعلم من هو المعلم المخلص المتفاني لعمله وطلابه ومن هو المعلم الكسول غير المبالي.

في الآونة الأخيرة اهتممنا فقط في بيداغوجيا وأساليب التعليم والتدريس ونسينا أو تناسينا أهم شيء: الإدارة الصفية المظلة التي تندرج تحتها عناوين كثيرة… من منا مهتم بتطوير نفسه لجذب طلابه وجعل حصته ممتعة؟

الجواب ببساطة: القليل القليل

من مهتم بتحفيز طلابه وعمل بروفايل خاص لكل طالب لمتابعته أكاديميا واجتماعيا ونفسيا. أثرت فترة الكورونا والتعليم عن بعد على طلابنا وعلينا بشكل كبير وملحوظ، لذلك يحتاج التعليم ما بعد الكورونا إلى إعادة جدولة من كافة النواحي. يجب أن نتذكر جليا أننا نتعامل مع جيل “ذكي” يستعم ويطوع التكنولوجيا كجزء أساسي من حياته سواء من خلال الهاتف المحمول، اللاب توب وغيرها من الأجهزة.

ومما زاد الطين بلة، الذكاء الاصطناعي.. نحن بحاجة لمدرسين “أذكياء” أي يتعاملون بلغة العصر، التكنولوجيا الحديثة بشكل ماهر. لا مكان للمدرس التقليدي والحصة التقليدية المملة غير المحفزة للطلاب.

إذا لنبدأ بتطوير البنية التحتية لمدارسنا ولننسى الأدوات وبيداغوجيا التعلم والتعليم البالية لكي يبقى طلابنا داخل أسوار المدرسة وليس خارجها، لنواكب العصر ولا نكون في الخلف نركض ولا نستطيع اللحاق.

لنجلس.. نتأمل.. نفكر وننفذ!

اقرأ أيضا: كل ما تريد أن تعرفه عن التمويل العقاري؟

2 تعليقات
  1. […] اقرأ أيضا: ظاهرة التسرب من المدارس […]

  2. […] اقرأ أيضا: التسرب من المدارس […]

اترك رد

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني.