موقع يهتم بالمرأة العربية وعواطفها وتحدياتها وأحلامها وشريك حياتها

كظم الغيظ والعفو عن الناس

1 510

كظم الغيظ والعفو عن الناس عند المقدرة

هل تعرضت لموقف أو أكثر فى حياتك وتطلب منك الأمر أن تكظم غيظك لسبب ما!
ربما حفاظا على علاقة، وربما مع شخص صعب أن تتجاوز معه الحدود، وربما لأنك تعلم فضل كظم الغيظ!
نعم إن لكظم الغيظ فضل عظيم لو أدركنا أبعاده وتفاصيله لحاولنا جاهدين أن نكظم غيظنا فى مختلف أمور الحياة.

كظم الغيط والعفو عن الناس

إن كظم الغيظ هو كتمان الغضب وصبر على المسيئ وتجاوز الإساءة والامتناع عن العقوبة.. تخيل نفسك صاحب سلطة وفى مركز قوة واستطعت أن تعفو عن المخطئ، فمقدرتك على ذلك يعطيك الإحساس بالقوة والحكمة، استشعر عظمة هذه السمة واستشعر قدرك عند الله وجزاءك العظيم.

قال رسول الله صلى الله عليه وسلم :” من كظم غيظا وهو قادر على أن ينفذه دعاه الله على رؤوس الخلائق يوم القيامة حتى يخيره فى أى الحور شاء” يا له من جزاء عظيم أن يتباهى الله سبحانه وتعالى بصاحب هذا الخلق ويخيره من الحور العين وهذه كناية عن دخول الجنة والوصول لأعلى الدرجات.

أما إذا تحليت بصفة الله الحليم فسوف تصل لدرجة أعلى من درجة كظم الغيظ فإذا كنت حليما سوف تعفو وسيكون كظم الغيظ عليك سهلا فكظم الغيظ يحتاج لجهاد النفس أما الحلم فيجعل النفس هادئة سهلة لينة.
[قوة الحلم على الغضب أفضل من قوة الانتقام]
ومن أقوال السلف الصالح: (من كظم غيظه و رد غضبه أخزى شيطانه وسلمت مروءته و دينه).

كيف تعين نفسك على كظم الغيظ؟

* أن تدرك الأجر المترتب عليه وتستشعر قيمتك عند الله في الدنيا والآخرة.
* أن تروض نفسك على سعة الصدر والصبر والعفو عند المقدرة، قال تعالى:” ولمن صبر وغفر إن ذلك لمن عزم الأمور ”
* الترفع عن الجدال والخصومة وإخماد نار الغضب بينك وبين الطرف الآخر فتفوز فوزا عظيما
* تقديم مصلحة الود والألفة على الانتقام للنفس.

ومن الأنبياء والصحابة نأخد أرقى الدروس فى الصبر والعفو وكظم الغيظ
فهذا سيدنا يوسف عليه السلام قد آذاه إخوته وتآمروا على قتله وهو يدرك أن كل المحن التي مر بها كانت بسببهم من إبعاده عن أبيه ورميه فى البئر ودخوله السجن، ومع كل ذلك كان فى إمكانه رد الأذى والإساءة ولكنه تمكن من ضبط النفس وكظم الغيظ “فأسرها يوسف فى نفسه ولم يبدها لهم” سامحهم وعفا عنهم.

” لا تثريب عليكم اليوم يغفر الله لكم وهو أرحم الراحمين ”
ما أروعه من قدوة!

ضبط النفس يحتاج للشجاعة والحكمة أما انفاذ الغضب وعدم التحكم فيه يعود بالضرر والخسائر، فكم من علاقات تهدمت وأسر تفككت وضياع أبناء وانحرافهم بسبب الغضب وعدم كظم الغيظ وعدم العفو والتسامح !
نحن اليوم فى أمس الحاجة لضبط النفس وكظم الغيظ والعفو عن بعضنا فى جميع علاقاتنا الأسرية والوظيفية وأثناء القيادة والبيع والشراء وكل تعاملاتنا.

لعل الله أن يعفو عنا ويشملنا برحمته وفضله ويمن علينا براحة البال والسكينة والسلام النفسي.

اقرأ أيضا: الاهتمام: هل تدرك هذه النعمة في حياتك؟

تعليق 1
  1. […] اقرأ أيضا: كظم الغيط والعفو عن الناس؟ […]

اترك رد

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني.