المرأة نصف المجتمع
طبيعة المرأة تتمثل في كونها عنصر عاطفي فعال ومؤثر، فدورها يكاد يكون دورا حساسا، بمعنى أن المجتمع متوقف بأكمله على المرأة، حتى وإن لم تحتل أرقى الوظائف وأعلى المناصب، هى أصلا لم تخلق لذلك، ولا يعني ذلك لها شئ، فهى بأنوثتها تشعر وكأنها تملك العالم بأكمله في وقت واحد.
كيف لا!
فقد أودع الله بداخلها قوة هائلة على التضحية والعطاء؛ لذا تجدها هى المتخصصة في بناء العلاقات وتنمية الجانب الإجتماعي داخل الاسرة وخارجها، لذا كان دورها الرئيسي هو تربية الأبناء، هذا ليس تقليلا منها، كما يعتقد البعض، بالعكس تماما، بل هذا عين الوقار، والإنسانية.
ورغم أنها كائن ضعيف، إلا أنها ضعفها هذا يكون سببا في تقوية المجتمع بأكمله، من حيث بناء جيلا كاملا وقويا، قادرا على تحمل المسئوليه وتحمل أعباء الحياة، لذا نستطيع أن نقول، وصدق الله العظيم حين قال
“وكل شئ خلقناه بقدر “، أي بحكمة. سواء أكان قدرا جميلا، أم مؤلما، لذا نحن مخدوعين في المظاهر في الحقيقة، فظاهر المراة ان كان ضعيفا إلا أنه هو عين القوة بالنسبة لها.
فنحن كثيرا ما نحكم من خلال الظاهر فنتدمر، وندمر بعضنا، ثم تتذمر ونلقى التهم على شماعات القدر، ونتجرأ على الله، وربما نخطئ في حقه أحيانا، نعم ان كنت تتألم من قدرك المؤلم، ولم ترى الحكمة واضحة لك بعد، فلا تسئ الظن في خالقك، فهو لم يخلقك ليعذبك، بل اصبر حتى يضئ قلبك، ويعرف الحكمة فيهدأ ويرضى.
وصدق رسولنا الكريم حين قال “الصبر ضياء”
فالخلاصة، أن الأنوثة ليست عار على المرأة كما يعتقد البعض، وإن كان الظاهر يقتضي ذلك، إلا أننا ما نشاهده من إبراز لمفاتن المرأة وأنوثتها لا علاقة لها به، بل هى أزمة، وأي أزمة! إنها أزمة أخلاق، فنصيحتي للفتيات، لا داعي من الإسترجال ودفن معالم أنوثتك، خجلا من نظرة المجتمع لكي، وخوفا من تنمر البعض عليكي، فانتي خلقتي لتكوني أنثى في صورة إمراة، وليست أنثى في صورة رجل.
فلا داعي من التبرج، فهو لن يغير منك شئ، ولن يضيف لكي شئ، سوى أنك تعصين خالقك، الذي خلق فسوى، والذي قدر فهدى، فحري أن تحافظي على نعمة مثل هذه، عسى أن تنالي شكر ربك على نعمه، فيحصل لكي الأنس به، وتزول معه الوحشة، حتى وإن تخلى عنك البشر أجمعين.
أهمية العمل بالنسبة للمرأة
إن عمل المرأة ضروري جدا كعمل الرجل، فإن كان العمل ضرورى بالنسبة للرجل؛ من أجل تكسبه للمال، فهو ضروري جدا أيضا للمرأة؛ لتشكيل شخصيتها.
فنحن نعيش في مجتمع عربي يقيد حرية الفتاة ويستبد الكثير من حقوقها، ويقيد حركتها، وكل هذا يصب في نفسيتها، ويؤثر في النهاية على سلوكها وشخصيتها، فتظهر في صورة الفتاة الخجولة، المنكمشة، التائهة، والإنطوائية.
نعم، فنحن كمجتمع مسئولين عن هذه الظاهرة، لأننا نحن من شكلناها بأنفسنا. ولكن نستطيع أن نعالج هذه الظاهرة التي تقلل من قيمة مجتمعنا؛ بتشجيع المرأة على العمل، وبث روح الهمة والنشاط بداخلها من جديد، والدفاع عن حريتها وحقها في العمل، مثل الرجل تماما، وإن كان لكل ما يناسبه من الأعمال، حتى لا تختلط الأمور، وتنزلق أرجلنا في المشكلة من جديد.
حكم عمل المرأة في الإسلام
حث الإسلام على عمل المرأة، ولم يرفضه كما كان سائدا في الجاهلية، بل ألغى حكم الجاهلية، بإصدار أحكام شرعية تتماشى مع الواقع المعاش، وتضبط للمرأة حقوقها، بطريقة تعمل على تنميتها والحفاظ عليها،ومن ضمن ذلك تشريعه لمشروعية عمل المرأة، بعد أن كان فى البداية تحرم منه، بل من التعليم أيضا.
وهناك الكثير من النماذج التي ظهرت مع ظهور الإسلام، والتي تؤيد ذلك.
هل الزوج له حق مشاركة المرأة في التصرف في مالها الخاص، أم لها مطلق الحرية بمقتضى الاستقلاليه؟
ليس للزوج حق مشاركة المرأة في ذمتها المالية وكذا الحال بالنسبة للزوجة إتجاه مالية زوجها.
حتى وان كانت المرأة لا تحسن التصرف في مالها بأن كانت غير رشيدة مثلا، فليس لأحد منعها إلا وليها فقط، إذا كانت تحت ولايته بأن كانت غير متزوجة مثلا.
اما إذا سمحت الزوجة بالمشاركة لزوجها بطيب نفس وتراض، فلا بأس، ولها مطلق الحرية، لأنه حقها ولها التصرف فيه كيفما شاءت بالالزام أو السقوط، قال تعالى “فإن طبن لكم عن شئ منه نفسا فكلوه..”
ومن باب أولى ليس له حق معرفة راتبها الشهري وأوجه التصرف فيه، وكذا سائر أموالها سواء ميراثا أم هبة ام ام.
ولا يجوز إجبار المرأة على أخذ جزء من راتبها بطريقة من الطرق، كالتهديد بالطلاق، والأذي والهجر مثلا إن لم تفعل ذلك، قال تعالى” لا تأكلوا أموالكم بينكم بالباطل الا أن تكون تجارة عن تراض منكم.”
واذا كان الزوج معسرا بأن كان غير قادر على النفقة على أسرته فهل هذا يسمح له بأن يكون له الحق فى مالية زوجته؟
نعم، فإن الزوج إذا كان معسرا سقطت النفقة عليه اتجاه زوجته، بل يجب على الزوجة الانفاق عليه، ولا يجب عليه التعويض بعد الإيسار إلا ما كان متعلقا به والأسرة، أما ما كان متعلقا بزوجته فيحسب من قبيل التبرع.
وما هو العمل المناسب لطبيعة المرأة؟
هو العمل الذي ليس فيه اختلاط فاحش بالرجال، لأن المرأة كائن ضعيف، من السهل على الرجل تحريك عواطفها، فتفسد الفطر،ليس هذا فقط بل العمل الذي يجبرها على التشبه بالرجال، والتجرد من أنوثتها ممنوع منعا تاما.
وما هى ضوابط العمل بالنسبة للمرأة؟
1.الاحتشام فلا داعي من التبرج،احتراما لبيئة العمل، وحتى تسهل عملية التواصل داخل العمل وخاصة إن كان عملا جماعيا،فترمو المؤسسة بعامليها.
2.عدم الخضوع بالقول، فيطمع الذي في قلبه مرض.
3.عدم تكوين علاقات أو صداقات مع الرجال في العمل، بل لابد من وضع حدود، فلا تتخطى العلاقة حدود الأدب والإحترام ، ولا داعي من المجاملات الخادعة.
وهل يشترط إذن الزوج في العمل؟
نعم إذن الزوج في العمل من حق الزوج، وذلك إن لم تكن الزوجة عاملة قبل دخول الزوج بها، وإن لم تشترط عليه العمل قبل الزواج، ففي عدم وجود هذين الحالتين، لا يعد إذن الزوج من حقه، لأنه رضى بالعمل قبل الزواج، أو تزوجها وهى عامله، بمحض اختياره.
اما إذا تزوجها وهى غير عاملة وأرادت العمل بعد الزواج، فهذا يتوقف على إذن الزوج، فإن اذن لها صار حقها في العمل مؤبدا وليس من حقه تغيير رأيه بعد ذلك.
وما الحكم إذا قصرت الزوجة في حق بيتها بسبب العمل؟
للزوج في هذه الحالة اجبارها على ترك العمل، لتعلق حقه المشروع الأكثر أهمية بحقها المشروع أيضا الأقل أهمية ، والمصلحتان اذا اجتمعا روعي اخفهما ضررا، فتترك العمل في هذه الحالة؛لأن مصلحة اسرتها وزوجها تقدم على مصلحة نفسها أو مصلحة عملها؛نظرا لأن الضرر المترتب على التقصير في بيتها أكبر بكثير من الضرر المترتب على التقصير في عملها، ففي مجال العمل قد يوجد من ينوب عنها، اما في البيت فهى الأولى والأخيرة، ولن يعوض غيابها أحد.
هل مصاريف المرأة الشخصية إذا كانت عاملة عليها أم على زوجها؟
هذا الأمر يرجع لطبيعة متطلبات المرأة الشخصية، بمعنى إذا كانت مطلوبة وضرورية عند أغلب النساء فهي من تكلفة الرجل، أما الزائد على ذلك فهو من مسئولية المرأة، لأنه لا يندرج حينئذ تحت مصطلح المتطلبات أو الاحتياجات.
هل تربية الأبناء تقدم على عمل المرأة، أم لا، كما هو الوضع عند اغلب النساء العاملات، حيث يكتفون بالرعاية فقط، ويحصل التقصير فى احتياجات الأبناء النفسية؟
بالطبع التربية أهم من الرعاية ومن باب أولى أهم من عمل المرأة، حيث يعتقد بعض الناس أن الأبناء يقتصر احتياجهم على الاحتياجات الجسدية، والتي لا سبيل لتلبيتها إلا بالمال، ولكن هذا منظور خاطئ، لذا تجدهم يبذلون قصاري جهدهم في كسب المال بدافع تكوين مستقبل لهم، وهم لا يدرون أنهم يدمرون مستقبل الأبناء بطريقة أخرى من خلال الغفلة عنهم، ومن هنا نريد التنبيه على أن احتياجات أي شخص منا لا يقتصر على الجانب الجسدي فقط من طعام وشراب ومتع وشهوات، بل هناك احتياجات أخرى كالاحتياجات النفسية، والاحتياجات الفكرية، والاحتياجات الروحانية، والاحتياجات العاطفية، كل هذا إن لم تتولاه المرأة، فمن سيتولاه وهى انسب مخلوق له، حتما سيضيع المجتمع اذا زاحمت المرأة الرجال، وتخلت عن دورها الأساسي.
اقرأ أيضا: كظم الغيط والعفو عن الناس؟