كيف أقر القرآن عبادة جبر الخواطر
1.قال تعالى “وربطنا على قلبها لتكون من المؤمن” حيث تكفلت معية الله لام موسى بعد أن أوحى اليها “فالقيه في اليم”.. وبعد أن أصبح فؤاد ام موسى فارغا، جاء الجبر من رب الأرض والسماء “فرددناه إلى امه كى تقر عينها ولا تحزن.”
2.ويظهر هذا الخلق كثيرا مع انبياء الله في مواساة الله لهم بعد إيذاء الاقوام لهم، وعين المعية والمواساة تظهر جليا في قوله تعالى “فلا تذهب نفسك عليهم حسرات”
ويظهر أيضا مع النبي واصحابه;بقوله صلى الله عليه وسلم لأبي بكر وهما في الغار “لا تحزن ان الله معنا”
فعَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ، قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: مَنْ نَفَّسَ عَنْ مُؤْمِنٍ كُرْبَةً مِنْ كُرَبِ الدُّنْيَا، نَفَّسَ اللهُ عَنْهُ كُرْبَةً مِنْ كُرَبِ يَوْمِ الْقِيَامَةِ، وَمَنْ يَسَّرَ عَلَى مُعْسِرٍ، يَسَّرَ اللهُ عَلَيْهِ فِي الدُّنْيَا وَالْآخِرَةِ، وَمَنْ سَتَرَ مُسْلِمًا، سَتَرَهُ اللهُ فِي الدُّنْيَا وَالْآخِرَةِ، وَاللهُ فِي عَوْنِ الْعَبْدِ مَا كَانَ الْعَبْدُ
فَبِمَا رَحْمَةٍ مِنَ اللَّهِ لِنْتَ لَهُمْ وَلَوْ كُنْتَ فَظًّا غَلِيظَ الْقَلْبِ لَانْفَضُّوا مِنْ حَوْلِكَ فَاعْفُ عَنْهُمْ وَاسْتَغْفِرْ لَهُمْ وَشَاوِرْهُمْ فِي الْأَمْرِ فَإِذَا عَزَمْتَ فَتَوَكَّلْ عَلَى اللَّهِ إِنَّ اللَّهَ يُحِبُّ الْمُتَوَكِّلِينَ آل عمران/159.
ويكفي لمعرفة مدى أهمية هذا الخلق وعظم فضله، أن نعلم أنه من أهم ما تميز به النبي صلى الله عليه وسلم .
فالنبي صلى الله عليه وسلم كما وصفته أم المؤمنين خديجة رضي الله عنها؛ لما رجع إليها النبي صلى الله عليه وسلم من غار حراء، كما روى البخارى (3)، ومسلم (160) عَنْ عَائِشَةَ أُمِّ المُؤْمِنِينَ أَنَّهَا قَالَتْ: “… فَدَخَلَ عَلَى خَدِيجَةَ بِنْتِ خُوَيْلِدٍ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهَا، فَقَالَ: زَمِّلُونِي زَمِّلُونِي! فَزَمَّلُوهُ حَتَّى ذَهَبَ عَنْهُ الرَّوْعُ، فَقَالَ لِخَدِيجَةَ وَأَخْبَرَهَا الخَبَرَ: لَقَدْ خَشِيتُ عَلَى نَفْسِي.
فَقَالَتْ خَدِيجَةُ: كَلَّا وَاللَّهِ مَا يُخْزِيكَ اللَّهُ أَبَدًا، إِنَّكَ لَتَصِلُ الرَّحِمَ، وَتَحْمِلُ الكَلَّ، وَتَكْسِبُ المَعْدُومَ، وَتَقْرِي الضَّيْفَ، وَتُعِينُ عَلَى نَوَائِبِ الحَقِّ”.