إن الدوافع التي تقف وراء كتابة السيرة الذاتية لا يمكن التوصل إليها بسهولة، ولا يمكن أن يتم إرجاع هذه الدوافع إلى دينية أو سياسية أو اقتصادية أو اجتماعية، لأن مثل هذا الإجراء يفرغ السيرة الذاتية من محتواها الحقيقي كعمل إبداعي، ويقتصر على الدوافع المذكورة في الكتابة.
ومع ذلك، لا يمكن أن تكون الدوافع المذكورة هي العماد الذي تستند إليه السيرة الذاتية.
وتتنوع الأسباب التي تدفع الكتاب إلى كتابة سيرتهم الذاتية، فهي تعتبر في أغلب الأحيان قولاً حاسماً يتعلق بمسيرة حياة كاملة، أو رداً غير مباشر على آراء جدالية تعرض لها المؤلف في حياته، أو موقفاً تجاه قضايا تخص الوجود أو المجتمع أو السياسة.
اقرأ أيضا: مسجد السيدة عائشة في مصر
السيرة الذاتية
أظهرت دراسة بعنوان “كذبات السيرة الذاتية” على أكثر من 1000 مدير توظيف و 2200 موظف في الولايات المتحدة الأمريكية خلال الفترة من 6 يونيو إلى 16 يونيو 2006، أن هناك كذبات شائعة يُدرجها العاملون في سيرهم الذاتية، وأن 93% من هؤلاء الأشخاص تم تجاهلهم في عملية التوظيف.
وتتضمن هذه الكذبات:
- المسؤوليات الوظيفية بنسبة 38٪
- المهارات بنسبة 18٪
- تواريخ التوظيف بنسبة 12٪
- الدرجات الأكاديمية أو الشهادات بنسبة 10٪
- الشركات أو المؤسسات التي سبق العمل بها بنسبة 7٪
- المسمى الوظيفي بنسبة 5٪.
اقرأ أيضا: جامع الأقمر تحفة فنية تراثية
عيوب السيرة الذاتية
من أكبر العيوب الشائعة في السيرة الذاتية هي كثرة الأخطاء اللغوية وتنوعها، وهذه الأخطاء قد تكون مربكة وخطيرة وتؤدي إلى استنتاجات خاطئة من قبل مسؤول التوظيف، مثل:
- سوء توعية المتقدم بالتعليم.
- عدم اهتمام المتقدم باتقان العمل بشكل عام.
- فشل المتقدم في العمل والتراخي والكسل.
- استهتار المتقدم بالوظيفة وبالجهة التي يتقدم للعمل بها.
وعموماً، يبعث سوء المستوى اللغوي في السيرة الذاتية صورة سلبية عن صاحب السيرة، وخصوصاً إذا كانت الأخطاء اللغوية متنوعة وكثيرة.
اقرأ ايضا: كيف تحقق دخل من كتابتك للمدونات والمواقع؟
من أكثر الأخطاء الشائعة في كتابة السيرة هي:
- الأخطاء الإملائية، مثل عدم الاطلاع على طريقة كتابة الكلمات، مثل كتابة “الإدارة الملية” بدلاً من “الإدارة المالية”.
- الأخطاء النحوية، مثل عدم الاطلاع على قواعد اللغة، مثل كتابة “التعاون مع المتميزون” بدلاً من “التعاون مع المتميزين”.
- الأخطاء الصياغية، مثل جملة “شراء البرمجيات على احتياجات القسم وصيانته دوما”، التي تحتاج إلى إعادة صياغة لتصب جملة مفهومة.
ومن بين هذه الأخطاء الشائعة في العالم هي استخدام عبارة “السيرة الذاتية” في الجزء العلوي من الوثيقة. وهذا الأمر غير مستحسن مهنيًا، لأن الوثيقة تشرح نفسها، فهي سرد واضح للمعلومات الشخصية والعملية، ويكفي وضع الاسم بالأعلى بخط واضح وعريض.
ومن الواضح أن هذه الوثيقة هي “سيرة ذاتية”، وليست شيئًا آخر، لذلك يكفي وضع عنوان بسيط يحمل اسم صاحب السيرة. فعلى سبيل المثال، إذا كان اسم الشخص هو أحمد، يمكن كتابة عن وثيقة السيرة الذاتية باسم “سيرة ذاتية أحمد”.
يوجد في بعض السير الذاتية استخدام زائد لضمير المتكلم، حيث يستخدم الكاتب عبارات من نوع “أنا نفذت برنامج” و”قمت بجهد خاص” و”في إدارتي حدث”، وهذا الأمر غير مستحب على الإطلاق، ويشير إلى النرجسية أو الغرور أو عدم النضج المهني. والأفضل ترك الإنجازات تتحدث عنك دون الحاجة لإبراز دور المتحدث.
يقوم بعض الناس بذكر معلومات سلبية عن أنفسهم بصورة متعمدة، دون أن يدفعهم أحد إلى ذلك.
فتجدهم يذهبون في سيرتهم الذاتية بذكر عيوبهم، مثل عدم الإلمام باللغة أو الخوف من السفر والتنقل أو العمل الميداني، وهذا الأمر يمكن أن يصبح سلبيًا على صورتهم الشخصية.
فالصدق هو أمر أساسي، ولكن يجب تجنب ذكر الأمور السلبية عن حياتنا في سيرتنا الذاتية، حيث يمكن أن ينفر الناس منا. فالناس بطبيعتهم ينفرون من الأشخاص السلبيين. وعلينا أن نكون صادقين، ولكن في سياق آخر غير سيرتنا الذاتية.
وخلاصة القول، لا تكذب ولكن لا تتحدث بصورة سلبية عن نفسك دون.
يحتوي بعض السير الذاتية على اختصارات تشير إلى مصطلحات لأسماء تخصصات، برامج، لغات برمجة، معاهد، وجامعات، مثل IBM وASP.NET وHP وIESLC وMIC.
وقد تكون هذه الاختصارات غير مفهومة لأشخاص خارج مجال تخصصك، مثل مسؤولي التوظيف والموارد البشرية. لذلك، يجب عدم عرضها بصيغتها المختصرة في السيرة الذاتية، بل يجب كتابتها بصيغتها الكاملة، ومن ثم شرح معناها بإيجاز دون الخروج عن مضمون السيرة الذاتية.
ويقصد التنسيق المقصود هنا على ترتيب المعلومات الواردة في السيرة الذاتية بشكل منظم وواضح ومريح وجذاب للعين.
فعندما يكون التسلسل غير مفهوم أو مختل والانسجام غائب، أو عندما يكون السطر بخط عريض ويليه مباشرة سطر بخط عادي أو مائل أو بخط من نوع آخر أو بحجم مختلف، فإن ذلك يسيء لصاحب السيرة الذاتية للغاية.
ولذلك، يجب الحرص على توفير تنسيق موحد وثابت لكامل السيرة الذاتية، والاهتمام بالتفاصيل الدقيقة مثل خط الكتابة وحجم الخط والترتيب المنطقي للمعلومات.
اقرأ أيضا: مدينة الألف مئذنة
الخلاصة
وخلاصة القول، يجب تقديم سيرة ذاتية رسمية ومنظمة وواضحة، واستخدام خط كتابة رسمي وأنيق وسهل القراءة. كما يجب تجنب الاختصارات المفهومة فقط داخل مجال التخصص، وتوفير شرح معناها للأشخاص الذين لا يعملون في هذا المجال. ولا يجب تجاهل أي تفاصيل صغيرة في التنسيق، حيث يمكن أن يساعد ترتيب المعلومات بطريقة منظمة على جذب الانتباه وإظهار المهارات والخبرات بشكل أفضل.
ذكر الشخصيات المرجعية
قد يحاول بعض الأشخاص ذكر العديد من الشخصيات المرجعية – مراجع أو مؤلفين – في سيرتهم الذاتية دون طلب من جهة التوظيف. ومع ذلك، فإن الغالبية العظمى من جهات التوظيف تبحث بنفسها عن أشخاص مستقلين للحصول على معلومات إضافية حول المرشحين. لذلك، لا يجب إدراج العديد من الشخصيات المرجعية في سيرتك الذاتية دون الحاجة إليها.
اقرأ أيضا: قوة الاستغناء
تحديد الراتب الحالي أو المتوقع
على الرغم من أن بعض جهات التوظيف قد تطلب منك ذكر راتبك الحالي أو المتوقع في طلب التوظيف، فإن ذلك غير مستحب. يمكن أن يؤدي ذكر الراتب الحالي أو المتوقع إلى تحريم فرص وظيفية مستقبلية عديدة، ربما بسبب ارتفاع ما تتلقاه أو ما تتوقع تلقيه. يمكن أن يراه بعض الأشخاص على أنه علامة على طموحهم ويتوقعون الحصول على ما يوازي تلك الطموحات، ولكن يمكن أن يفوتوا على أنفسهم فرصة العمل في أماكن جيدة ذات ثقافة تنظيمية متميزة براتب مماثل للحالي أو أقل من المتوقع. لذلك، يجب تجنب ذكر الراتب الحالي أو المتوقع إلاعندما يطلب منك ذلك من جهة التوظيف.
إرفاق الصورة الشخصية
قد يميل بعض الأشخاص إلى إرفاق صورهم الشخصية في سيرتهم الذاتية. ومع ذلك، فإن هذا الأمر غير مطلوب، حيث يمكن أن يتعرض المتقدم للوظيفة إلى الإقصاء بسبب التمييز أو بسبب تقديرات شخصية لشخصية الشخص المقدم للوظيفة.
لذلك، يجب تجنب إرفاق الصورة الشخصية إلا في حالات معينة مثل الوظائف التي تتعلق بالتمثيل أو الاستقبال أو علاقات العملاء أو الإعلان أو العلاقات العامة أو عرض الأزياء.
لذلك، يجب عدم إدراج الصورة الشخصية في سيرتك الذاتية إلا إذا طلبت منك جهة التوظيف ذلك.
اقرأ أيضا: كيف تتعامل مع غضب أبنائك؟