كيفية تعزيز ثقة طفلك بنفسه، وكيفية تعليم الطفل الثقة بالنفس؟
البشر بطبيعتهم مختلفون، فمنهم المبادر الذي لا يهاب ومنهم المتواري ضعيف الشخصية غير محب للظهور، والأطفال أيضا جزء من هذه الطبيعة، ومن السهل أن ترى هذا بقوة في الصف الدراسي، فهناك واثق من نفسه وقدراته يحاور ويناقش وآخر لا يتدخل في أي حوار!
فلِمَ يعاني بعض الأطفال من قلة الثقة بالنفس؟ وهل هي صفة فطرنا الله عليها أم يمكن اكتسابها؟ هل يمكن استعادة الثقة بالنفس بعد فقدانها؟ وللإجابة على هذه الأسئلة لا بد أن آخذك الآن لرحلة في أعماق النفس البشرية فهل أنتِ مستعدة؟
الثقة بالنفس للأطفال
الثقة بالنفس مفهوم متعارف عليه لدى علماء النفس فقد لخصه بعض العلماء أنه “إتجاه المرء نحو الشعور بأن ذاته مؤهلة وقادرة على التكيف مع التحديات الأساسية في الحياة والإيمان بأنها جديرة بالسعاده”
“ناثانيال براندين”
وقال سوليفان “أنها كل مشاعر المرء بالأهلية والكفاءة والقيمة الشخصية التي تجعله متماسكا”.
اقرأي أيضاً: علاج التركيز عند الاطفال
تعزيز ثقة طفلك
قبل أن أخبرك عن الطرق التي تستطيعين من خلالها تعزيز ثقة طفلك، لابد أن أخبرك في البداية ما هي علامات الطفل غير الواثق بنفسه، ولماذا دمرت ثقة طفلك بنفسه.
علامات الطفل غير الواثق بنفسه
هل علاج ضعف الثقة بالنفس عند الأطفال يمكن علاجه؟
وهل يمكن تحديد الطفل غير الواثق بنفسه؟ نعم يمكن تحديده ففي الغالب يكون ضعيف الشخصية دائم الشعور بالخوف، ولا يحظى بدائرة صداقات قوية، إضافة أنه ينجرف بسهولة وراء آراء الآخرين ولا يكون له موقف محدد منها.
اقرأي أيضاً: أخطاء في التربية تجعل طفلك مريض نفسي
مدمرات الثقة بالنفس
فهل هناك أفعال من شأنها أن تقوي ثقة طفلك بنفسه وأخرى تضعفها؟ نعم وبكل تأكيد، وفي النقاط التالية سأوضح لك الآن ما يدمرها.
المقارنة
أولى هذه المدمرات هي المقارنة، تفعلها الكثير من الأمهات بغرض نبيل وهو تحسين قدرات الطفل، ولكن من الخطأ أن تقارني طفلك بأي شخص آخر حتى لو كان أخوه، فالمقارنة بالنسبة لطفلك تعني أنه في مرتبة أقل، وبالتالي ينشأ لديه إحساس بالدونية، ومن الممكن في هذه الحالة أن يتسلل إلى طفلك شعور الكراهية تجاه الشخص الآخر لأنه يحظى بحب و قبول الآخرين أما هو فلا أحد يهتم به.
والطريقة الأفضل في المقارنة هى مقارنة طفلك بنفسه في الماضي، كمقارنة درجاته في اختبار الشهر الحالي عن سابقه مثلاً، فذلك يُحفز لديه الشعور بأن ذاته هى محور الإهتمام وبذلك ينشأ لديه الحافز لأن يكون أفضل في المرات القادمة ومن ثم تزداد ثقتة بنفسه.
التسلط
التسلط فتوجيه الأوامر بدون مناقشه وتوضيح السبب أسلوب غير مقبول فى التربية، فهو رسالة ضمنيه بأنه غير مُقدر، وبالتالي أنتِ تساهمي في تكوين شخصيه ضعيفة سلبية.
التدليل
التدليل والحماية الزائدة وهنا أتذكر عبارة كتبت في أحد المطارات العربية وهي لا تفكر نحن نفكر لك! فمن منطلق الخوف تقرر بعض الأمهات إتخاذ هذا المنهج وتقرر كل القرارات عن طفلها، فمثلا تحرمه من ممارسة إحدى الأنشطة الرياضية بدعوى أنه من الممكن أن يتعرض للخطر، ولا تجعل له الفرصة في اختبار قدراته، والأفضل أن تراقبي الموقف عن بعد وتدخلي فقط إن كان هناك خطر صريح. فذلك أفضل من أن يكون شخص إتكالي وهناك من يقرر عنه.
اللوم
اللوم والانتقاد فإذا كانت جميع نقاشاتك مع طفلك من قبيل لم فعلت هذا، ما فعلته سيئ، فحتما سيخاف الطفل من فعل أي شيئ تجنبًا لرد الفعل السلبي، ومن الممكن أن يصاب طفلك بداء المثالية نتيجة تعرضه للنقد الدائم وشعوره أن فعله غير كُفء وبالتالي مهما فعل فهو غير مرضى، إضافة إلى بعض السلوكيات السلبية الأخرى مثل العنف والعند، فبدلًا من ذلك وجهيه للسلوك الايجابي بهدوء.
وصفه بأشياء سلبية
وصفه بأشياء سلبية وقولك الدائم له بأنت غبي أو انت مهمل فالطفل سيصدق ما تقولينه على أنه حقيقة، فطفلك في هذا السن صفحة بيضاء أنت أول من يخط بالحبر عليها، فأحسني القول لأنك أنت مصدر المعرفه بالنسبة له وما تصدريه له هو الحقيقه، فلا تجعليه ينشأ على حقيقة سلبية عن ذاته.
قلة التشجيع
قلة التشجيع والإهمال، حتما ستجدين فرق شاسع بين طفل يلقى التشجيع من أبويه وآخر لا، فالطفل الذي يحظى بالتشجيع دائمًا يتطلع للأفضل لإنه وجد من يشجعه ويستحسن أفعاله، أما الآخر فتساوى لديه الفعل من عدمه نتيجة عدم التشجيع، فكلمات مثل أنت ولد زكى/ أنت طفلة نبيهه لها مفعول سحري في تعزيز ثقة طفلك بنفسه.
التخويف
التخويف والتهديد من أسرع الطرق لهدم ثقة أي طفل بنفسه، فهذا الأسلوب لا يُنشأ إلا شخصية متوترة ضعيفة لا تقوى على أتخاذ أى قرار ومن الممكن أن تتفاقم المشكلة و تؤدي إلى الكذب خوفاً من العقاب.
اقرأي أيضاً: طرق علاج عدوانية طفلك
نصائح لبناء طفل واثق بنفسه
قد يتسأل البعض ماذا أفعل إذا لم يتمتع طفلي بثقة كافية بنفسه؟ أو ماذا أفعل أذا كنت أتبع أساليب خاطئة في التربية وأدت إلى ضعف ثقة طفلي بنفسه؟ هل إنتهى الأمر على ذلك؟ أبشري لم يفت الأوان يا عزيزتي فقط حاولي أن تمارسي هذه الأساليب مع طفلك لتعزيز ثقة طفلك.
- حدثي طفلك عن تكريم رب العالمين للإنسان وكيف أعطاه الكثير من الإمكانيات والقدرات الهائلة(لقد خلقنا الإنسان في أحسن تقويم) أى في أحسن صورة وأفضل قدرات، فالمخ البشري (كمثال) لا يضاهي بالقدر القليل جهاز الكمبيوتر الذي يعتقد البعض أنه قمة الذكاء، وذلك عكس الحقيقة، فقد كانت هناك محاولة في تقليد قدرة الدماغ البشري رقميا، فاحتاج العلماء إلى أكثر من ٨٢٠٠٠ معالج يعملون على أحد أسرع الحواسيب العملاقة في العالم من أجل تقليد ثانية واحدة من نشاط دماغ الإنسان! أليس ذلك كفيل أن يحظى الإنسان بقدر كبير من الثقة بالنفس؟
- خصصي لطفلك دفتر بأهم أعماله أو اجعلي له ركنًا يكتب عليه في قصاصة ورقية ويلصقها على الحائط لتكون إنجازاته نصب عينيه حتى لو كانت بسيطة، فتنظيف غرفته وإنهاء طعامه تعتبر إنجاز حقيقي وإلقاء الضوء عليها يولد الشعور بالقوة و الإنجاز.
- إعط له بعض المسئوليات الصغيرة كأن يشتري لك بعض أغراض المنزل وإذا أخطأ شجعيه على المحاوله(أيا كانت النتيجة) فمع تكرار المحاولة والتجربة وبعض التوجيه الإيجابي سيصحح أخطائه تلقائيا.
- فاقد الشيئ لايعطيه، فطفلك يحاكي ما يصدر منك فإذا كنت تتمتعين بثقة عالية فسوف يتعامل طفلك مع أقرانه بنفس تعاملك مع الآخرين، وإن كان غير ذلك فبالطبع ستكون ثقة طفلك بنفسه ضعيفة، فوقتها عليك أن تثقي في قدراتك وتطوري من مهاراتك.
- لا مانع أن تأخذي برأي طفلك في بعض الأمور، وليس بالضرورة أن يمسك بزمام الأمر و إنما خيريه بين شيئين أنت تفضليهم حتى يكون كلا الخيارين تحت السيطرة، فهذا الأسلوب يعطي انطباع لدى طفلك أنه شخص مهم و يؤخذ برأيه.
وإذا اختار طفلك خيار ثالث وغير مفضل لديك، لا ترفضيه مباشرة وإنما وضحي له أن الأمر يحتاج لكذا وكذا مما يسبب معضلة ما، فسيبدأ هو برفض خياراته الغير مناسبه حتى يصل بوعي إلى أفضل الخيار.
- إمدحيه أمام الآخرين، ففي حال توصلكم لأحد الخيارات التي رشحها طفلك، عليك أن تثني على اختياره أمام الآخرين فذلك يعزز لديه الثقة في نفسه واختياراته.
- إجعليه يمارس أحد الرياضات لأنها تخلق روح التحدي بين أفراد اللعبة وفوز طفلك فيها يعني زيادة الثقة في قدراته، إضافة أنه سيلاحظ الفرق والإنجاز الذي حققه طفلك أول إنضمامه للرياضة و المراحل المتقدمة منها.
- أجِبي عن جميع أسئلته وحاولي ألا تتجنبي أو تهملي الإجابة عليها، فإذا كنتِ منشغلة وضحي له ذلك وحددي له موعد لتجاوبي له فيها عن ما يدور في ذهنه، و إذا لم تكن لديك إجابة شافية له إحضري له قصة أول كتاب بسيط(على حسب مستوى قراءة الطفل)، المهم ألا تتركيه وحده وسط أفكاره، ذلك أفضل أن ينجرف خلف آراء مضرة وغير صحيحة.
- علمي طفلك كيف يتحدث مع ذاته، فكثير من ضعف ثقة الطفل بنفسه تنشأ من أفكاره السلبية عن ذاته، فقد يرى طفلك نفسه أنه نحيف/ بدين/ أسمر/ أبيض ويعتقد لذلك أنه غير جدير بالحب والتقدير و الإهتمام، وقتها لابد أن تكرري على مسامع طفلك أنه جميل/يستحق الأفضل، فالجمال شيئ نسبي وكلنا رائعون بأشكال مختلفة.
اقرأي أيضاً: ما يجب عليك فعله مع طفلك قبل المدرسة؟
الخلاصة
كما رأيت عزيزتى الثقة بالنفس تعتمد وبشكل أساسي على أسلوب تربية إيجابي، وقليل العلم والمعرفة بها سيصبح طفلك قوي الشخصية وصاحب رأي بناء، وكما تقدم ذكره من علامات الطفل الواثق من نفسه، وأسباب عدم ثقة الطفل بنفسه.
فاقرأي المقال بتمهل وتركيز حتى تستفيدي أقصى استفادة، والأهم من ذلك أن تطبقي ما قرأتيه على طفلك.
اقرأي أيضاً: الطرق الحديثة في تربية الأبناء
شاهدي الآن
مواصفات الزوج الصالح
[…] اقرأي أيضاً: كيفية تعزيز ثقة طفلك بنفسه؟ […]