مسجد قيل أنه موجود به ضريح بنت أمير المؤمنين علي بن أبي طالب كرم الله وجهه، واشتُهر بمحرابه الذي يمتلك زخارف مميزة، وهو أحد أكبر المحاريب في العصر الفاطمي.
مسجد السيدة رقية
بناء المسجد
سنة 527 هـ أمر الخليفة الفاطمي الحافظ لدين الله – وهو الخليفة الثامن من خلفاء الدولة الفاطمية في مصر – ببناء مسجد بجانب ضريح السيدة رقية وسماه في البداية “مسجد الأندلس”.
في سنة 533 هـ أمرت السيدة “عَلم الآمرية” وهي إحدى زوجات الخليفة “الآمر بأحكام الله”بتجديد المسجد وتوسعته وسمي “بمسجد السيدة رقية”.
اقرأ أيضا: استكشف تاريخ القاهرة
السيدة رقية
هي رقية بنت الإمام علي بن أبي طالب – كرم الله وجهه – وكانت قد أتت إلى مصر مع باقي أهل البيت بعد “موقعة كربلاء” مع أختها السيدة زينب، وتزوجت من ابن عمها واسمه “مُسلم بن عُقيل”، ولا توجد أي دلائل إذا كانت السيدة رقية مدفونة في الضريح أم لا، لكن قالوا إن الضريح بُني على يد “السُني أبو تراب حيدرة ابن أبي الفتح” والمشهد موجود بجوار البوابة المؤدية إلى السيدة نفيسة بالقرب من جامع شجرة الدر.
ترميمات المسجد
بعد ذلك، تم تجديد المسجد وترميمه في العصر العثماني على يد “عبدالرحمن كتخدا” في القرن الثامن عشر.
وفي عام 1916 م رُمم مرة أخرى على يد “لجنة الحفاظ على التراث الفني العربي”.
وصف المسجد
الضريح اخذ شكل مستطيل منقسم لقسمين.
القسم الأول:
عبارة عن مدخل المسجد، وهو جزء مسقوف مُحمل على 3 عقود يوجد به 3 فتحات أُعيد بناؤها من خلال لجنة الحفاظ سنة 1916 م، وطول هذا الجزء حوالي 12.5 م وعمقه حوالي2.5 م.
القسم الثاني:
عبارة عن قاعة للصلاة مُقسمة إلى 3 أجزاء، والجزء المتوسط منها مربع وطول ضلعه 5 م، ويعلوه قبة مضلعة فيها حوالي 24 ضلع مرتكزة على رقبة مثمنة مفتوحة فيها حوالي 16 شباك.
أما الجزئين الجانبيين: عبارة عن إيوانين صغيرين مساحة كل واحد منهم حوالي 14 متر مربع، وسقف كل جزء منهم عبارة عن سقف مسطح مسقوف من الخشب وكذلك الجزء المسقوف خارج المسجد.
المحاريب في المسجد: موجود في كل جزء من الأجزاء الثلاثة محراب مجوف.
وصف المحراب الرئيسي: أكبرهم وأعمقهم هو المحراب الموجود في الجزء الأوسط، وهو المحراب الرئيسي في مسجد السيدة رقية، فهو أحد أكبر المحاريب في العصر الفاطمي وتحفة فنية لا مثيل لها في مصر كلها.
سعته حوالي 3 م وعمقه 1.20 م وارتفاعه 6 م.
ومن أهم الأشياء التي تلفت النظر عند الدخول للمسجد، تابوت من الخشب موجود في وسط الإيوان.
أما المحراب، فيتميز بزخارف بارزة وكتابات كوفية مزخرفة اشتملت على آيات من القرآن الكريم وعلى تاريخ صنعه، ومكتوب جملة بالخط الكوفي تقول “هذا ضريح السيدة رقية بنت أمير المؤمنين علي بن أبي طالب”.
اقرأ أيضا: مسجد السيدة عائشة في مصر
[…] اقرأ أيضا: مسجد السيدة رقية […]