موقع يهتم بالمرأة العربية وعواطفها وتحدياتها وأحلامها وشريك حياتها

مكانة اليتيم في الإسلام: رحمة واهتمام وحماية

0 510

اليتيم

من هو اليتيم؟

اليتيم هو من فقد والديه منذ صغره، إما الأب أو الأم أو كلاهما. فاليتيم يمكن أن يكون يتيم الأب مع وجود الأم، أو يتيم الأم مع وجود الأب. كما يمكن أن يكون يتيماً مع وجود كلا الوالدين، لأنه يمكن للأب أو الأم أن يتخلى عنه.

كيف يعامل اليتيم؟

  1. التعامل معه بالمحبة والرحمة.
  2. حجب التصرفات المالية عنه وعدم السماح له بالتصرف في ماله.
  3. توفير الرزق والكسوة له.
  4. العدل في التعامل معه ومع الآخرين.
  5. الاستثمار في ماله بطريقة تزيد من قيمته وتحقق الربح له، وتجنب الخسارة والنقصان.
  6. مراقبة نموه واختبار وقت بلوغه.
  7. الإيصاء عليه بالخير والبر.

أولاً، القول المعروف:

القول المعروف هو الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر، والقول المعروف هو القول الصادق الذي قال الله تعالى بشأنه: “يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا اتَّقُوا اللَّهَ وَقُولُوا قَوْلًا سَدِيدًا”، والقول الصادق هو القول الذي يتوافق مع كلام الله وسنة نبيه، وهو أولى سبل التقوى وصلاح الذرية.

ثانياً، الحجر على اليتيم في التصرفات المالية:

اليتيم هو الذي ينطبق عليه حالة اليتم ويصفه الشرع بالسفه في التصرفات المالية، والسفه يعني خفة العقل، أي أنه لا يحسن التصرف في الأمور المالية، ولذا أمر الإسلام بالحجر عليه في ماله وسائر تصرفاته المتعلقة بالمال والمواد، حتى يتم الحفاظ على ماله حتى يبلغ الرشد.

قال تعالى: “وَابْتَلُوا الْيَتَامَى حَتَّىٰ إِذَا بَلَغُوا النِّكَاحَ فَإِنْ آنَسْتُم مِّنْهُمْ رُشْدًا فَادْفَعُوا إِلَيْهِمْ أَمْوَالَهُمْ ۖ وَلَا تَأْكُلُوهَا إِسْرَافًا وَبِدَارًا أَن يَكْبَرُوا ۚ وَمَن كَانَ غَنِيًّا فَلْيَسْتَعْفِفْ ۖ وَمَن كَانَ فَقِيرًا فَلْيَأْكُلْ بِالْمَعْرُوفِ ۚ فَإِذَا دَفَعْتُمْ إِلَيْهثالثاً، إعطاء اليتيم حقه في الطعام والشراب والكسوة:

إن اليتيم هم أشد من غيرهم حاجةً من حيث الاحتياجات المادية، من طعامٍ وشرابٍ وكسوةٍ ونحو ذلك، لذا فمن الأحق تلبية كل هذه الاحتياجات له، عسى تعويضه عن احتياجه الشديد الأكبر لفقدان أبويه أو أحدهما.

لذا يجب على الولي عدم التضييق عليه في شيءٍ من ذلك، وإعطائه حقه في الطعام والشراب والكسوة وكل ما يحتاجه، وهذا جزء من حقوقه الإنسانية التي يجب على المجتمع الالتفات إليها وتحقيقها.

رابعاً، العدل في التصرفات بينه وبين غيره.

اليتيم قد ظُلِم وقُهِرته الدنيا بفقدان أعز ما له، فلا تزيد الظلم ظلمًا فيصيح ظلمًا فاحشًا ولا تماطل في حقه المشروع، ولا تميل عليه بين إخوانه أو أقاربه في التصرفات والمعاملات، فلا توقعه في حرجٍ إن كان ذلك ممكنًا ولا تظلمه ولو بكلمةٍ بل عامله بأرقى الكلماتِ كي يكون ممن يسابق النبي إلى الجنة.

خامسًا، التجارة في ماله.

إذا كان ذلك يزيدُ ماله ويجوز أن يأخذ الوصي من ماله له إذا كان الأخذ سيزيدُ من مال اليتيم على وجه التجارة أو نحوها كالمضاربة، ويجوز له استئجار من يعلمه الصناعات المختلفة وأن يعلمه من الآداب ماله وما عليه، ومن أمور الحياة ما فيه صلاحٌ من أمور الدين والدنيا.

سادسًا، الاختبارُ وقت البلوغ.

هل يصلحُ تولي أمر نفسه فيعطِّي له ماله أم لا يصلح؟ قال تعالى: “وابتلوا اليتامى حتى إذا بلغوا النكاح”.

حقوق اليتيم في الإسلام:

  1. الإحسانُ إلى اليتيم. قال تعالى: “وَإِذْ أَخَذْنَا مِيثَاقَ بَنِي إِسْرَائِيلَ لَا تَعْبُدُونَ إِلَّا اللَّهَ وَبِالْوَالِدَيْنِ إِحْسَانًا وَذِي الْقُرْبَىٰ وَالْيَتَامَىٰ وَالْمَسَاكِينِ”.
  2. العدلُ في اليتامى وعدم ظلمهم. قال تعالى: “وَأَمَّا الْيَتَامَىٰ فَلَا تَقْهَرُوهُمْ”.
  3. الإنفاقُ عليهم. قال تعالى: “يَسْأَلُونَكَ مَاذَا يُنفِقُونَ قُلْ مَا أَنفَقْتُم مِّنْ خَيْرٍ فَلِلْوَالِدَيْنِ وَالْأَقْرَبِينَ وَالْيَتَامَىٰ”.
  4. حسنُ المعاملةِ. قال تعالى: “لَيْسَ الْبِرَّ أَن تُوَلُّوا وُجُوهَكُمْ قِبَلَ الْمَشْرِقِ وَالْمَغْرِبِ وَلَٰكِنَّ الْبِرَّ مَنْ آمَنَ بِاللَّهِ وَالْيَوْمِ الْآخِرِ وَالْمَلَائِكَةِ وَالْكِتَابِ وَالنَّبِيِّينَ وَآتَى الْمَالَ عَلَىٰ حُبِّهِ ذَوِي الْقُرْبَىٰ وَالْيَتَامَىٰ”.
  5. عدمُ أكلِ أموالِهم ظلمًا. قال تعالى: “إِنَّ الَّذِينَ يَأْكُلُونَ أَمْوَالَ الْيَتَامَىٰ ظُلْمًا إِنَّمَا يَأْكُلُونَ فِي بُطُونِهِمْ نَارًا وَسَيَصْلَوْنَ سَعِيرًا”.
  6. الإصلاحُ في حق اليتامى. قال تعالى: “فِي الدُّنْيَا وَالْآخِرَةِ وَيَسْأَلُونَكَ عَنِ الْيَتَامَىٰ قُلْ إِصْلَاحٌ لَّهُمْ خَيْرٌ”.
  7. مراعاةُ مصلحتهم في الحكم عليهم. قال تعالى: “وَإِنْ خِفْتُمْ أَلَّا تُقْسِطُوا فِي الْيَتَامَىٰ فَانكِحُوا مَا طَابَ لَكُم مِّنَ النِّسَاءِ مَثْنَىٰ وَثُلَاثَ وَرُبَاعَ ۖ فَإِنْ خِفْتُمْ أَلَّا تَعْدِلُوا فَوَاحِدَةً”.
  8. مخالطةُ اليتيم على وجه الإصلاح. قال تعالى: “(وإن تخالطوهم بإخوانكم)

حكم قهر اليتيم وفقا لقوله( وأما اليتيم فلا تقهر)

قال ابن كثير في تفسيره لهذه الآية: أي هو الذي يقهر اليتيم ويظلمه حقه ولا يطعمه ولا يحسن إليه. انتهى. وحاصل الأمر، أن المطلوب شرعا الإحسان إلى اليتيم، أما أذيته بقول أو فعل، فهي معصية شنيعة دالة على قسوة قلب صاحبها وخلوه من الرحمة والحنان. والله أعلم.

مكانة اليتيم في السنة النبوية

ورد فى السّنّة النّبوية بعض الأحاديث التي تتحدث عن كفالة اليتيم منها:

عَنْ قَتَادَةَ قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ -صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ-: (أَنَا وَسَفْعَاءُ الْخَدَّيْنِ فِي الْجَنَّةِ كَهَاتَيْنِ، وَأَشَارَ بِإِصْبَعَيْهِ الْوُسْطَى وَالسَّبَّابَةِ، قَالُوا: يَا رَسُولَ اللَّهِ، وَمَا سَفْعَاءُ الْخَدَّيْنِ؟ قَالَ: امْرَأَةٌ تُوُفِّيَ زَوْجُهَا فَقَعَدَتْ عَلَى عِيَالِهَا).

عن مالك بن الحارث -رضي الله عنه- قَالَ: قَالَ -رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ-: (من ضمَّ يتيمًا بين أبوَينِ مسلمَين إلى طعامِه وشرابِه حتى يستغنيَ عنه؛ وجبَتْ له الجنَّةُ، ومن أعتقَ امرءًا مسلمًا؛ كان فَكاكَه من النَّارِ، يُجزِئُ بكلِّ عضوٍ منه عضوًا منه).

أحاديث عن تحريم أكل مال اليتيم ورد فى السّنّة النّبوية بعض الأحاديث التي تتحدث عن أكل مال اليتم منها:

عن أبي هريرة -رضي الله عنه- أنَّ النبي -صلى الله عليه وسلم- قال: (اجْتَنِبُوا السَّبْعَ المُوبِقَاتِ قالوا: يا رَسُولَ اللَّهِ، وَما هُنَّ؟ قالَ: الشِّرْكُ باللَّهِ، وَالسِّحْرُ، وَقَتْلُ النَّفْسِ الَّتي حَرَّمَ اللَّهُ إِلَّا بالحَقِّ، وَأَكْلُ الرِّبَا، وَأَكْلُ مَالِ اليَتِيمِ، وَالتَّوَلِّي يَومَ الزَّحْفِ، وَقَذْفُ المُحْصَنَاتِ المُؤْمِنَاتِ الغَافِلَاتِ).

عن أبي برزة الأسلمي نضلة بن عبيد، قال -رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ-: (يبعَثُ يومَ القيامةِ قومٌ من قبورِهم، تأججُ أفواهُهم نارًا فقيل: من هم يا رسولَ اللهِ؟ قال: ألم ترَ اللهَ يقول: (إِنَّ الَّذِينَ يَأْكُلُونَ أَمْوَالَ الْيَتَامَى ظُلْمًا إِنَّمَا يَأْكُلُونَ فِي بُطُونِهِمْ نَارًا)

اقرأ أيضا: أنواع الانجذاب في العلاقات الإنسانية

اترك رد

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني.