موقع يهتم بالمرأة العربية وعواطفها وتحدياتها وأحلامها وشريك حياتها

راوية الأفلام: ما بين موهبة خلقت للظهور وواقع  خائب أماتها

0 327

عند سهول تشيلي بين مناجم ملح البارود ولدت فتاة صغيرة، أصبحت فيما بعد راوية أفلام، كانت تسليتهم الوحيدة في صحراء( أتاكاما) هي السينما أو مشاهدة عروض (ماريا مارغاريتا) ، التي تعيد تمثيل أفلام السينما ببراعة شديدة.

رواية الأفلام

ماريا مارغاريتا:

فتاة صغيرة نشأت في طبقة فقيرة، لأب كان عاملا في إحدى مناجم ملح البرود في صحراء (أتاكاما) ، ولكن المرض اجلسه قعيدا مابقي من عمره على كرسي متحرك، ولأم تركتهم بعد مرض زوجها بحثا عن حياة تخيلتها أفضل، ولأربع أخوة ذكور تشبهت بهم ماريا، تركت لعب الدمى، واتجهت للعب الكرات والعصير، وكانت بطلة في قتل الحراذين من أول ضربة حجر منها، ودخنت خفية، بل وتعلمت البول واقفة .

ملخص الرواية:

 

صرف منجم ملح البارود معاشا ضئيلا للعامل القعيد، عاشت الأسرة على تناول الأكل الردئ وشراء زجاجة النبيذ للأب التي لابد منها، وفيما مضىٰ كانت تسليتهم الوحيدة الذهاب إلي السينما، ولكن بعد تقاعد الأب عن العمل، لم يكن بمقدروهم الذهاب جميعا.

اقترح الأب أن يذهب كل أسبوع واحدا من أولاده إلي السينما، وعندما يعود يروي للأسرة الفيلم، وأفضل راوي هو من سيذهب كل أسبوع لمشاهدة الفيلم، ثم يعود ويرويه للعائلة، ذهب كل أبناؤه تباعا، وأخذوا في حكي وتمثيل الفيلم، لكنها هي التي تفوقت (ماريا مارغاريتا) والتي كانت تتقن، ليس الفيلم و تمثيله فقط، بل لبس الشخصية والأكسسوارات، كانت حقا تتقن إلقاها للفيلم، حتى ذاع صيتها في بين جيرانها، الذين أتوا لمنزلها  ليشاهدوا عروضها الذين سمعوا عنها، وزاد شغف ماريا عندما سمعت إحدى جيرانها تلقبها بـ (حورية الكلمة)، وبدأت العائلة تجهز المنزل كي يسع أكثر قدر من المتفرجين لمشاهدة عروض (ماريا مارغاريتا)، ووصل صيتها أكثر وأكثر إلى أثرياء القرية، يدعونها لمشاهدة عروضها في منازلهم.

اقرأ أيضا: تحميل رواية راوية الأفلام

” العناكب لا تنسج نسيجها إلا في أيام غائمة “

دعاها (المرابي) لمنزله لمشاهدة إحدى  عروضها، أقدم بتذمره من صندوق إكسسوارات العرض، ورجع أخاها به إلي المنزل، وتركها وحدها مع رجل وجهه مصنوع من عظام، روت له الفيلم جالسة على ركبتيه، حول الرعب جسدي إلي هلام ولم أستطيع عمل أي شيء.

لم تحكي ماريا ما حدث لأبيها، حتى لا تزيد من قلة حيلته، وكتمت عنه ما حدث في صدرها، مرت الأيام رتيبة، ومات والدها غاطسا بكرسيه المتحرك، وفي نفس ذلك اليوم الغائم ، سمعت أن صاحب محل الحلويات سيقتني التلفاز في محله.

 

” ما هو إلا أشبه بلبان جديد: ما إن يمضغ بالقدر الكافي حتى يفقد مذاقه ولا مفر لنا عندئذ من أن نبصقه دون ندم “

واحتشد الناس لرؤية هذا الحدث الجديد، متشوقين ومنبهرين بتركيب وصلاته وتشغيله، ظنت ماريا إنه انبهار مؤقت لشيء جديد، وسوف يعودون لمشاهدة عروضها التي يفضلونها عن الذهاب للسينما، ولكن مع مرور الوقت لم يحدث، اتجه كل أخ لها إلى سبيل اختاره لنفسه، توارت عنها أخبارهم ، صار الأمر بها وحيدة وهي في سن الرابعة عشر بين أحضان السيد المدير ذا الحادية والخمسين..

ومضيت الأيام واستيقظت ماريا يوما على غياب المدير للأبد، وبدء هجر عاملين القرية عائلة تلو الأخرى، حتى بقيت وحيدة تعيش في الفناء…

“أراهم يعيشون في الأفق مثل السراب، بينما تكون الموسيقى التصورية آخذة  في الإطفاء شيئا فشيئا!! وعلى ظلالهم تظهر، بحزم وحتمية كلمة لم يرغب أحد في الحياة قراءتها…”

اقتباسات من الرواية:

  • إننا مصنوعون من مادة الأفلام نفسها.
  • النساء هنا يتحولن إلي تماثيل من ملح.
  • العناكب لا تنسج نسيجها إلا في أيام غائمة.
  • لقد كنا كلتانا في الحقيقة حلمين مقطوعين.
  • أنا وهي وحدنا كما لو أننا على جانبي العالم.

رأيي الشخصي:

لم اقتنع بمسار الشخصية النهائي، لأن تاريخ الشخصية يحتم أن يأخذها الكاتب لمسار أفضل بناء على تاريخها، ويجعلني أتساءل كيف لفتاة تربت بين حماس الذكور، ورأت شغفها أمامها، لماذا لم تركض وراء شغفها، وتبحث عن سبيل أفضل لها كما فعلوا أخواتها!

لماذا على الأقل، لم تهاجر كما فعلوا عاملين القرية!

اقرأ أيضا: توقف عن ارضاء الآخرين واكتشف ذاتك

اترك رد

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني.