ظاهرة قديمة وجديدة بنفس الوقت لأنها تتجدد كل صيف وكل موسم بشكل عام، تتجدد صيفا بسبب العطلة الصيفية والفراغ الذي يشعر به الكثير من الأطفال والمراهقين، ألا وهي ظاهرة عمالة الأطفال واليافعين.
قبل الخوض والنقاش بالمحاور المتعددة لهذا المقال يجب التنويه أن عمالة الأطفال في معظم الأحيان تكون لمهن غير مناسية لعمرهم أو بنيتهم الجسدية أو حتى قبولها ضمن المعايير الاجتماعية المتفق عليها أو حتى قوانين ومواثيق الأمم المتحدة وجمعيات ومنظمات حماية ورعاية الأطفال.
سأتطرق في مقالي هذا للمحاور التالية:
- ما المقصود بعمالة الأطفال والمراهقين؟
- ما أسباب عمل الأطفال واليافعين؟
- مساويء ومميزات عمالة الأطفال والمراهقين
- توصيات عامة
عمالة الأطفال
عمالة الأطفال هي لجوء الأطفال والمراهقين للعمل غير الرسمي وذلك إما لضغوطات من الأهل أو لتحسين وإيجاد مورد للإنفاق وتحسين وضعهم المادي، وقليلا ما يكون لتعلم أو كسب مهارات جديدة تساعدهم في حياتهم العملية لاحقا.
لا نستطيع إنكار حقيقة أن معظم طبقات المجتمع التي تقع اجتماعيا دون المتوسط ترغم أطفالها للعمل من أجل مساعدتهم لتحمل أعباء الحياة من جهة ومن جهة أخرى كوسيلة للإنفاق على أنفسهم من أجل الاكتفاء ذاتيا.
هناك مساويء ومميزات لعمالة الأطفال واليافعين، وبدأت بالمساويء لأن مخاطر العمل المبكر أكثر من مميزاتها. فما هي مساويء عمل الأطفال واليافعين:
- تحمل المسؤولية وأعباء الحياة في سن مبكر وقد يكون ذلك فوق طاقتهم الاستيعابية وقدراتهم الجسديو وهم ما يزالون في سن مبكر لذلك
- عدم الاستمتاع بطفولتهم وبالعطلة الصيفية كبقية أقرانهم الأطفال
- التعرض لمشاكل في الشارع من قيل بعض الأشخاص الخارجين عن القانون
- التعرض للتنمر، خاصة الأطفال الذين يعملون في تنقيب النفايات وحاويات القمامة
- إصابات عمل أو إصابات مفاجئة نتيجة عملهم لامور لا تتناسب مع بنيتهم الجسدية
- تعلم عادات والنطق بألفاظ لا تناسب سنهم
أما عن المميزات والنواحي الإيجابية رغم قلتها ولكنها تبدو جاذبة ومؤشر نحو الطريق الصحيح لأسلوب حياة جيد في المستقبل:
- تحمل المسؤولية والقدرة على حل المشكلات
- تعلم مهن ومهارات جديدة قد تساعدهم في حياتهم العملية لاحقا
- الاكتفاء الذاتي ماديا
- المساهمة والمشاركة مع عائلاتهم في الإنفاق
بعد استعراض المساويء/المخاطر والمميزات، لا نستطيع أن ننكر أن نتائج عمالة الأطفال من الناحية النفسية خطر جدا لهم وذلك من ناحية تربوية ورجوعا لدراسات عديدة في علم النفس وعلم الطفل لأن الطفل هنا لم يشبع حاجاته السابقة لينمو نموا سويا، بل قام بالعمل والذي يعتبر مرحلة متقدمة ولاحقة.
التوصيات للأهل خاصة والمجتمع عامة وذلك من خلال طرح الأسئلة التالية:
- كيف يمكن للطفل والمراهق أن يعيش حياة طبيعية في مجتمع لم يعد محافظا على هويته؟
- كيف يمكن لهم ان يحددوا ويجدوا هويتهم وسط ضياع القيم والمثل والحروب والمجاعات وانقلاب موازين الحياة؟
تحتاج هذة الظاهرة لدراسات وأبحاث عديدة ومكثفة ، لاستبانات ومقابلات لإيجاد الحلول المناسبة والناجعة، فلنبدأ من هنا.
اقرأ أيضا: الجمال في متعة عدم الكمال