موقع يهتم بالمرأة العربية وعواطفها وتحدياتها وأحلامها وشريك حياتها

من يعطيه خالقه مين يخانقه

0 414

يحدثني قائلا: لم أكن أكبر الأولاد ولا أخر العنقود ولا المميز بخصلة حسنة عن البقية؛ ولكني ممتناً تماماً لعلاقتي بوالدي ومقتنع بأنني حظيت بحب والداي ومراعاتهما ودلالهما، إن لم يكن في كل ففي أغلب المواقف التى أتذكرها.

كان لدي أكثر من نصف درذن من الأخوة والأخوات.‏

وعندما كان يتسائل الإخوة لماذا يفضلونني عن البقية؟ لا اجيب وأتذكر مثلاً يتردد في ذهني سمعته من والدتي:

(من يعطيه خالقه مين يخانقه؟)

لا يحب طريقة أي ابن او ابنة مع والديه في المقارنة والتساؤل لماذا يفعل والدي هكذا مع أخي فلان وأنا يفعل معي كذا، او أن يسأل باعتراض:

لماذا أعطت والدتي كذا وكذا لأختي فلانة وأنا لم تعطني؟ …. وما شابه ذلك.

 كان مبدئي أن للوالدين على أبنائهم حق السمع والطاعة والحرص على رضاهم والتودد إليهم؛ بغض النظر عن طريقة معاملة الوالدين لهم؛ وليس على الأبناء محاسبة الوالدين على اي تصرف، وإذا شعروا بالحزن أو  الغضب من تصرف معين؛ لا بأس قد لا يملكون منع هذه المشاعر؛ ولكن حبذا لو يتقبلوا ولا يعاتبوا أو يظهروا استياءً؛ واحتساب آجر صبرهم ‏عند الله سبحانه وتعالى.

‏واذا كان ما حدث تقصير من الوالدين أو إثم –

والله أعلم- فالله وحده سبحانه هو العليم الغفور الرحيم وهو ايضاً شديد العقاب، يغفر لهم إن شاء أو يحاسبهم؛ وليس للأولاد الاالتقبل والبر

 كما قال تعالى: (وَقَضَى رَبُّكَ أَلاَّ تَعْبُدُواْ إِلاَّ إِيَّاهُ وَبِالْوَالِدَيْنِ إِحْسَاناً إِمَّا يَبْلُغَنَّ عِندَكَ الْكِبَرَأَحَدُهُمَا أَوْ كِلاَهُمَا فَلاَ تَقُل لَّهُمَآ أُفٍّ وَلاَ تَنْهَرْهُمَا وَقُل لَّهُمَا قَوْلاً كَرِيماً) الآية ٢٣ الإسراء.

وذكر سبحانه وتعالى في الآية الكريمة بر الوالدين مباشرةً بعد التوحيد لمغزى عظيم.

وحديث النبي صلى الله عليك وسلم: (حديث أبي هريرة قال: جاء رجل إلى رسول الله ﷺ فقال: يا رسول الله، من أحق الناس بحسن صحابتي؟ -يعني: صحبتي، قال: أمك قال: ثم من؟ قال: أمك، قال: ثم من؟ قال: أمك،قال: ثم من؟ قال: أبوك. متفق عليه.

وفي رواية: يا رسول الله، من أحق بحسن الصحبة؟، قال: أمك، ثم أمك، ثم أمك، ثم أباك، ثم أدناك أدناك.

وأمر آخر إذ قبل أن يستغرب الأولاد ويتذمروا من تصرفات والديهم التي لا تروق لهم، لم لا يتساءلون أولاً لماذا الوالدين فضلا فلان من الأولاد عني؟ قد يكون هذا الولد أيضا يعامل والدية معاملة أفضل من بقية الأولاد؛ ولكن -كما هو معلوم دائما- (الجمل لا يرى سنامه).

اللهم أرنا الحق حقاً وارزقنا اتباعه وأرنا الباطل باطلاً وارزقنا اجتنابه، وأصلح لنا سرنا وعلانيتنا وارزقنا الرشد واطعمنا بر والدينا وذرياتنا جميعاً آمين.

اترك رد

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني.