ان شهر رمضان هو شهر من أعظم واسمى الشهور، فيه ليلة خير من ألف شهر، وفيه تضاعف الأعمال، وفيه تغل الشياطين وفيه تطرد وتقيد، وفيه تفتح أبواب الجنة وتغلق أبواب النيران.
هو شهر بمثابة مكافئة من رب العباد للعباد.
فالله يمتن ويتفضل لعباده بشهر، مكلف فيه كل مخلوق بالطاعة والعبادة، بدون أي عناء ممكن منه.
كيف ذلك!
فالعبادة تحتاج لجهاد نفس، والشيطان عدو النفس، ومتى قيد العدو وطرد، فلا جهاد يذكر، وهذا أفضل ما يميز شهر رمضان المبارك عن بقية الشهور.
فضل شهر رمضان المبارك
هو شهر عبادة وطاعة، ينال صاحبه من الأجر مالا حصر له، فالحسنة فيه مضاعفة لملايين الحسنات، والعمل فيه ينال بأقل مجهود يذكر، والهدى فيه حتمي لا محالة، والروح فيه صافية، والصيام فيه جنة، وفيه يذوق الصائم حلاوة الإيمان، ألا وهي حلاوة الصيام، فالصيام هو أقرب ما يوصل العبد لرضا ربه، لذا قال في الحديث القدسي ”الصوم لي وأنا اجزي به”.
اقرأ أيضا: كيفية اختيار شريك الحياة؟
أسباب قبول العمل في رمضان
1.الاخلاص من أسباب قبول العمل; و إخلاص النية في الصيام; بأن تكون ابتغاء مرضاة الله والدار الآخرة، والبند الثاني من الإخلاص هو العمل الموافق لسنة الحبيب المصطفى- صلى الله عليه وسلم – من قول أو فعل أو تقرير.
مثال; الصلاة; حيث أمرنا بها على هيئة وصفات معينة، وليس مجرد حركات أو سكنات، ومن لم يعرف الكيفية الصحيحة لها فليعرفه أهل الذكر.
“فاسئلوا أهل الذكر إن كنتم لا تعلمون “
ومثال الصيام ; فالصيام ليس مجرد الامتناع عن الطعام والشراب فحسب، بل هو الإمتناع عن اللغو، الذي هو لهو الحديث، وذنوب الخلوات، والنظر المحرم، وهوى النفس المتبع من كسل وراحة ونوم أثناء النهار.
2.الاتقان والإحسان من أسباب الاستمرارية على العمل الصالح في رمضان; وإتقان العمل هو علامة على قبوله وعدم ضياعه.
“ان الله لا يضيع أجر من أحسن عملا “
وقوله تعالى “ان اللله لا يضيع أجر المحسنين “
اقرأ أيضا: مواصفات الزوج الصالح
كيف نغتنم شهر رمضان
–حافظ على روحك الرمضانية; الروح إذا روضت لن تعود إلى ما كانت عليه.
قال تعالى “وما كان الله ليضيع ايمانكم”
-تعلم عبادة جديدة; فهذه فرصة لإكتساب العادات التعبدية.
-تصدق على من معك بشئ من المشاركة والملاطفة، فهو شهر يحتاج إلى شئ من المرح والدعابة كي تصفو الروح وتزدهر، وتعود كما كانت منذ أن ولدت.”ما من مولود الا ويولد على الفطرة”
-متابعة شئ من البرامج الرمضانية الدينية.
فهى تنمي الوعي الديني والثقافة الإسلامية، وتحرك العقول نحو مرضاة الله عزوجل.
-الخروج من رمضان سالما غانما، واعنى من السلامة هى السلامة من الأمراض البدنية، والآفات الروحانية؛ لأن رمضان عبادة البدن والروح.
أما أن ينتصر على نفسه، فتعلو صحته، وبهذا يكون انطبق عليه “صوموا تصحوا” وأما أن تنتصر عليه نفسه فيفرط في الطعام والشراب، بعد الإفطار.
وكذلك الحال مع الروح، أما أن تزكو بالعبادات وأما ان تركد بالكلام والكسل والراحه وما إلى ذلك من شهوات أخرى غير شهوة الطعام والشراب.
اقرأ أيضا: كيف تدعو إلى الله؟
علامات الفوز بشهر رمضان
– كثرة الاهل والخلان من علامات الفوز برمضان; فالله إذا تقرب إليه عبده بالعبادات وقبلها احبه، فإذا احبه وضع له الحب والقبول في الأرض اكثر واكثر.
– من علامات قبول الصيام; المسارعة في الخيرات، فعلامة قبول الحسنة الحسنة بعدها.
-أدب الحوار دليل قبول هذا العمل; فالصيام يعلم الصائم أدب الحوار؛ لأنه سر بين العبد وبين ربه، فمن حافظ على صيامه فقد تعلم أدب الحوار.
وهذا ما بينه الحديث الشريف ;
(وإذا كان يوم صوم أحدكم فلا يرفث ولا يصخب)) الرَّفث الكلام البذيء سواءً كان منهُ ما يتعلَّق بالنِّساء وهو الأقرب أو غيرُهُ ((ولا يصخب)) كلام فيه صخب ولغط ويُؤدِّي إلى شجارٍ ونِزاع.
-استجابة الدعاء سر من أسرار التوفيق في العبادة; قال صلى الله عليه وسلم “ثلاث لا ترد دعوتهم وذكر منهم ;الصائم عند فطره”
-الخوف من الله والطمع فيه هو جنة الصيام; فهى أقصى درجات الحب الإلهي، قال تعالي “ولمن خاف مقام ربه جنتان”
-دخول جنة الصيام، فلا يشعر صاحبه بجوع ولا عطش، فهو مستشعر لذة الطاعة والإنس والقرب من الله فقط.
اقرأ أيضا: ماذا يقال في عقد النكاح؟
دراسة علمية حول فوائد وأضرار الصوم صحيا
بينت دراسة طبية أن الصيام له تأثيرات إيجابية عديدة على صحة الإنسان. ومن أبرزها الوقاية من الأمراض المزمنة، ولكن أيضا كعلاج لأمراض النظام الهضمي والسمنة، وأمراض أخرى نتعرف عليها في هذا التقرير.
كشفت دراسة حديثة أن الصيام العلاجي له تأثير إيجابي على صحة الإنسان وقد يقي الجسم من أمراض القلب والأوعية الدموية والتهاب المفاصل وأمراض الجهاز الهضمي.
وقام الباحثون بدراسة التأثيرات الصحية للصوم العلاجي على طريقة بوخينغر وذلك تحت إشراف البروفيسورة فراسنواز فيلهالمي دي توليدو من عيادة بوخينغر فيلهلمي على ضفاف بحيرة كونستانس جنوبي ألمانيا، بالتعاون مع البروفيسور أندرياس ميكالسن من مستشفى شاريتيه برلين الجامعي.
وقام 1422 شخصا باتباع برنامج للصيام العلاجي لمدة سنة واحدة لفترات تتراوح بين 4 و 21 يوما. وقد نشرت مؤخرا نتائج الدراسة في مجلة “بلوس وان” العلمية الشهيرة.
آيات وأحاديث عن الصيام
فمن كان منكم مريضا أو به أَذًى مِّن رَّأْسِهِ فَفِدْيَةٌ مِّن صِيَامٍ أَوْ صَدَقَةٍ أَوْ نُسُكٍ ۚ فَإِذَا امنتم مِنَ الْهَدْيِ ۚ فَمَن لَّمْ يَجِدْ فَصِيَامُ ثَلَاثَةِ أَيَّامٍ فِي الْحَجِّ وَسَبْعَةٍ … ﴿١٩٦ البقرة﴾
يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا كُتِبَ عَلَيْكُمُ الصِّيَامُ كَمَا كُتِبَ عَلَى الَّذِينَ مِن قَبْلِكُمْ لَعَلَّكُمْ تَتَّقُونَ ﴿١٨٣ البقرة﴾
أُحِلَّ لَكُمْ لَيْلَةَ الصِّيَامِ الرَّفَثُ إِلَىٰ نِسَائِكُمْ ۚ هُنَّ لِبَاسٌ… وكلوا واشربوا حتى يتبين لكم الخيط الأبيض من الخيط الْأَسْوَدِ مِنَ الْفَجْرِ ۖ ثُمَّ أَتِمُّوا الصِّيَامَ إِلَى اللَّيْلِ ۚ وَلَا تُبَاشِرُوهُنَّ وَأَنتُمْ … ﴿١٨٧ البقرة﴾
… رَقَبَةٍ مُّؤْمِنَةٍ ۖ فَمَن لَّمْ يَجِدْ فَصِيَامُ شَهْرَيْنِ مُتَتَابِعَيْنِ تَوْبَةً مِّنَ اللَّهِ … ﴿٩٢ النساء﴾
… تَحْرِيرُ رَقَبَةٍ ۖ فَمَن لَّمْ يَجِدْ فَصِيَامُ ثَلَاثَةِ أَيَّامٍ ۚ ذَٰلِكَ كَفَّارَةُ أَيْمَانِكُمْ … ﴿٨٩ المائدة﴾
فَمَن لَّمْ يَجِدْ فَصِيَامُ شَهْرَيْنِ مُتَتَابِعَيْنِ مِن قَبْلِ أَن يَتَمَاسَّا ۖ فَمَن لَّمْ يَسْتَطِعْ فَإِطْعَامُ سِتِّينَ مِسْكِينًا ۚ ذَٰلِكَ لِتُؤْمِنُوا بِاللَّهِ وَرَسُولِهِ ۚ وَتِلْكَ حُدُودُ اللَّهِ ۗ وَلِلْكَافِرِينَ عَذَابٌ أَلِيمٌ ﴿٤ المجادلة﴾
أولاً: أحاديث في صيام رمضان خصوصاً
عن أبي هريرة رضي الله عنه قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: (من صام رمضان إيماناً واحتساباً، غُفر له ما تقدم من ذنبه) رواه الشيخان.
عن أبي سعيد الخدري رضي الله عنه قال: “غزونا مع رسول الله صلى الله عليه وسلم لست عشرة مضت من رمضان، فمنا من صام ومنا من أفطر، فلم يعب الصائم على المفطر، ولا المفطر على الصائم” متفق عليه.
عن أبي أيوب الأنصاري رضي الله عنه أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: (من صام رمضان ثم أتبعه ستاً من شوال، كان كصيام الدهر) رواه مسلم.
عن أبي هريرة رضي الله عنه أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: (إذا جاء رمضان فُتّحت أبواب الجنة، وغُلّقت أبواب النار، وصُفّدت الشياطين) رواه مسلم.
عن أبي هريرة رضي الله عنه أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: (من قام رمضان إيماناً واحتساباً غُفر له ما تقدم من ذنبه) متفق عليه.
عن أبي هريرة رضي الله عنه عن النبي صلى الله عليه وسلم قال: (من قام ليلة القدر إيماناً واحتساباً، غُفر له ما تقدم من ذنبه) متفق عليه.
فضل قراءة القرآن في رمضان
القرآن الكريم هو كلام الله عز و جل الذي انزله بروح منه ليكون هدى للناس ورحمة ونورا وتقا وهداية، فيه الكثير من الأخبار، والتي هى توجب الصدق والتسليم بها، ثم الأوامر والنواهي التي هى بمثابة تكاليف من رب الأرض والسماء لأهل الأرض، الذين هم دعاة الله وخلفاؤه في الأرض.
لا شك انه هو دستور الحياة الذي تكلم في كل شئ في الدين والحياة، فمن أراد الدنيا كلها فعليه بالقرآن، ومن أراد الآخرة فعليه بالقرآن، ومن اردهما مها فعليه بالقرآن.
القرآن من اسمى صور العبادة في رمضان،
فالقرآن هو عبادة من أفضل واسمى العبادات في العموم بعد ذكر الله بالتأكيد “اتل ما أوحى إليك من الكتاب واقم الصلاة… ولذكر الله اكبر”، وهو من أفضلها في رمضان، لأن في القرآن مناجاة قوليةبين العبد وربه، كالصلاة تماما،فالذي يقرأ القرآن يناجيه-يكلمه ربه- والذي يصلي يناجي ربه – يتكلم مع ربه – بخلاف الصيام ففيه مناجاة من نوع آخر.
رَوى الشَّيْخُ أَبُو الْفُتُوحِ الرَّازِيُّ فِي تَفْسِيرِهِ عَنْ أَبِي أُمَامَةَ عَنْ رَسُولِ اللَّهِ (صلى الله عليه و آله) أَنَّهُ قَالَ: ” مَنْ قَرَأَ ثُلُثَ الْقُرْآنِ فَكَأَنَّمَا أُوتِيَ ثُلُثَ النُّبُوَّةِ، وَ مَنْ قَرَأَ ثُلُثَيِ الْقُرْآنِ فَكَأَنَّمَا أُوتِيَ ثُلُثَيِ النُّبُوَّةِ، وَ مَنْ قَرَأَ الْقُرْآنَ كُلَّهُ فَكَأَنَّمَا أُوتِيَ تَمَامَ النُّبُوَّةِ.
ثُمَّ يُقَالُ لَهُ: اقْرَأْ وَ ارْقَ بِكُلِّ آيَةٍ دَرَجَةً ، فَيَرْقَى فِي الْجَنَّةِ بِكُلِّ آيَةٍ دَرَجَةً حَتَّى يَبْلُغَ مَا مَعَهُ مِنَ الْقُرْآنِ.
ثُمَّ يُقَالُ لَهُ: اقْبِضْ فَيَقْبِضُ.
ثُمَّ يُقَالُ لَهُ: اقْبِضْ فَيَقْبِضُ.
ثُمَّ يُقَالُ لَهُ: هَلْ عَلِمْتَ مَا فِي يَدِكَ؟
فَيَقُولُ: لَا.
فَإِذَا فِي يَدِهِ الْيُمْنَى الْخُلْدُ ، وَ فِي الْأُخْرَى النَّعِيمُ” 1.
و رُوِيَ عن رسول الله صلى الله عليه و آله أنه قال في ثواب تعليم القرآن: “مَنْ عَلَّمَ وَلَدَهُ الْقُرْآنَ فَكَأَنَّمَا حَجَّ الْبَيْتَ عَشَرَةَ آلَافِ حَجَّةٍ، وَ اعْتَمَرَ عَشَرَةَ آلَافِ عُمْرَةٍ، وَ أَعْتَقَ عَشَرَةَ آلَافِ رَقَبَةٍ مِنْ وُلْدِ إِسْمَاعِيلَ، وَ غَزَا عَشَرَةَ آلَافِ غَزْوَةٍ، وَ أَطْعَمَ عَشَرَةَ آلَافِ مِسْكِينٍ مُسْلِمٍ جَائِعٍ، وَ كَأَنَّمَا كَسَا عَشَرَةَ آلَافِ عَارٍ مُسْلِمٍ، وَ يُكْتَبُ لَهُ بِكُلِّ حَرْفٍ عَشْرُ حَسَنَاتٍ، وَ يَمْحُو اللَّهُ عَنْهُ عَشْرَ سَيِّئَاتٍ، وَ يَكُونُ مَعَهُ فِي قَبْرِهِ حَتَّى يُبْعَثَ، وَ يَثْقُلُ مِيزَانُهُ، وَ يُجَاوَزُ بِهِ عَلَى الصِّرَاطِ كَالْبَرْقِ الْخَاطِفِ، وَ لَمْ يُفَارِقْهُ الْقُرْآنُ حَتَّى يَنْزِلَ بِهِ مِنَ الْكَرَامَةِ أَفْضَلَ مَا يَتَمَنَّى” 2.
العلاقة بين الصيام وقراءة القرآن
وهناك علاقه وثيقة بين القرآن والصيام علاقة ترابط واتحاد في الجزاء المصيري وهو الشفاعة عند الله عز وجل .
{الصيام والقرآن يشفعان للعبد، يقول الصيام: أي رب إني منعته الطعام والشهوات بالنهار فاشفعني فيه، ويقول القرآن: رب إني منعته النوم بالليل فاشفعني فيه، فيُشفّعان}
[…] أنت غنى بما تملكه لأنه اختيار الله لك فلا تترك نفسك تتطلع لما لا يمكنك أن تملكه، جاهد نفسك لتستغنى ” ازهد فى الدنيا يحبك الله وازهد فيما فى أيدى الناس يحبك الناس “صدق رسول اللهإن رأيت الله فى تفاصيل حياتك سيرتاح قلبك ويعزك الله ويديم عليك نعمه، فإن تعلقت بشخص ورأيت معه ما يرضيك فهذا من فضل الله عليك فهو عطاء الله لك، بينما التعلق بشخص دون رؤية المعطى الوهاب تستعبد المرء وتجعله لا يستطيع الاستغناء.إن عز المؤمن بإستغنائه عن الخلق فكيف السبيل إلى الاستغناء ؟!بالصبر ومجاهدة النفس وأن تعتاد نفسك على أنه ليس من الضرورى الحصول على كل ماتشتهيه نفسك، والإكتفاء بنعم الله عليك وشكر الله عليها وعدم الشكوى، حتى تزداد النعم وتصان.ادع الله واطلب منه الرضا والغنى وتحلى باليقين فى اختيارات الله وبما قسمه لك، اليقين فى عدل الله ورحمته ولطفه بك فقد قيل فى ذلك: إذا شكوت إلى ابن آدم إنما تشكو الرحيم إلى الذى لا يرحم.واعلم إن الحرية حرية القلب والعبودية عبودية القلب، والغنى غنى النفس.اقرأ أيضا: شهر رمضان شهر الله الأعظمhttps://www.youtube.com/watch?v=sIFoBfxxqhw […]