مراحل الوعي، الوعي كلمة نسمعها كثيراً، ولكن القليل منا هو من يقف عندها ويتدبرها ويحاول أن يعرف معناها.
والوعي له تعريفات كثيرة، والفلاسفة كان لكل أحد منهم تعريف خاص به.
ولكن حتى لا أشتت انتباهك وأطيل عليكِ الحديث بتعريف كلمة الوعي.
فالوعي هو الإدراك، الإدراك للأفكار، الإدراك للذكريات، الإدراك للمشاعر والأحاسيس، أو ما يحيط بكِ من أحداث.
في هذا المقال سأحدثك عن مراحل الوعي الأربعة.
مراحل الوعي الأربعة
الوعي الذاتي المادي
أول مرحلة من مراحل الوعي هو الوعي المادي.
كيف تعرفي أنكِ عالقة في هذا الوعي المادي؟
تعرفي أنكِ عالقة عندما تتفاخري بذاتك، وترين أن الآخر أقل منكِ، أو ترين نفسكِ أقل من الآخرين في المستوى، وهذا يحدث بكثرة بسبب الإنتماء لقبيلة معينة أو النسب أو الجمال أو اللون أو المستوى الاجتماعي أو المستوى المادي.
أيضاً تكون مشاعرك مضطربة، وعندكِ تعلق في مستوى المادة مثل ارتداء ملابس أو أحذية من ماركات عالمية.
حسب مشاعرك اذا كنتِ تشعري بارتياح عندما ترتدي هذه الماركات.
لكن مشاعرك عندما ترتدي هذه الماركات تشعر بمشاعر القيمة “قيمتك“، هنا تعرفي أنكِ متعلقة وعالقة في الوعي المادي.
بمعنى أنكِ بدون السيارة أو بدون الماركات العالمية ليس لكِ قيمة.
في النهاية ستجدي نفسك تفعلي ثلاثة أشياء:
- السعي المرهق للوصول إلى المستوى الذي تريديه.
- تيأسي وتحبطي ولا تفعلي أي شيء في الحياة، وترددين دائماً أقوال مثل أنكِ منحوسة وليست محظوظة.
- الشعور بالفراغ أو الفقد بالرغم من أن كل شيء مادي تم تحقيقه، مثل شراء السيارة التي كنتِ تريديها، أو أنكِ تعملي في الوظيفة التي كنتِ تتمنيها.
ملخص المرحلة
- درجة الوعي هتكون منخفضة.
- الوضوح هتكون رؤيا منخفضة.
- وصف المرحلة “أنا أملك“.
فخ المرحلة الذي تسقطي فيه وهو:
“أنا قيمتي في ما أملك، بمعنى كل ما ملكت أكثر كلما زادت قيمتي أكثر وأكثر“.
المشاعر الغالبة في هذه المرحلة
- فقد الشعور بالأمان.
- القلق من عدم تحقيق الهدف.
- احساس بالدونية تجاه نفسكِ أو العكس تفتخري بنفسك.
- الحزن والاكتئاب.
- تقيمي نفسك عن طريق المظهر الخارجي كالشكل أو الجمال الجسدي.
- تقيمي نفسك عن طريق ما تملكي من مال أو ممتلكات.
- تقيمي نفسك عن طريق مهام أو أدوار تلعبيها في حياتك.
الممارسات الروحية
أنكِ هتغيري السؤال بدل “ماذا أريد” إلى “لماذا أريد“.
مثال
أريد أن تكون معي السياره موديل كذا، لماذا؟
أريد أن أعمل في هذه الوظيفة، لماذا؟
حاولي أن تفهمي دوافعك تجاه الشيء الذي تريديه.
الوعي الذاتي الشعوري
وهذا هو النوع الثاني من الوعي بعد الوعي المادي.
من مظاهر مرحلة الوعي الشعوري، هو أنكِ تهتمي وتنتبهي لمشاعرك عكس الوعي المادي، ومن الممكن أن تعيشي 30 أو 40 سنة في غضب، وأنتِ لا تعرفي، وعندما تواجهي تُلقي اللوم على الآخر.
الوعي الشعوري يبدأ بالانتباه للمشاعر الداخلية مثل عندما تلتقي بأشخاص وتقولين أنا ارتحت مع هذا الشخص، وغير مرتاحة مع هذا، أو الشعور بارتياح أو لا بالأحداث أو أماكن وأحياناً يحدث شعور بدون وجود سبب واضح.
وعندك وعي بمشاعرك (بهجة / فرح / حزن/أ حياناً اكتئاب / راحة) تقدر وتكتبي مشاعرك وتعبري عنها.
في هذه المرحلة لا تستطيعي أن تتعاملي مع مشاعرك السلبية بطريقة سليمة ولا تستطيعي أن تتحرري منها بسهولة.
ملخص المرحلة
- الرؤيا والوعي متوسط
- وصف المرحلة “أنا أفعل” بمعنى أنا أستطيع تجاوز مرحلة” أنا أملك” إلى أنا مهتمة بفعل الأشياء والتطبيق.
تستطيعي أن تقومي بأشياء تساعدك في الفعل مثل ركوب الخيل لماذا؟ لتشعري بأنكِ محلقة.
اذاً تعرفي مشاعرك والأشخاص أو الأحداث التي تستطيعي أن تساعدك في تحقيق هذه المشاعر الجميلة.
فخ المرحله الذي ممكن أن تسقطي فيه “أنا = مشاعري“
بمعني إطلاق الأحكام سواء على نفسك أو على الآخرين، مثل أنا أمر بمرحلة اكتئاب، أنتِ تقولي أنا مكتئبة وهذا يعني أنكِ تحكمي على نفسك بالاكتئاب.
المشاعر الغالبة في هذه المرحلة مشاعر إيجابية أو مشاعر سلبية أو مشاعر محايدة.
الممارسات الروحية
هي بسيطة وعميقة في نفس الوقت عندما تشعرين بأي شعور اسألي نفسك لماذا أنا أشعر بهذا الشعور؟
لأن لكل شعور وراءه فكرة، مهم جداً أن تسألي نفسك عليها لماذا هذا الإحساس أو الشعور؟
كل فكرة هي مسؤولة عن شعورك.
“راقبي مشاعرك هتعرفي أفكارك“.
“اعرفي أفكارك هتفهمي مشاعرك“.
“كل فكرة مسؤولة عن مشاعرك“.
الوعي الذاتي العقلي
هو الوعي بمشاعرك وأفكارك الكبيرة والصغيرة.
مثال: زوجة تجلس مع زوجها وأولادها، وبدأت تشعر بالانزعاج، مشاعرها هي مشاعر الإنزعاج ووعيها لأفكارها أنهم ليسوا السبب في هذا الشعور.
فتقول سامحوني أنا أشعر بالانزعاج وهي مدركة للفكرة والشعور معاً”كانت في الصباح حدث معها موقف ما سئ” هذا ادراكها للسبب الحقيقي.
مثال آخر
عندما تأتيكِ أفكار سلبية أو عن المستقبل المظلم انتبهي لنفسك وتوقفي عن هذا السيناريو وأدركي أنكِ دخلتي في مشاعر سلبية وحاولي أن تستبدليها بفكرة ايجابية تعطيكِ شعور جيد ومريح.
مرحلة الوعي بالأفكار هي مرحلة رائعة وجميلة، عندما تشعري بأي شعور سلبي أو ايجابي تصبحي منتبهة ما هي الأفكار التي تحمليها في عقلك، وما هذا الشعور الذي يمتلكك وما هو سببه وما مصدره؟
هل تستطيعي أن تقولي:
أنا أحبكم وأقدركم ولكن حالياً محتاجة أن انفرد بذاتي؟
ملخص المرحلة
وصف المرحلة “أنا أفعل” هو مشابه الوعي الشعوري ولكن الفرق هنا أعمق من الشعور هو إدراك الفكرة واستبدالها بفكرة أفضل حتى يتوقف الشعور السلبي.
وهي مرحلة الانتباه لأفكارك ولا تشكِ في ذاتك.
- فخ مرحلة “أنا =افكاري” هناك أشخاص يعتقدون أنهم في هذه المرحلة “الوعي العقلي” ولكن الحقيقة هم حبيسوا أفكارهم.
ويبدأون في إصدار الأحكام “هذا صح وهذا خطأ” يريد من داخله أن يصحح العالم.
أما مرحلة الوعي العقلي هي مرحلة الوعي بالأفكار.
وهي مراقبة فقط بأفكارك الكبيرة والصغيرة فأنتِ لست حبيسة أفكارك.
المشاعر الغالبة في هذه المرحلة هي مشاعر سلبية وايجابية ومحايدة مع إدراك الأفكار ومراقبتها.
الممارسات الروحية
مراقبة الذات، أنكِ تلعبي مع نفسك دور المراقب من الصباح إلى المساء.
وتنتبهي لمشاعرك، ليس مطلوب منكِ أن تعرفي لماذا تشعري بهذه المشاعر أو لماذا تفكري بهذه الأفكار؟ وتضغطي على نفسك وتحاسبيها، ولا مطلوب منكِ تغيير الفكرة.
“راقبي ما يحدث بداخلك“
“أنتِ لستِ أفكارك“
الوعي الذاتي السامي
هنتكلم كيف ينظر الإنسان إلى ذاته، العلاقات، الحياة، الله.
عندما ينظر إلى ذاته نقسمها إلى أربعة أقسام، جسد، نفس، عقل، روح.
الجسد
يعلم أنها كمركب وهذه رحلة.
يشعر بالامتنان والتقدير والقبول لجسده، هي كبوابة إلى بداية أي طريق يريد أن يسلكه، يتعامل معه كصديق ويهتم به وبصحته وحالته ونظافته.
النفس
الخير والشر، لا تصدر أحكام على نفسه.
يدير وجهه عن الظلام ويغذي النور في نفسه.
العقل
هي أداة للإنسان ليست عليه ولا ضده، تساعده على إيجاد الأفكار لمصلحته.
اسأل عقلك وصاحبه.
غذاء العقل الأفكار الإيجابية وتعوده على ذلك.
يساعدك على الاتساع في حياتك.
الروح
الخير المطلق، يراهن على لطفها وجمالها، الروح رحلة عودة واتصال، وأن الله فينا حلقة متصلة، عندما ينظر الإنسان إلى العلاقات.
مثلاً عندما يأتي إنسان يزعجك تسألي نفسك ما هي الرسالة التي يحملها لي، تبدأي تهتم لمعرفة الرسائل.
كعارض صحي الصداع تسأل نفسك عن الرسالة هل عدم شرب الماء الكافي سبب هذا الصداع أم أرهقت جسدي أم؟
العلاقات هي مرايات وانعكاس عن داخلنا، عندما ينظر الإنسان إلى الحياة، ينظر إليها باتساع، أن الخير أصيل والشر دخيل، يراهن على أن الخير موجود بهذه الدنيا.
مثال
دخلتي علاقة أو مشروع تجاري ووجدتي المعاناة تظهر في حياتك، عليكِ أن تعرفي أنكِ تتجهي عكس السير.
فتسألي نفسك ” أين ضيقت على نفسي فضاقت عليا الحياة؟ ” وما هي الفكرة التي حان التخلي عنها؟ و”كيف اتجه الى الاتساع؟”
كيف ينظر الإنسان إلى الله؟
- تؤمني أن الله صاحب الفضل على الإنسان.
- تؤمني أن الكون الرباني مبني على العدل.
- تؤمني أن الله جميل لا يخلق إلا الجمال.
- تؤمني أن الاختيارات السيئة هي من ضيق الأفق.
- تؤمني أن الله مصدر الخير.
- تؤمني أن الله الرحمن الرحيم.
- تؤمني أن علاقة الإنسان مع الله “حب ورحمة”.
ملخص المرحلة
وصف المرحلة “أنا أكون“.
أصبحتِ تعرفي أن المشاعر مثل الغيوم تأتي وتذهب.
المشاعر الغالبة في هذه المرحلة (يسر/ سعاده/ سعة/ بهجة) وتأتي المشاعر السلبية ولكن تكون خفيفة.
الممارسات الروحية
تستمري أن تكوني في الحاضر هنا وهنا والآن.
ممارسة الوعي بدون أي أحكام.
حالة قبول تام للحظة كما هي هنا والآن.
لا غائب بالماضي ولا مشغول بالمستقبل.
“كلما انتبهت إلى ما بداخلك كلما أضاءت نور أكبر هو نورك التام “
الخلاصة
مراحل الوعي أربعة مراحل تبدأ من الوعي المادي وتنتهي في الوعي الذاتي السامي.
عليكِ أن تقرأي المقال مرة أخرى، تسألي نفسك، ما هي المرحلة التي أنتِ فيها الآن.
وعليكِ أن تتجاوزيها وتنتقلي للمرحلة التي تليها.
اقرئي أيضاً: ماذا تقول عنكِ ألوانك؟
اقرئي أيضاً: مواصفات الزوج الصالح
[…] أيضا: ما هي مراحل الوعي الأربعة؟ فالتفكك الأسري يعني التجرد من انتماء الشخص لروح […]