حفظ اللسان
إن الصمت لسمة خلقية سامية يتمتع بها القليل من الناس فحسب ألا وهم العقلاء الحكماء الفطنون، لما يتطلب الصمت قدرة ادراكية قوية ووعي كافي وثبات انفعالي ليس هذا فقط بل يتطلب المزيد من قوة الشخصية التي تتمركز غالبا في الصمت وعدم الحديث إلا في الوقت المناسب.
ويعد الصمت من نقاط قوة الشخصية والذي يتمثل في التحفظ والحذر الشديد من آفات اللسان ومن فلتاته.
حفظ اللسان
ولعل تكمن خطورة اللسان في أن اللسان في سلامته سلامة جميع الأعضاء والجوارح بدليل حديث رسول الله صلى الله عليه (إذا استقظ الإنسان من نومه فإن الجوارح تكفر اللسان وتقول له اتق الله فينا فإذا استقمت استقمنا وإذا اعوججت اعوججنا).
لسانك عنوانك
فاللسان عنوان صاحبه بمعنى أن شرف الإنسان في لسانه وهو يعبر عن صاحبه غالبا وعن ما في قلبه؛ لأن اللسان كما يقول رجال الدين أنه مغرفة القلب، فأكثر ما يوقع الناس في النار هو اللسان، ألا تدري انك بكلمة تنجو من النار وبكلمة تهوى وتسقط فيها.
حفظ اللسان منظور شامل
وكما يقول علماء النفس راقب أفكارك لأنها ستصبح أقوال وراقب أقوالك لأنها ستصبح افعال وراقب أفعالك لأنها ستصبح طبائع.
فكلامك سيصبح ويتحول لحقيقة في النهاية حتى وان كنت تحاول الكذب فخداعك لمن حولك سيعود عليك في النهاية لأن هذه هي قاعدة الحياة بل وقاعدة الدين أيضا ولا يحيق المكر السيئ إلا بأهله.
كيف احفظ لساني
ولا تحسبن أن حفظ اللسان من السهل الهين بل إنه يستلزم نظرة ثاقبة في الأمور وبعد نظر وهدوء نفس والتزام ديني شيئا ما، لأن أقوى ما يدفعنا نحو إمساك اللسان هو الشرع والدين الحنيف ومدى معرفتك ودرايتك به، لماذا!
لأن الشرع هو أدق مقياس لضبط تصرفاتنا وأقوى معين، فهو دين الفطرة، حيث نزل ليعالج الخطأ الجبلي لدي الإنسان بما يتناسب مع فطرته السوية.
وصدق الله حين قال “فأقم وجهك للدين حنيفا فطرة الله التي فطر الناس عليها لا تبديل لكلمات الله”.
أدب اللسان في الإسلام
حيث دعانا الشرع لإمساك اللسان كما هو الآتي :
“أمسك عليك لسانك وليسعك بيتك وأبكي على خطئيتك”
“المسلم من سلم المسلمون من لسانه ويده”
“وهل يكب الناس على وجوههم إلا حصائد ألسنتهم”
” من كان يؤمن بالله واليوم الآخر فليقل خيرا أو ليصمت ”
” إن العبد ليتكلم بالكلمة من سخط الله لا يلقى لها بالا يهوي بها في جهنم، وإن العبد ليلقي بالكلمة من رضوان الله لا يلقى لها بالا يرفعه الله بها درجات “
فضل الصمت على مستوى الفرد
ويكمن فضل الصمت وإمساك اللسان في أنه يورث الهيبة والوقار وشئ من الحكمة في الأمور وكذلك الثبات في القول والفعل والعمل.
ثمرات حفظ اللسان
بالإضافة إلى ذلك فالصمت علامة خشية من الله وحب خالص لله سبحانه وتعالى.
ولك أن تقول أيضا أنه يجعل صاحبه ينطق بالسديد من القول المورث للتقوي، والقول السديد هو القول الذي لا يخلو من فائدة أو نفع بخلاف لغو الحديث فهو كلام لا فائدة ولا نفع فيه.
ضوابط حفظ اللسان
عن ما يصان اللسان؟!
يصان اللسان عن الخوض في أعراض الناس، وصدق رسول الله صلى الله عليه وسلم حين قال “المسلم من سلم المسلمون من لسانه”، ويصان اللسان أيضا عن الكذب والغيبة والبهتان والنميمة والقيل والقال؛ لما في كل مما سبق إيقاع للعداوة والبغضاء بين الناس والإفساد في الأرض.
عبادة اللسان
ولك أن تقول أن اللسان خلق ليوحد اللله وليذكره ذكرا كثيرا وليتعبد به ويتقرب به إلى الله، قال تعالى” يأيها الذين آمنوا اذكروا الله ذكرا كثيرا”.
وقد قال صلى الله عليه وسلم “من كان يؤمن بالله واليوم الآخر فليقل خيرا أو ليصمت”
حكم واقوال عن الصمت
-الصمت أفضل من كلمات بلا معنى.
-من كثر كلامه قلّ احترامه.
-يحتاج الإنسان إلى سنتين ليتعلم الكلام وخمسين سنة ليتعلم الصمت.
-لا تتكلم في موقف يحتاج إلى الصمت.
-الصمت أكثر فصاحة من الكلمات.
-من الإصغاء تأتي الحكمة، ومن الكلام تأتي الندامة.
-أول العلم الصمت والثاني حسن الاستماع والثالث حفظه والرابع العمل به والخامس نشره.
-الفم المطبق لا يدخله الذباب.
-إذا كان الكلام من فضة، فالسكوت من ذهب .
-الندم على السكوت خير من الندم على القول. سلامة الإنسان في حفظ اللسان.