3 أخطاء في التربية تجعل من طفلك مريض نفسي

هل الأمومة وتربية الطفل يعتبر شئ سهل؟

بالتأكيد ليس بالأمر السهل، فهناك الكثير من الأخطاء التي تجعل من طفلك مريض نفسي.

لذلك هذا المقال موجه للأم بشكل خاص، لأنها بحكم مجتمعنا هي المسئول الأكبر عن تربية الطفل، وبحكم انشغالنا بالكثير في يومنا قد ننسى قيمة هذا الدور الذي طالما يقدسه جميع الأديان كما في قول الله تعالى “ووصينا الإنسان بوالديه حملته أمه وهنا على وهن“.

فلذلك يجب أن نعزز هذا الدور أكثر من ذلك، وأن لا تغفلي بعض الأمور الكارثية التي تجعل طفلك يعاني طوال حياته، فهيا بنا نتعرف على هذه الأمور.

كيف تجعلي طفلك مريض نفسي؟

المقارنة

أول هذه الأخطاء هي المقارنة، وتبدأ المقارنة عندما تكون شخصية الأم تميل إلى المثالية، وتريد طفلها أن يكون مثالياً في جميع الجوانب، وهذا ليس بالأمر الهين على نفسية طفلك على الإطلاق.

فإذا نظرتي لزميل طفلك في المدرسة، ووجدت بأنه أفضل منه في مستواه الدراسي، فتمارس الأم الضغط والتعنيف في صورة المقارنة، وتتوهم بأن ذلك يمكن أن يكون تحفيز له مثلاً “ليه فلان يجيب درجة أعلى منك؟

هو أكيد كده أحسن منك” وهذا ينشئ الكثير من الصراعات والمخاوف في عقله بأنك لا تحبيه، وأصبحتِ فجأه تمدحي زميله! وأيضاً يشعر بالغيرة من زميله، ويبدأ في كراهية جميع زملائه ومن هنا يأتي دور الضحية والإحساس بالاضطهاد وبالاكتئاب وضعف الإرادة تجاه ما تودي أن يقوم به.

ولذلك يجب أن تبدأي بنفسك أولاً، وأن لا تضعي نفسك في موضع مقارنة بأحد، فالله خلقنا بشخصيات وصور مختلفة “وكل ميسر لما خلق له” وإن أردتي أن تحفزي طفلك في أي شئ اتبعي معه أسلوب التحفيز الإيجابي (الساندوتش) بأن تمدحيه فيما هو مميز فيه أولاً، ثم تقولي له ما تريدي أن يغيره، وتنهي الموضوع بأنه طفل ذكي وسوف يستجيب، وأن هناك مكافاة تنتظره أن فعل الأفضل.

التجاهل

ثاني خطأ هو التجاهل، فطفلك هو نبتتك التي يجب أن تسقي جيدا،ً لتطرح ثماراً وأن قمتِ بتجاهلها سوف تموت، فيجب عليكِ تقديس وقتك مع طفلك ولا تتجاهلي ما يقول، فأحياناً بسبب ضيق الوقت تجدي طفلك يريد التكلم والتعبير عن نفسه، وإذا كان رد فعلك التجاهل فسوف يصيبه انعدام الثقة بالنفس، وعندما تقومي بالانتباه سوف تجدي من بين ثنايا كلامه الكثير، ويمكنك من خلال هذا الكلم تحديد شخصيته.

فإذا كانت شخصيته عاطفية فيجب عليكِ توجيهه باللين وبالكلمات الرقيقة، وإذا كانت شخصيته تميل للعنف فاستخدمي معه أسلوب الحزم تاره واللين تاره.

وأحياناً سوف تصيبك الدهشة من بعض التصرفات، سواء إن كانت إيجابيه أو سلبية، وهنا يجب أن تكوني هادئة وحكيمة، لأن رد فعلك إذا كانت عنيفة في حالة أن تصرفه كان سلبياً سوف تشكل فذهن الطفل ارتباك ويمكن أن تؤدي لفقد تركيزه، بسبب خوفه منك، فيجب عليكِ أن تستخدمي معه أسلوب الإقناع فيما يناسب سنه وتفكيره، ليضع ثقته بكِ وتكوني مصدر الأمان والدعم له.

السخرية

ثالث وآخر خطأ هو السخرية من طفلك، لا تعتقدي بأن طفلك سوف يكون أفضل بطريقة السخرية والتوبيخ، لأن ذلك يصيبه بالإحراج الشديد والكبت وبكرهه لدى أي توجيه أو كلام منك، وأيضاً أسلوب توجيهه بطريقة فظة أمام الغير سواء أقارب أو أصدقاء.

“فالنصيحة في العلن تعتبر فضيحة” فذلك التصرف يجعل طفلك مريض نفسي، ويشعر بأنه مباح توبيخه والتنمر عليه من أي شخص ولا يستطيح الرد أو التعبير عن نفسه وذاته الحقيقه ويصبح ضعيف الشخصية ويبدأ بكره نفسه وقد يصيبه اكتئاب وبأنه غير محبوب.

فيجب عليكِ أن توجهيه بالطريقة المناسبة له وبمفرده، لينصت لكِ ولا يشعر بالإحراج أولاً، وأن تعززي لديه ثقته بنفسه ولا تسمحي لنفسك أن تسخري منه سواء بمفرده أو أمام الجميع.

الخلاصة

واخيراَ يا عزيزتي طفلك هو أغلى ما تملكين، ومن السهل جداً أن تجعليه مريض نفسي، لذلك ينبغي على كل أم أن تكون حريصة وذكية في تعاملها مع أبنائها، وهذا ليس بالأمر السهل فما أكثر المرضى النفسيين في مجتمعنا الآن بسبب سوء التربية والإهمال.

وإذا شعرتي بمشكلة حقيقية تواجهك، فعليكِ أن تزوري إحدى المختصين النفسيين للأطفال، ولذلك قبل أن تصبحي أم يجب عليكِ معرفة أسس التربية السليمة وكيفية التعامل مع نفسية الطفل، وإذا شعرتي بأنك غير مسئولة لتكوني أم فلا تتعجلي بهذه الخطوة قبل أن تندمي بعبئ المسئوليه لاحقاً.

اقرئي أيضاً: كيف تجعلي طفلك يثق في نفسه؟