إن موت الغفلة يمثل حالة من حالات الموت المعاصر لدى اغلب الشباب اليوم، ليس فقط الشباب بل الصغار والكبار، وهو موت لا يسبقه سكرات ولا يمازجه اخطار وليس له أي علامات، هو فقط يأتي بغتة أي فجأة.
موت الغفلة
هل موت الغفلة علامة على حسن الخاتمة ام على سوء الخاتمة
موت الغفلة فيه حسن للخاتمة بالنسبة للمؤمن سواء اكان مطيع أم عاصي، بخلاف الكافر فهذا أمر آخر.
أما المؤمن المطيع: إذا كان موت الفجأة بهذا الوصف فإنه قد يكون موت حسن بمعنى أنه حسن خاتمة لصاحبه إذ أنه فيه بشارة للمؤمن على تخفيف وتيسير ما هو قادم عليه من منازل عالم البرزخ.
وأما المؤمن العاصي: فيكون موت الفجأة فيه حسن خاتمة للمؤمن العاصي بناءا على أنه يتيح للعاصي التوبة، حيث يقول الله في الحديث القدسي (وعزَّتي وجلالي، لا أقبض عبدي المؤمن وأنا أحبُّ أن أرحمه إلا ابتليتُه بكل سيئة كان عملها سقمًا في جسده، أو إقتارًا في رزقه، أو مصيبةً في ماله أو ولده، حتى أبلغ منه مثل الذر، فإذا بقي عليه شيء شددتُ عليه سكرات الموت ، حتى يلقاني كيومَ ولدته أمُّه ).
أن فيه سوء خاتمة لصاحبه. كيف ذلك! وأن سكرات الموت تكون مصاحبه لمن يموت ميتة بلا بغتة وسكرات الموت هى أشد ما يعاني منه الإنسان في حياته وقبل رحيله.
وهل موت الفجأة علامة على سخط الرب؟
كلا. إن موت الفجأة إذا كان صاحبه من أهل الطاعة والإيمان فهو يكون بشرى له على حسن مثواه وسعادته القادمة عند ربه في مقعد صدق عند مليك مقتدر.
واما إذا كان من أهل المعصية والكفر والعياذ بالله كان علامة على سوء الخاتمة من جهة أنه لا يمكنه تدراك التوبة والأنابة إلى الله من الذنوب والمعاصي، إذ أن الله أخذه بغتة عقابا له على ماسلف، بحيث لا يمكنه أن يتوب فلو أمهله قليلا قبل الموت ولو بشئ من السكرات للحق أن يتوب، وصدق الله حين قال (يمهل ولا يهمل)
دعاء يمنع من موت الغفلة
عن كعب بن عمرو -رضي الله عنه-: (أنَّ رسولَ اللَّهِ صلَّى اللَّهُ عليهِ وسلَّمَ كانَ يدعو اللَّهمَّ إنِّي أعوذُ بكَ منَ الهدْمِ، وأعوذُ بكَ منَ التَّردِّي، وأعوذُ بكَ منَ الغرَقِ والحرْقِ والهرَمِ، وأعوذُ بكَ أن يتخبَّطني الشَّيطانُ عندَ الموتِ، وأعوذُ بكَ أن أموتَ في سبيلِكَ مدبرًا، وأعوذُ بكَ أن أموتَ لديغًا).[١]
عن عبد الله بن عمر -رضي الله عنهما- أنّه قال: (كانَ مِن دُعَاءِ رَسُولِ اللهِ صَلَّى اللَّهُ عليه وَسَلَّمَ: اللَّهُمَّ إنِّي أَعُوذُ بكَ مِن زَوَالِ نِعْمَتِكَ، وَتَحَوُّلِ عَافِيَتِكَ، وَفُجَاءَةِ نِقْمَتِكَ، وَجَمِيعِ سَخَطِكَ).[٢]
عن أبي هريرة -رضي الله عنه-: (أنَّ النبيَّ صَلَّى اللَّهُ عليه وَسَلَّمَ، كانَ يَتَعَوَّذُ مِن سُوءِ القَضَاءِ، وَمِنْ دَرَكِ الشَّقَاءِ، وَمِنْ شَمَاتَةِ الأعْدَاءِ، وَمِنْ جَهْدِ البَلَاءِ).[٣]
عن أبي هريرة -رضي الله عنه- قال: (كانَ رَسولُ اللهِ -صَلَّى اللَّهُ عليه وَسَلَّمَ- يقولُ: اللَّهُمَّ أَصْلِحْ لي دِينِي الذي هو عِصْمَةُ أَمْرِي، وَأَصْلِحْ لي دُنْيَايَ الَّتي فِيهَا معاشِي، وَأَصْلِحْ لي آخِرَتي الَّتي فِيهَا معادِي، وَاجْعَلِ الحَيَاةَ زِيَادَةً لي في كُلِّ خَيْرٍ، وَاجْعَلِ المَوْتَ رَاحَةً لي مِن
آيات وأحاديث عن موت الغفلة
قال الله تعالى (وجاءت سكرة الموت بالحق ذلك ما كنت منه تحيد)
(ونفخ في الصور ففزع من في السماوات ومن في الأرض إلا من شاء وكل أتوه داخرين)
قال الله تعالى: {وَهُوَ الْقَاهِرُ فَوْقَ عِبَادِهِ وَيُرْسِلُ عَلَيْكُمْ حَفَظَةً حَتَّى إِذَا جَاءَ أَحَدَكُمُ الْمَوْتُ تَوَفَّتْهُ رُسُلُنَا وَهُمْ لَا يُفَرِّطُونَ}. قال الله تعالى: {كُلُّ نَفْسٍ ذَائِقَةُ الْمَوْتِ وَنَبْلُوكُمْ بِالشَّرِّ وَالْخَيْرِ فِتْنَةً وَإِلَيْنَا تُرْجَعُونَ}.
(مَا يَنظُرُونَ إِلَّا صَيْحَةً وَاحِدَةً تَأْخُذُهُمْ وَهُمْ يَخِصِّمُونَ)
أحاديث نبوية عن موت الغفلة
حديث :من طريق عائشة رضي الله عنها: أن رجلاً قال للنبي صلى الله عليه وسلم: (إن أمي افتلتت نفسها، وأظنها لو تكلمت تصدقت، فهل لها من أجر إن تصدقت عنها؟ قال: نعم)].
والمعنى: أن الموت جاء لأمه بغتة، وهو يعلم أن أمه لو تكلمت أمرت بصدقة، وهذا معناه: أن موت الفجأة يدخل على العبد ولا يمهله.
حديث : (موت الفجأة أخذة أسف)
عن عبد الله بن مسعود وعائشة رضي الله عنهما قالا:
” أسف على الفاجر وراحة للمؤمن: يعني الفجأة ”
اقرأ أيضا: تقوى الله كيف تحققها وما هي ثمراتها؟