علم النفس من أهم العلوم الموجودة وإن لم يكن أهمها، لأنه يوضح النفس وكيفية التعامل معها.
ولكل إنسان شخصية تميزه عن غيره، وهذه الشخصية لها مميزات وسلبيات.
مميزات تظهر في شكل أفعال وأقوال إيجابية يحبها، ويحترمها من حوله ويطالبونه بالمزيد.
سلبيات تظهر في شكل سلوك وأحاديث ومواقف، تتسبب في مشاكل ومتاعب في العلاقات مع من حوله حتى أقرب الناس إليه،
منهم من يقبل بعض هذه السلبيات، ومنهم من يرفض، وأحياناً لا يرفض السلوك وحسب، ولكن يرفض الشخص نفسه بالكامل.
ويوصمه بوصمة لا ينفك عنها باقي حياته، وتصبح جزء منه يصدق ما قد قيل عنه، ويتبنى هذا الرأي عن نفسه وتصبح صوره مشوهة عن ذاته.
وحتى يستطيع أن يغير هذه الصورة عن نفسه يحتاج لشخص يتقبله كما هو، يمتن لأفعاله الحسنة، ولا ينظر فقط من جانب واحد ألا وهو الجانب السلبي.
بل يرى حسناته وسيئاته، ويحبه بالجانب المظلم والمضئ، فيه يتقرب إليه وقت العناء كما يفعل وقت السعة، فعندما تعرف الشخص فقط وقت الرخاء وتتركه وقت الشدة يشعر بالخذلان.
يسعى الفرد جاهداً أن يغير حاله وينمي من شخصيته، فيجد سلبيات ممكن يغيرها بمفرده بسهوله ودون جهد، وسلبيات أخرى يحتاج فيها لمتخصص كي يساعده علي التخلص من تلك الصفات السلبية، وتحويلها لصفات إيجابية وعمل توازن لحياته ويصل لأفضل نسخة من هذا الإنسان.
كما يساعده علي تغيير الصورة الذهنية المترسخة من الصغر، بسبب النقد والمقارنة ورأي الآخرين فيه، يحولها لصورة ذهنية صحيحة يرى بها نفسه كما هي من غير نقصان، صورة حقيقية يرى بها بعين نفسه لا بعين الآخرين.
علم النفس والفيلم
تدور قصة الفيلم حول فتاة شابة اسمها ” كايرا” مصورة سينمائية محترفة، طموحة ،شغوفة، وتحب عملها.
عانت كايرا في طفولتها بترك والديها لها، بسبب ظروفهم المادية فبقيت عند جديِّها وبقي أخوها مع الوالدين، فأحست ببعض الظلم وشعرت حينها بأول فقد في حياتها، وكانت ترسل لهم رسائل ولم يردوا عليها، وتعلقت بجدِّيها، وبعد فترة جاء الأبوين لاستعادتها فشعرت بالخذلان والفقد للمرة الثانية، وبقيت في حالة نفور من والديها.
كانت تحب منتج العمل الذي تقوم به وتفاجئت بخبر خطبته من فتاة أخرى، وشعرت بالخذلان والفقد للمرة الثالثة، وانتابها حالة من الأرق الشديد لا تستطيع بعدها النوم، بشكل منتظم وأحياناً يمنعها من النوم بشكل زائد عن الحد تذهب بعدها للطبيب النفسي.
فترى العالم من منظور مختلف ويقول لها إذا أردت الشعور بالأمان فعليك إبعاد المخاوف أولاً.
كانت تحمل خوف أن يتم هجرها أو تركها وحدها، طوال سنوات عمرها إثر ما تعرضت له من فقد، وأثر ذلك على علاقاتها.
فكانت تقوم بترك الآخرين قبل أن يقوموا بتركها، لأنها كانت لا تريد الشعور بالألم مجدداً ولا تريد مواجهة هذا الألم.
نصحها الطبيب أن تترك الخوف للأبد وتقول مرحباً للحياة، وقال لها أن تنظر لوالديها بنظرة غير مثالية فهم بشر طبيعيين يصيبون ويخطئون كأي بشر.
هذا الكلام حينما كانت طفلة صغيرة لا تفهمه، لكن يمكن الآن فهم ذلك الأمر وتقبله حتى تتجاوزه، وحتى تدع مخاوف الطفولة وتنضج نصحها، أن لا تدع الماضي يخرب الحاضر، ولا يدمر المستقبل الجميل
وتسأل هل هناك علاقات مميزة؟
يخبرها أن الفرد يمكن أن يحظى بالعديد من العلاقات المختلفة المميزة، والعلاقات العاطفية هي واحدة من الكثير من العلاقات المميزة، والاعتقاد أن هناك علاقة واحدة تتحمل عبء كل الاحتياجات غير عادل.
ويخبرها أن دور الطبيب أو الأخصائي النفسي هو إعادة ترتيب وتركيب بازل الحياة مع الشخص، لكن الشخص نفسه هو من يملك الصورة الكاملة لهذا البازل.
لذا من الضروري أن يتعلم كل فرد علم النفس ويقرأ فيه.
اقرئي أيضاً: تفسير اللون الأصفر في المنام
