موقع يهتم بالمرأة العربية وعواطفها وتحدياتها وأحلامها وشريك حياتها

الغضب: الدليل الكامل للغضب ومفهومه وأنواعه وكيف تسيطر عليه

1 477

إن الغضب يمثل في حد ذاته ثغرة كبيرة لدى شخصية الفرد؛ لأنه أسوأ حالة قد يصل إليها الفرد منا؛ لأنه شعور يوحي بالضعف أحيانا والرغبة في الإنتقام أحيانا أخرى.

حالات الغضب

الغضب المحمود

الحالة الأولى وهو الغضب المحمود، وهو ما كان لله، عندما تنتهك محارمه، وهذا النوع من ثمرات الإيمان، وهذا النوع لابد أن يكون منضبطا بضوابط الشرع، حتى لا يخرجه هذا الغضب عن حد الإعتدال، فيحيد عن الحق، ويقع في الباطل بدافع الغضب لله.

الغضب المذموم

النوع الثاني وهو الغضب المذموم، وهو الذي يحيد به صاحبه عن الحق، كالغضب لحب النفس، ولأجل الشيطان، أو من أجل التشفي وحب الإنتقام، وهذا هو لب موضوعنا، وهو الغضب المذموم، ذلك الداء العضال والمرض الفتاك، والذي يغتال العقل ويصم الآذان، ويعمي الأبصار، ويطمس نور البصيرة، ويحجب الفكر؛ لذا نهى النبي عن أن يحكم أحد وهو غضبان، فقال صلى الله عليه وسلم “لا يحكم أحد بين اثنين وهو غضبان”

مفهوم الغضب

هو شعور قوي يعطي الشخص الرغبة في إيذاء الآخرين، أو هو الشعور بالإنزعاج وعدم الإرتياح؛ بسبب حصول شئ ما.

وهو عبارة عن حالة عاطفية تتراوح في شدتها من الهيجان القليل إلى الغضب الشديد.

دوافع الغضب

 ضعف الثقة بالنفس

إن الغضب  يكون أحيانا إحدى طرق الدفاع عن النفس في حالة ضعف، أو إنعدام الثقة بالنفس.

ولعل العلاقة بين الغضب وعدم الثقة يتمثل في الآتي:-

إن الغضب حالة من ثوران النفس وعدم سيطرة صاحبها عليها تحت ضغط معين، أو في موقف ما.

وأما ضعف الثقة فهو حالة من التزعزع أوعدم الثبات والإستقرار، التي تصيب النفس، التي يعاني منها صاحبها كثيرا، فهى أمر في غاية الخطورة؛ لأنها تكون أقرب ما يصل بصاحبه إلى حالة الغضب؛ لأن الشخص المهزوز من السهل إثارته وثورانه وإشعال نيران الغضب بداخله.

وهذا رد فعل غير سوي؛ لأنه غالبا ما يكون غضبه ناشئا عن عدم تقبله لأمر ما، وخصوصا إذا كان أمرا حقيقيا وصادقا.

فالإنسان بطبيعته يثور من أجل الحق لا من أجل الباطل.

قلة الصبر

إن الغضب شهوة من شهوات النفس البشرية، ونازع من نوازعها، ونحن كبشر مطالبين بمجاهدة النفس، والصبر على شهواتها، وكبت جموحها؛ فالنفس بالنسبة لصاحبها بمثابة الطفل بالنسبة لأمه، تشتهي الكثير والكثير، الصالح والفاسد.

ودور صاحبها هو إشباع حاجتها ولكن بما يتناسب معها ويصلح لها، لأنها تعد عدو لصاحبها، قد تدمره إذا ما انساق وراء كل ما تطلب، فهى في الحقيقة “عدو مصداقي” فعلى الرغم أنها عدو لصاحبها، وتأمره بالسوء، إلا أنها لها قدرة كبيرة على معرفة الصواب من الخطأ، فهى تطمئن للحق وتفزع من الباطل، وهذه أكبر علامة على ذلك.

لم لا؟

وقد قال صلى الله عليه وسلم “البرُّ ما اطمأنتْ إليهِ النفسُ، واطمأنَ إليهِ القلبُ، والإثمُ ما حاكَ في النفسِ وترددَ في الصدرِ، وإن أفتاكَ الناسُ وأفتوكَ”.

الحب الشديد

أحيانا إن الغضب يقوم على الحب، فنحن نشعر بأقصى درجات الغضب في المواقف التي تتضمن أقصى درجات الحب، فنحن كبشر في حاجة إلى الحب كحاجتنا للطعام والشراب، وأثناء سعينا بإشباع هذا الإحتياج نتعرض لجرح المشاعر، مما يصاحب هذا الشعور حالة من الغضب من قبيل الدفاع عن النفس ضد الألم.

فالشعور بالغضب مصاحب للشعور بالحب، فنحن دائما نرغب في حماية من نحبهم من الألم.

وعلى الرغم من أن الغضب هو شعور سلبي، إلا أنه شعور لابد منه، وإذا كان الأمر كذلك، فلابد من التنفيس عنه بطريقة إيجابية لا كبته” خوفا من سخرية الآخرين أو من أن نخسرهم”، كما أنه لا ينبغي التخلص منه بطريقة غير صحية.

وهناك دوافع أخرى منها: الإحباط،العنف، التهديد، الأذى.

لا يحدث الغضب عفوا ً واعتباطا، وإنما ينشأ عن أسباب وبواعث الغضب تجعل الإنسان مرهف الإحساس، سريع التأثر، ولو

تأملنا تلك البواعث، وجدناها مجملة على الوجه التالي:

  1. قد يكون منشأ الغضب انحرافا ً صحيا، كاعتلال الصحة العامة،أو ضعف الجهاز العصبي، مما يسبب سرعة التهيج.
  2. وقد يكون المنشأ نفسيا ً، منبعثا عن الإجهاد العقلي، أو المغالاة في الأنانية، أو الشعور بالإهانة، والإستنقاص، ونحوها من الحالات النفسية، التي سرعان ما تستفز الإنسان، وتستثير غضبه.
  3. وقد يكون المنشأ أخلاقي، كتعود الشراسة، وسرعة التهيج مما يوجب رسوخ عادة الغضب في صاحبه.

عوامل الغضب

إنها هى الأمور التي تلعب في  مستوى الغضب وتؤثر عليه إيجابا أو سلبا.

البيئة

إن البيئة لعامل رئيسي يؤثر على حدة الغضب إيجابا وسلبا.

فمثلا :إن رد فعلك على شخص اصطدم بك في حفلة صاخبة سيكون مختلف تماما عن رد فعلك عن شخص اصطدم بك في قطار أنفاق مزدحم في وقت حار، فربما تعتبره في الحالة الأولى دعابة جانبية، وربما يكون رد فعلك في الحالة الثانية مصحوب بكلمات توبيخ قليلة.

الثقافة

ولعل أثر الثقافة على ظهور الغضب أو عدم ظهوره متمثل في الآتي:-

فمثلا: إن الإستجابات التي تنشأ عن أمر ما كالبطالة مثلا، تختلف من شخص لآخر علي حسب ثقافة كل منهم.

فالمرأة التي تربت في بيئة لا يعمل فيها إلا الرجال، سيكون رد فعلها مختلف تماما عن رد فعل رجل تربى في مجتمع يعاني من البطالة بنسبة ٥٠٪، وسيكون مختلف أيضا عن رد فعل رجل تربى في مجتمع لا يعرف العنف، وسيختلف عن رد فعل شخص متدين يرى أن كل عقبة واضحة لها سبب ومنطق، سيختلف تماما عن رد فعل شخص تربى في أسرة تكون فيها المحن فرصة لإثبات الشجاعة والجدارة.

إنها الثقافة هى التي تلعب في تغيير رد فعل كل شخص عن الآخر.

الحالة الإنفعالية

فرد فعلنا اتجاه المشاكسات ونحن في حالة من السعادة والإيجابية، يختلف تماما عن رد فعلنا ونحن في حالة من الضيق والعصبية.

الصحة الجسدية

فمثلا: إن البائع الذى يعامل شخص ما عصبيا، أو يعاني من الإنفلونزا، معاملة سيئة وبدون قصد، لابد أن يتوقع منه ثورة الغضب، ونفس هذه المعاملة قد تلقى استجابة مختلفة تماما إذا كان ذلك الرجل في قمة لياقته الجسدية.

هل الغضب نقطة قوة أم ضعف؟

الغصب نقطة ضعف، وليس علامة علي القوة، ويشهد على ذلك حديث رسول الله صلى الله عليه وسلم (ليس الشديد بالصرعة إنما الشديد من يملك نفسه عند الغضب.)

الغضب ثغرة في الشخصية

إن الغضب كما قلنا حالة من ثوران النفس، التي تنبع دائما من شخص شديد الحساسية، والتأثر بما حوله، وغالبا ما يدفعه للخسارة في الكثير من المواقف ولكثير من الأشخاص في حياته.

ويلعب الغضب دور كبير في التقليل من شأن صاحبه، وإنقاص هيبته أمام الآخرين، وإظهاره في صورة غير لائقة توحي بالضعف، وعدم السيطرة على النفس، تحت بعض المواقف الصعبة وضغوطات الحياة.

صور الغضب

  1. غضب عدم القدرة على الرد.
  2. غضب الثورة والإحتياج.
  3. غضب الإحباط والفشل وعدم تحقيق الأمور كما نريد .
  4. غضب مقرون بخوف داخلي.
  5. غضب لا يعبر عنه “مكبوت”.
  6. غضب يحول إلى عمل صالح.
  7. غضب إنتهاك المبادئ.
  8. غضب ولوم النفس /مثل :لا أحب نفسي، دائما أفشل، لم تتحقق طموحاتي.
  9. غضب على الآخرين /مثل :الناس مهمين لديه أكثر مني،لم يقدرني حق قدري، يتعدى حدوده.

عواقب الغضب وأضراره

  • زيادة سرعة نبضات القلب عن المعدل الطبيعي لها، مما يؤدي إلى الإصابة بالنوبات القلبية.
  • إضطراب النوم :حيث يؤدي الغضب إلى اضطرابات في بعض هرمونات الجسم، مما يؤدي إلى حدوث مشاكل في النوم، مما يجعل الجسم أكثر عرضة للإصابة بالعديد من الأمراض.
  • إرتفاع ضغط الدم.
  • مشاكل في الجهاز التنفسي، مثل: الربو.
  • صداع الرأس: حيث يؤدي إلى انقباض بعض عضلات الرأس، مما يجعله يشعر وكأن هناك حزام مشدود حول الرأس.

طريقة علاج الغضب

  1. تجنب الأفكار المثيرة للغضب.
  2. تغيير مسار التركيز، بمعنى أن يركز الشخص على حلول للمشكلة بدلا من التركيز على المشكلة في حد ذاتها.
  3. ممارسة بعض التمارين الرياضية، كالجري والمشي.
  4. النظرة الإيجابية، بدلا من التقييم السلبي للأمور.
  5. التقييم والتجاهل: كتجاهل الكثير من المواقف المزعجة.
  6. حسن النية في التعامل مع الآخرين، والذي يسمى بحسن الظن بالآخرين، مما يحمله على عدم رؤية الأمور بمنظور شخصي.

خاتمة

بعد أن تكلمت في موضوعي هذا عن الغضب، أريد التنبيه على أهم وأخطر النقاط فيه:-

  1. الغضب جمرة من الشيطان: والشيطان خلق من نار ولا يطفئ النار إلا الماء، فمن أصابه ذلك الداء الخطير فليتوضأ.
  2. إن الغضب وإن كان في حد ذاته داء، إلا أن هذا لا يعني التغلب عليه عن طريق كبته، فصاحبه لا يدري أن كبته أخطر بكثير من تلك الحالة التي نحن بصددها، فنحن لا ندعو بتفجيره كما لا ندعو أيضا بكبته؛ لأن كبت الغضب يدمر نفسية صاحبه، ويجعله غير سويا، بل ندعو إلي التعبير عنه بشكل لائق، إما بالحديث مع شخص قريب منك، أو عن طريق الكتابة أو الرياضة أو أي نشاط ترغب فيه.
  3. الغضب قد يكون أحيانا غضبا محمودا، كالغضب من أجل الدفاع عن الحق وأهله، والغضب قد يكون مذموما، كالغضب الذي يكون حمية أو من أجل إرضاء النفس أو الشيطان أو سيرا وراء الهوى الجامح، وهذا النوع هو الذي يمثل خطرا فادحا على الفرد المجتمع، إذا لم يحسن صاحبه التعامل معه.
  4. من أقوى طرق علاج الغضب: التجاهل لكثير من الأمور المزعجة، والتزام الصمت والسكوت، وتغيير الهيئة التي عليها الإنسان، والإكثار من ذكر الله.

اقرأ أيضا: كيف تنجح في حياتك بالنظام؟

تعليق 1
  1. […] طفلك هو ثمرة كفاحك فى الحياه أسع دائماً لتحسين وتطوير نفسيته وسلوكه ومهاراته وقدر الفروق الفردية للأطفال، يمكنك أن تنشئ من الطفل العنيد شخصية مميزة إذا تعاملت معه بنضج ووعى.اقرأ أيضا: الدليل الكامل للغضب وأنواعه وكيفية السيطرة عليه؟ […]

اترك رد

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني.