موقع يهتم بالمرأة العربية وعواطفها وتحدياتها وأحلامها وشريك حياتها

العلم وعلاقته بالحسد

0 552

إن الله قد اختصَّ أناسًا بنعمة هي من أجلِّ وأعظم النعم، وهي نعمة العلم، إذ هي كفيلة بتغيير مسار الشخص وجعله شخصًا مختلفًا في القدر والقيمة، ولعظم قدرها جاء الشرع ليبيِّن قيمتها ويقول: “لا حسد إلا في اثنتين”، ومنها العلم، إذ هي محل نظر من حولك، فهي قد تكون نقمةً على صاحبها بعد أن كانت أعلى وأجل النعم، وذلك إذا لم يقدر صاحبها قيمتها وفرط في حقها.

إنها نعمةُ العلم، والعلمُ أمانة.

إن العملَ غايةٌ وليس هدفًا في حدِّ ذاته، فهو يرفعُ صاحبه درجاتٍ إذا كان العلمُ أساسَه، قال تعالى: “يرفع الله الذين آمنوا منكم والذين أوتوا العلم درجات”.

والعملُ هو أساسُ العلم، فلا عملَ بدون علم، والعلمُ بلا عملِ قالَ عنه القرآنُ: “يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا لِمَ تَقُولُونَ مَا لَا تَفْعَلُونَ، كَبُرَ مَقْتًا عِنْدَ اللَّهِ أَنْ تَقُولُوا مَا لَا تَعْلَمُونَ”.

وأما في السنة الشريفة، فقد جاء في الحديث: “إِنَّ هَذَا الصَّنْفَ مِنَ النَّاسِ يَلْجَمُونَ بِلْجَامٍ مِنْ نَارٍ، كَتَمَانًا لَهُمْ لِلْعِلْمِ”.

قال صلى الله عليه وسلم: “مَنْ كَتَمَ عِلْمًا الْجَمَهُ اللَّهُ بِلْجَامٍ مِنْ نَارٍ يَوْمَ الْقِيَامَةِ”.

هل العلم يحسد!

كل ذي نعمة محسود واكبر نعمة يمكن أن يحسد عليها المسلم هى نعمة العلم

قال صلى الله عليه وسلم
;(لا حسد إلا في اثنتين رجل آتاه الله القرآن فهو يتلوه آناء الليل وأطراف النهار ورجل آتاه الله الحكمه – – وهى العلم – فهو يتلو بها ويعلمها)

العلم يرفع قدر صاحبه

ما رفع للانسان قدرا الا بالعلم والمعرفة فهما سبب سيادته في الكون واستخلافه وتمكينه في الأرض، والعلم رسالة الإنسان في الحياة وهو اول ما علم الله اياه لادم ابو البشر.

أثر الحسد على العالم

ان الحسد يقلل من تقدير الشخص لذاته، ويجعل صاحبه وكأنه مغشي على وجهه، ورغم ذلك يرى الحقيقة بقلبه لا يعينه، فكأن عينيه مصابتين بغشاوة أثر تعرضها لحسد قد يكون من نفسها قبل الآخرين.

أثر العباده على صاحب العلم

إن العباده تكمن قيمتها في تحسين العلاقة بين صاحبه وبين سائر علاقاته بكل أنواعها، فلا تقبل العباده ما لم تصلح بينك وبين من حولك، إذ هى كفيلة بطرد هذا الداء وهو داء الحسد الذي ما هو إلا مجرد خيالات تقيد صاحبه ولا تأثير له على صاحبه الا من حيث التقدير والقيمة لا من حيث السعي والحركة.

القراءن دواء والحسد داء

القرآن يعالج كل داء عجز عنه الأطباء، إذ هو قوى عميق التأثير بحروفه قبل كلماته، يعلو ولا يعلى عليه، قوي الإعجاز قادر على اختراق الخلايا والتأثير فيها، ومن إعجاز القرآن في النفس البشرية ;

ما تم اكتشافه من تأثير القرآن على جسم الإنسان كله فيكفينا أن نطالع ما كتبه عبدالدائم الكحيل في بحثه الذي أكد من خلاله أن التجارب تثبت أن الاستماع إلى القرآن له تأثير مذهل، حيث أكد العلماء أن خلايا الدماغ في حالة اهتزاز دائم طيلة فترة حياتها، وتهتز كل خلية بنظام محدد وتتأثر بالخلايا من حولها.

من أولى طرق طرد الحسد ;تبليغ العلم

ان تبليغ العلم بمثابة صدقة على صاحب العلم، حفاظا له على هذه النعمة،وشكرا لله عليها، وحق العلم على صاحبه تبليغه والدعوة اليه، فهو أولى ما يطرد الحسد عن صاحب العلم.

كيف لا!

وقد قبل “صنائع المعروف تقي مصارع السوء “

“والصدقة تطفئ غضب الرب “

“لن تنالوا البر حتى تتفقوا مماتحبون “

أحاديث فضل العلم

(إِذَا مَاتَ الإنْسَانُ انْقَطَعَ عنْه عَمَلُهُ إِلَّا مِن ثَلَاثَةٍ: إِلَّا مِن صَدَقَةٍ جَارِيَةٍ، أَوْ عِلْمٍ يُنْتَفَعُ بِهِ، أَوْ وَلَدٍ صَالِحٍ يَدْعُو له).[٢] قال صلّى الله عليه وسلّم: (سيأتيكُم أقوامٌ يطلبونَ العِلمَ فإذا رأيتُموهم فقولوا لَهُم مَرحبًا مَرحبًا بوصيَّةِ رسولِ اللَّهِ صلَّى اللَّهُ عليهِ وسلَّمَ واقْنوهُم).[٣] (مَن جاءَ مَسجِدي هذا لم يَأتِهِ إلَّا لِخيرٍ يتعلَّمُهُ أو يعلِّمُهُ فَهوَ بمنزلةِ المجاهِدِ في سبيلِ اللَّهِ ومن جاءَ لغيرِ ذلِكَ فَهوَ بمنزلةِ الرَّجُلِ ينظرُ إلى متاعِ غيرِهِ).[٤] عن عبد الله بن مسعود -رضي الله عنه- قال: قال رسول الله صلّى الله عليه وسلّم: (لا حسَدَ إلَّا في اثنتيْنِ: رجلٌ آتاهُ اللهُ مالًا، فسلَّطَهُ على هلَكتِه في الحقِّ، ورجلٌ آتاهُ اللهُ الحِكمةَ، فهوَ يقضِي بِها، ويُعلِّمُها).[٥] (فضلُ العلْمِ أحبُّ إِلَيَّ مِنْ فضلِ العبادَةِ، وخيرُ دينِكُمُ الورَعُ).[٦] عن جابر بن عبدالله -رضي الله عنه- قال: قال رسول الله صلّى الله عليه وسلم: (سلُوا اللهَ علمًا نافعًا، وتَعَوَّذُوا باللهِ منْ علمٍ لا ينفعُ).[٧]

آيات قرآنية عن العلم

(وَما أَرسَلنا مِن قَبلِكَ إِلّا رِجالًا نوحي إِلَيهِم فَاسأَلوا أَهلَ الذِّكرِ إِن كُنتُم لا تَعلَمونَ). “سورة النحل، آية: 43”.
(فَتَعَالَى اللَّهُ الْمَلِكُ الْحَقُّ وَلَا تَعْجَلْ بِالْقُرْآنِ مِنْ قَبْلِ أَنْ يُقْضَى إِلَيْكَ وَحْيُهُ وَقُلْ رَبِّ زِدْنِي عِلْمًا). “سورة طه، آية: 114”.
(هُوَ الَّذِي جَعَلَ الشَّمْسَ ضِيَاءً وَالْقَمَرَ نُورًا وَقَدَّرَهُ مَنَازِلَ لِتَعْلَمُوا عَدَدَ السِّنِينَ وَالْحِسَابَ مَا خَلَقَ اللَّهُ ذَلِكَ إِلَّا بِالْحَقِّ يُفَصِّلُ الْآيَاتِ لِقَوْمٍ يَعْلَمُونَ). “سورة يونس، آية: 5”.
(قَالَ لَهُ مُوسَى هَلْ أَتَّبِعُكَ عَلَى أَنْ تُعَلِّمَنِ مِمَّا عُلِّمْتَ رُشْدًا). “سورة الكهف، آية: 66”.
(وَلَقَدْ آتَيْنَا دَاوُودَ وَسُلَيْمَانَ عِلْمًا وَقَالَا الْحَمْدُ لِلَّهِ الَّذِي فَضَّلَنَا عَلَى كَثِيرٍ مِنْ عِبَادِهِ الْمُؤْمِنِينَ). “سورة النمل، آية: 15”.
(قَالَ الَّذِي عِنْدَهُ عِلْمٌ مِنَ الْكِتَابِ أَنَا آتِيكَ بِهِ قَبْلَ أَنْ يَرْتَدَّ إِلَيْكَ طَرْفُكَ فَلَمَّا رَآهُ مُسْتَقِرًّا عِنْدَهُ قَالَ هَذَا مِنْ فَضْلِ رَبِّي لِيَبْلُوَنِي أَأَشْكُرُ أَمْ أَكْفُرُ وَمَنْ شَكَرَ فَإِنَّمَا يَشْكُرُ لِنَفْسِهِ وَمَنْ كَفَرَ فَإِنَّ رَبِّي غَنِيٌّ كَرِيمٌ). “سورة النمل، آية: 40”.
(وَلَمَّا بَلَغَ أَشُدَّهُ وَاسْتَوَى آتَيْنَاهُ حُكْمًا وَعِلْمًا وَكَذَلِكَ نَجْزِي الْمُحْسِنِينَ). “سورة القصص، آية

الخلاصة

1.كل ذي نعمة محسود، وحق النعمة على صاحبها التصدق بجزء منها.
“لن تنالوا البر حتى تتفقوا مماتحبون “

2.يتمحور الحسد في نعمتين أو ثلاثه كما جاء في الحديث ;المال والقرآن والعلم.

3.العبادة كفيلة بإصلاح ما بينك وبين سائر علاقاتك، شريطة ان تكون في الخفاء وبنية محددة.

4. وفي هذا الموضع يقول الحبيب المصطفى صلى الله عليه وسلم “استعينوا على قضاء حوائجكم بالكتمان “فلا داعي من ان تعدد نعمك مع الآخرين.

اترك رد

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني.