طرق الدفاع عن النفس
إن الدفاع عن النفس سمة أخلاقية كبرى، قل من يقدرها أو يثير الحديث عنها، إذ أن الأمر لا يتطلب سوى نشر ثقافة الدفاع عن النفس ضد أي تنمر أو اعتداء أو مهاجمة قد يتعرض لها الفرد من قبل أفراد مجتمعه.
ومن أحد مقومات الدفاع عن النفس هو التحلي بعدة من الأخلاقيات التي قد توحي بمدى جرأة صاحبها وشجاعته، بل وتطاوله أحيانًا على من تطاول عليه. ومن هذه الأخلاقيات خلق التمرد على وضع غير مرضي أو غير لائق أو غير مناسب للإنسانية.
ولا تحسبن الأمر بالسهل الهين، بل إن التنمر هو أحد المؤثرات الدافعة للدفاع عن النفس. وربما لا يتطلب الأمر سوى شيئًا من التمرد ومقابلة الإساءة بمثلها. فهذا ما دل عليه الشرع بل ودعانا إليه، وصدق الله حين قال “وَمَنْ اعْتَدَىٰ عَلَيْكُمْ فَاعْتَدُوا عَلَيْهِ بِمِثْلِ مَا اعْتَدَىٰ عَلَيْكُمْ”.
نعم، العفو والصفح مطالب بهما، إلا أن مواضع الصفح والمغفرة غير مواضع الدفاع عن النفس. لكن متى يكون الدفاع عن النفس؟ وفي أي المواضع؟
إن الدفاع عن النفس يكون في حالة إذا تعرض الشخص لضرر مادي من إيذاء جسدي أو انتهاك لحرمة المال من سرقة أو حرابة كما هو معهود من حال قطاع الطرق، أو في حالة إذا كان الضرر أدبي من انتهاك لحرمة النفس أو من سب أو قذف أو شتيمة.
لمتابعة قناة الموقع على الواتساب اضغط هنا
التمرد وسيلة دفاع عن النفس
إن التمرد لخلق مذموم في العادة، إلا أن الشخص في حاجة للتمرد على الوضع المؤلم غير المرضي بغية تغييره. فالتمرد خلق يحتاج إلى توظيف سليم كباقي الأخلاق، بمعنى أن المواقف والظروف هي التي تحدد استخدام المبدأ بالإيجاب أو بالسلب.
ولا تدري، لعل التمرد على وضع فيه التعدي على النفس أو العرض أو المال أمر محمود وفي غاية الأهمية: فالتمرد يدل على مدي كرامة صاحبه بدفاعه عن نفسه وأخذ حقه المشروع. فالله قال في القرآن “لا يُحِبُّ اللَّهُ الْجَهْرَ بِالسُّوءِ مِنَ الْقَوْلِ إِلَّا مَنْ ظُلِمَ”، فالله شرع الدفاع عن النفس في القرآن ودعانا إليه ولو كان الدفاع يتطلب شيئًا من المجاهرة بالسوء، فهذا إن دل فسيدل على مدى تكريم الله للإنسان وتقريره على صيانة حرمته.
أدلة مشروعية الدفاع عن النفس
- قال تعالى: “وَلِمَنِ انتَصَرَ بَعْدَ ظُلْمِهِ فَأُولَٰئِكَ مَا عَلَيْهِم مِّن سَبِيلٍ”.
- قال تعالى: “لا يُحِبُّ اللَّهُ الْجَهْرَ بِالسُّوءِ مِنَ الْقَوْلِ إِلَّا مَن ظُلِمَ”.
- قال تعالى: “فَمَنِ اعْتَدَىٰ عَلَيْكُمْ فَاعْتَدُوا عَلَيْهِ بِمِثْلِ مَا اعْتَدَىٰ عَلَيْكُمْ”.
- قال صلى الله عليه وسلم: “إِنَّ دِمَاءَكُمْ وَأَمْوَالَكُمْ وَأَعْرَاضَكُمْ حَرَامٌ عَلَيْكُمْ كَحُرْمَةِ يَوْمِكُمْ هَذَا فِي بَلَدِكُمْ هَذَا فِي شَهْرِكُمْ هَذَا”.
- قال صلى الله عليه وسلم: “كُلُّ الْمُسْلِمِ عَلَى الْمُسْلِمِ حَرَامٌ دَمُهُ وَمَالُهُ وَعِرْضُهُ”.
ضوابط الدفاع عن النفس
- أن يكون الضرر الناجم عن الاعتداء مساوٍ للضرر الناجم عن الدفاع عنه.
- أن يكون الضرر فيه تضييع لمصلحة دنيوية أو أخروية للمتضرر، بخلاف الضرر اليسير فلا بأس به والعفو في هذا الموضع أفضل.
- أن يكون الضرر أدبيًا أو ماديًا فقط بخلاف أي نوع آخر من الضرر كالضرر النفسي، فالحديث عن الدفاع عن الذات ليس بصدده.
الخلاصة
- الضرر المتطلب للدفاع عن النفس له ضوابط وشروط كما سبق.
- المجاهرة بالسوء مشروعة في حالة الدفاع عن النفس.
- صور الدفاع تتعدد كالتالي: الدفاع عن النفس والدفاع عن العرض والدفاع عن المال.
اقرأ أيضا: الأموال في الفقه الإسلامي
[…] اقرأ أيضا: أهمية الدفاع عن النفس […]
[…] اقرأ أيضا: أهمية الدفاع عن النفس […]