لا احب إطلاقاً مصطلح شخص مدير شخص، أشعر بها نوع من الانتقاص للشخص وبأن المدير يتحكم بالشخص.
بينما ما أراه صحيح هو بأن المدير هو مدير أعمال الشخص الآخر وليس مدير الشخص.
بمعنى، أنه مثلاً نقول هذا مدير موقعي أو مدير عملي، وليس مديري. لأنه المنطقي بأن المدير يدير العمل الذي أقوم به وهو من يحدد إذا كان عملي صحيحاً ومقبولا أو لا، ويتحكم به.
لكنه لا يتحكم بي ولا يستطيع أنه يحكم عليا كشخص خارج إطار العمل ما إذا ما أقوم به هو صحيح أو مقبول أو لا. قولنا بأن هذا الشخص هو مدير شخص يعني أننا أعطيناه بعداً ومعنى مطلق بحيث أن هذا المدير يدير هذا الشخص حتى خارج العمل.
ربما قد يرى الكثيرين هذي النقطة هامشية وغير مهمة ولكن بالنسبة لي أراها مهمة خصوصاً لبعض الشخصيات، فأنا شخصياً قد اتأثر بنقطة مثل هذه سلبياً.
في هذا السياق، استحضرني دراسة في علم النفس قام بها مجموعة من الباحثين على عدد من الطلاب وذلك لإختبار فرضية كانت قد طرحت في إحدى الدراسات في عام 1966 والتي عنت بدراسة العلاقة التأثيرية مابين حب الحرية لدى الفرد وردة فعله عند التعامل مع المدراء المتحكمين Controlling boses.
حيث أظهرت هذه الدراسة بأن مستوى الطلاب يتأثر سلبياً بشكل لا واعي عندما يصادفون اسماً لشخص يعتبرونه متحكم controlling person.
وفي دراسة أيضاً أظهرت النتائج بأن هذه النوعية من الأشخاص الذين يتأثرون سلبياً بالاشخاص الذين يحاولون السيطرة عليهم يتصرفون إما بطريقة واعية أو غير واعية، بحيث أنهم يصلون الى مرحلة ما يتصرفون فيها بشكلاً غير واعي للدفاع عن حريتهم عند مجرد الإحساس بأن الشخص الذي أمامهم ينوي التحكم بهم للدرجة التي قد تجعلهم يقومون بأي تصرف للدفاع عن حريتهم، وهذا ماقد يؤدي بهم إلى مشاكل في أماكن العمل.
فهم شيء كهذا مهم في بيئة العمل وفي الأعمال سواء كان بالنسبة للأشخاص المتأثرين او المدراء. حيث بأنه للأشخاص المتأثرين يمكن لهم التدرب على كيفية التعامل مع هذا الإحساس والتعامل معه ومع المدراء المتحكمين وكذلك بالنسبة للمدراء لفهم الأشخاص الذين يديرون أعمالهم ولمعرفة التعامل معهم بطريقة إيجابية لا تؤثر بعد ذلك على جودة وجو العمل.
اشتري الآن: كتاب ألم ألوان