موقع يهتم بالمرأة العربية وعواطفها وتحدياتها وأحلامها وشريك حياتها

ظلم النفس آفة أغلب الشباب اليوم

0 454

ظلم النفس إحدى صور الظلم 

إن ظلم النفس آمر يغفل عنه الكثير في ساحة المجتمع المسلم، رغم أنه نبهنا عليه في القرآن أشد تنبيه، فقال في القرآن “ولا تقتلوا أنفسكم”، وتفسير القتل هنا هو الظلم؛ لأنه إحدى صور القتل، حيث جاء في تفسير الآية; ولا يقتل بعضكم بعضا، والتفسير الآخر لها هو لا تقتلوا أنفسكم، وقتل النفس بظلمها. 

 

ظلم النفس قتل لها 

 

إن الشرع الحنيف من شدة تشديده على النهي عن ظلم النفس، وشناعة هذا الأمر وهو ظلم النفس، وإن كانت أنواع الظلم كلها شنيعة وأبشع من بعضها البعض إلا أن هذا النوع خصيصا ذكر في القرآن على جهة التصريح فضلا عن بقية أنواع الظلم، ومنه قوله تعالى” ولا تقتلوا أنفسكم إنه كان بكم رحيما”. 

 

الظلم سمي في القرآن بالشرك 

 

وجاء القرآن في سورة لقمان حيث يوصي فيها لقمان الحكيم ابنه بتحذيره من الوقوع في الشرك، قائلا له على لسان الحق تبارك وتعالى “يابني لا تشرك بالله ان الشرك لظلم عظيم”، وتسمية الظلم بالشرك هنا ليس على سبيل المبالغة بل على سبيل المطابقة أي أنه قد ينطبق إسم الشرك على الظلم في حالة ما لو وصلت النفس لحالة الشرك-اعنى الشرك – الأصغر، والنفس تصل لحالة الشرك الأصغر برؤية الشخص لها وتبختر صاحبها والرياء. 

عن محمود بن لبيد الأنصاري رضي الله عنه أن النبي صلى الله عليه وسلم قال: (إنَّ أَخْوَفَ ما أَخاف عليكُم (أشد شيء أخافه عليكم) الشرك الأصغر، الرِّياء، يقول الله عز جل إذا جَزَى النَّاسَ بأعمالهم: اذهبوا إلى الَّذين كنتُم تُراؤون في الدُّنيا، فانظروا هل تجِدون عندهم جَزاء؟) رواه أحمد. 

 

تحميل النفس فوق طاقتها ظلم لها 

 

إن الشخص قد يغفل كثيرا عن أن لنفسه عليه حق، وأنه عليه أن يتحرى الوسطية في علاقته مع ذاته وأن يعتنى بها أشد اعتناء، لأن أول ما سيسأل عنه الشخص نفسه سواء أمام مجتمعه أم أمام ربه، وتحميل النفس فوق طاقتها يكون بعدم إعطائها قسط من الراحة والتكالب على العمل دوما. 

هذا ما قاله سلمان الفارسي لأخيه أبي الدرداء عندما زاره فوجده قد انقطع للعبادة حتى أهمل حق زوجته وحق نفسه. فقال “إنَّ لِرَبِّكَ عَلَيْكَ حَقًّا، ولِنَفْسِكَ عَلَيْكَ حَقًّا، ولأَهْلِكَ عَلَيْكَ حَقًّا، فَأَعْطِ كُلَّ ذِي حَقٍّ حَقَّهُ”. وقد أقره النبي صلى الله عليه وسلم على ذلك بقوله: [صدق سلمان].

 

صور ظلم النفس

 

1.فإنه إذا أطلق تناول جميع الذنوب، فإنها ظلم العبد نفسه، قال تعالى‏:‏ ‏{‏‏ذَلِكَ مِنْ أَنبَاء الْقُرَى نَقُصُّهُ عَلَيْكَ مِنْهَا قَآئِمٌ وَحَصِيدٌ وَمَا ظَلَمْنَاهُمْ وَلَـكِن ظَلَمُواْ أَنفُسَهُمْ فَمَا أَغْنَتْ عَنْهُمْ آلِهَتُهُمُ الَّتِي يَدْعُونَ مِن دُونِ اللّهِ مِن شَيْءٍ لِّمَّا جَاء أَمْرُ رَبِّكَ وَمَا زَادُوهُمْ غَيْر َتَتْبِيبٍ‏}‏‏ ‏[‏هود‏:‏100- 101‏]‏،

 

 2.ظلم النفس بوقوعها في مظالم العباد ;فقد يتورط الشخص في دين أو قرض من شخص أو مؤسسة ولم يقدر على السداد، فهذا الدين سيظل في رقبته إلى قيام الساعة، أو قد يقتل شخص أخاه المسلم بغير وجه حق فيكون بذلك قد ظلم أخاه المسلم أشد الظلم بسلب نعمة الحياة منه، وقد يسب المسلم أخاه وينتهك عرضه وهذا أيضا إحدى صور الظلم. 

قال صلى الله عليه وسلم “إن دماءكم وأموالكم وأعراضكم حرام عليكم كحرمة يومكم هذا في بلدكم هذا” 

3.ظلم الأزواج بعضهم البعض ;وذلك فالشرع حدد لكل من الزوجين حقوقا وأوجب عليهم واجبات، فمن قصر في حق من حقوق الآخر فقد تعدى وظلم. 

وفي هذا الموضع يقول صلى الله عليه وسلم “اتقوا الله في النساء فإنكم أخذتموهن بأمانة الله واستحللتم فروجهن بكلمة الله”.

اقرأ أيضا: كيفية استثمار وقت الفراغ؟

اترك رد

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني.