تقول إحدى الأمهات أنها تتعرض للإحراج في مواقف عديدة، لأن طفلها لا يطيع أوامرها وأنه دائم العناد وسرعان ما يغضب، وأنها قد فقدت السيطرة عليه، وتتسائل ماذا تفعل لحل مشكلة العناد عند الاطفال؟
وربما واجهتك أيضًا هذه المشكلة، والآن تتطلعين لحلها.
حسنًا:سأفند لكِ الآن أبعاد وأسباب وعلاج هذه المعضلة بالتفصيل.
العناد عند الاطفال
العناد سمة أساسية في مرحلة الطفولة مادامت في الحد المعقول، ويصير هذا السلوك مشكلة حقيقية إذا تكرر باستمرار وصار سلوكًا عامًا.
ولاتظهر هذه المشكلة قبل السنتين نظرًا لأن طفلك عاجز عن التعبير عن نفسه، إضافة أنك المصدر الوحيد لتلبية رغباته فالبالتالي فكرة التمرد والعناد غير واردة، وإنما تبدأ فيما بين السنتين والثلاث سنوات.
ويظهر العناد في الطفولة لدى الذكور أكثر من الإناث، أما في مرحلة المراهقة فيتساوى مستوى العناد لدى الذكور مثله مثل الإناث.
وقد عرف علماء النفس العناد أنه إضطراب سلوكي شائع في سلوك بعض الأطفال، حيث يرفض الطفل ما يؤمر به ويقابله بالمقاومة والجدال، إضافة إلى الإصرار وعدم التراجع حتى في حالة الإكراه.وقد يحدث لمدة وجيزة أو مرحلة عابرة، أو يكون صفة وسلوك ثابت في شخصية الطفل.
اقرأي أيضاً: كيفية تعزيز ثقة طفلك بنفسه؟
علامات العناد عند الاطفال
هناك علامات كثيرة تدل على أن الطفل عنيد ولا يطيع توجيهات الأسرة، وقد تظهر كل العلامات على الطفل أو بعضها، وهي كالتالي:
- تأخير الطفل في استجابة الأوامر وتسويفها لإشعارٍ آخر.
- الرفض الكامل لأي أمر وعصيانه.
- إصرار الطفل على فعل سلوك غير مقبول من الأسرة.
- دائما يرى الطفل أنه على صواب والباقي على خطأ، ولذلك يرفض تمامًا أن يتنازل عن رأيه.
- ردود فعله دائما مبالغ فيها، ويغضب ويرفض لمجرد الرفض.
- لا يقبل اللوم.
- علاقته سيئة بأقرانه.
أسباب مشكلة العناد عن الاطفال
لكل حدث في الحياة مسبب ما قد دفعه للظهور، وبالتالي للعناد أسباب معروفة، إليكِ أبرزها.
- تعدد السلطات واختلاف أساليب التربية من أحد أهم الأسباب التي تولد العند نظرًا لعدم وضوح وثبات القيم.
- كثرة الخلافات بين الأهل ومقابلتها بالعند والغضب.
- احتياج الطفل للاهتمام. فقلة نصيب طفلك من الرعاية قد يدفعه للعناد كرد فعل منه على إهماله.
- الغيرة من الأخ الأصغر نظرًا لأن الأم تعتمد بشكل كبير على الطفل الأكبر في أداء المهام، أما أخوه فهو مدلل أكثر منه.
- كبت حركة ونشاط الطفل يولد لديه الشعور بالرفض وبالتالي يدفعه إلى العناد كمحاولة منه للشعور ببعض الحرية.
- رغبة الطفل في التعبير عن شخصيته، وشعوره أنه لم يعد صغيرًا وأن لديه رأي آخر ومستقل.
- فضول الطفل ورغبته في إكتساب المعرفة يجعله راغبًا في العناد لاستكشاف رد فعل من حوله.
- عجز الطفل عن أداء بعض المهام، يدفعه أيضًا للعناد
علاج مشكلة العناد عند الاطفال
ويمكننا أن نحد من هذه المشكله عن طريق إتباع الأساليب الآتية
- الحد من أسلوب الأمر واستبداله بالقصص المشوقة فالأطفال يميلون بطبيعتهم لأسلوب للقصص والحكايات، فيمكنك انتهاز هذه الفرصه لايصال أي فكرة لطفلك واجعليه يستنتج بمفرده المغزى منها.
- التركيز على السلوكيات الإيجابية وتعزيزها لتشجيع الطفل على تكرارها.
- المرونة في التعامل مع الطفل فإذا كانت مثلا ملابسه غير متناسقة الألوان فلا تعنفيه، تغافلي عن صغائر الأمور تفاديا للعناد
- إتباع أسلوب محدد في التربية
- عدم تلبية مطلبات الطفل بسهولة لتتفادي محايلاته، حتى لايحدث تعزيز سلبي للعند.
- انتبهي لاحتياجات طفلك جيدًا، فقد يكون العناد صورة من صور الاحتياج.
- إعط لطفلك حرية الإختيار، و خيريه بين أمرين كلاهما مفضل لديكِ، فهذا الأسلوب يعطي انطباع لدى الطفل أنه شخص مهم ولديه رأي مستقل، وهذا مايريده الطفل ممن حوله.
- تجنبي وصف طفلك بأنه عنيد إذا رفض لكِ ماتطلبي وخاصةً أمام الغرباء لأن ذلك يؤكد سلوك العند لدى الطفل و يزيد الأمر سوءًا.
- تعليم الطفل سلوك المشاركة، كمشاركة الطفل ألعابه مع الأصدقاء، فالأخذ والعطاء يساعد في تقليل أنانية الطفل والذي يدفعه أحيانًا للعناد.
- وضع قواعد محددة والإلتزام بها أمر هام جدًا، لأن الطفل العنيد لا يحب المفاجأت.
الخلاصة
لا تنظري لطفلك العنيد على أنه معضلة في المنزل، فالطفل العنيد ليس شخصًا سلبيًا فقط، وإنما له وجهًا آخر إيجابي لابد أن نسلط الضوء عليه.
فهذا الطفل ذكي جدًا، صاحب رأي وطبع قيادي يحب مساعدة الغير، إضافةً أنه شخص يُعتمد عليه إذا أعطيتِ له الفرصة فالعناد سلوك مؤقت و يمكنكِ التحكم فيه والحد منه إذا إتبعتِ الأساليب السابقة.
[…] اقرأي أيضاً: أسباب العناد عند الاطفال […]